في أكبر هجوم من نوعه في العاصمة دمشق…تنظيم “الدولة الإسلامية” يقتل نحو 100 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي القدم

20

فرق الهلال الأحمر تخلي جثث القتلى وسلطات النظام تعزل مسؤولاً استخباراتياً من منصبه على خلفية الهجوم

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فرق الهلال الأحمر التي دخلت إلى حي القدم في جنوب العاصمة، أخلت عشرات الجثث لقتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها، ممن قضوا خلال هجوم لتنظيم “الدولة الإسلامية” على الحي الواقعة في جنوب العاصمة، في الـ 13 من آذار / مارس الجاري من العام 2017، حيث تمكن التنظيم من فرض سيطرته على معظم الحي الواقع في القسم الجنوبي من العاصمة، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن قتلى قوات النظام والمسلحين الموالين لها ارتفع إلى ما لا يقل عن 96 قتيلاً جرى سحب جثثهم ونقلها من قبل الهلال الأحمر إلى مراكز ضمن مناطق سيطرة قوات النظام، بعد أن دخل فريق من الهلال الأحمر إلى الحي بعد اتفاق بين النظام والتنظيم، على إخلاء الجثث، دون معلومات عن الشروط التي فرضها التنظيم لتنفيذ عملية الدخول، فيما أكدت مصادر موثوقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أنه لا يزال عدد القتلى قابلاً للازدياد لوجود أكثر من 30 مفقود لا يعلم مصيرهم فيما إذا قتلوا أم أنه جرى أسرهم من قبل التنظيم.

من جانب آخر علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن سلطات النظام عمدت إلى عزل رئيس فرع المنطقة في شعبة المخابرات العسكرية المسؤولة عن العاصمة دمشق، في أعقاب هذه المجزرة التي نفذها التنظيم بعناصر قوات النظام، نتيجة الهجوم العنيف الذي استمر لأيام وتزامن بدء الهجوم مع بالتزامن مع توجه عشرات الحافلات التي تحمل على متنها المئات من مقاتلي الفصائل وعوائلهم والمدنيين الرافضين للاتفاق مع النظام، ممن خرجوا من حي القدم بجنوب العامة ضمن تنفيذ بنود الاتفاق مع قوات النظام، وشهدت العاصمة دمشق حينها، دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن عمليات عسكرية تجري في القسم الجنوبي منها، إثر هجوم من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في حي الحجر الأسود وأطراف مخيم اليرموك، على حي القدم، وترافق هجوم تنظيم “الدولة الإسلامية” مع غارات للطائرات الحربية استهدفت منطقة الحجر الأسود، حيث كان مخيم اليرموك شهد قبل أسابيع معارك عنيفة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة، وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى، تمكن خلالها التنظيم من التقدم وقتل وجرح حينها العشرات من مقاتلي الطرفين.

على صعيد متصل فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تحركات وتحضيرات من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في مخيم اليرموك، من المرجح أنها لبدء هجوم على مواقع سيطرة هيئة تحرير الشام فور انسحابها من الحي ضمن الصفقة التي يجري تنفيذها بين فيلق الرحمن وقوات النظام التي تنص على إجلاء مقاتلي الفيلق وتحرير الشام وعوائلهم ومن تبقى من مقاتلي أحرار الشام من جوبر وعربين وزملكا إلى الشمال السوري، وذلك على غرار الهجوم الذي جرى في حي القدم في الـ 13 من آذار / مارس الجاري من العام 2018.

كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أنه يعود تنظيم “الدولة الإسلامية” لينعش نفسه من جديدة في المناطق السورية التي لا يزال يتواجد فيها، فبعد انحسار وجوده لنحو 5400 كلم مربع من الأراضي السورية بنسبة نحو 2.9% من مساحة الجغرافية السورية، وانتهاء وجوده الكامل في ريفي حماة وإدلب ومعظم البادية السورية، واقتصار وجوده على جيوب في بادية حمص الشرقية وفي البادية الجنوبية الشرقية لدير الزور وأقصى ريفي دير الزور الشمالي والحسكة الجنوبي المتحاذيين وجنوب دمشق، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال الـ 24 ساعة الفائتة تنفيذ تنظيم “الدولة الإسلامية” لهجوم في محيط بلدة الشعفة، نحو البادية الشرقية للبلدة الواقعة على الضفاف الشرقية لنهر الفرات، ضد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي، حيث استهدف الهجوم مواقع لقوات قسد المتواجد في المنطقة، وسط معلومات عن تمكن التنظيم من السيطرة على مواقع، وإيقاع خسائر بشرية في صفوف خصومه، بالإضافة لسقوط خسائر بشرية من عناصر التنظيم، هذا الهجوم العنيف من قبل التنظيم يأتي بعد أسابيع من انحسار سيطرته في الضفة الشرقية لنهر الفرات، ضمن بلدات أبو الحسن، الشعفة، السوسة، الباغوز، البوبدران وضواحيهم، عقب انتهاء وجود بشكل كامل في ضفة الفرات الغربية، وتمكن قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على معظم شرق الفرات باستثناء الجيب آنف الذكر، حيث أكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري أن التنظيم عمد في الفترة السابقة إلى إعادة ترتيب صفوف عناصره المتبقين لتنفيذ محاولة توسع في السيطرة على حساب خصومه في مختلف المناطق التي يتواجد فيها.