في إطار التغيير الديمغرافي.. السلطان مراد وفصائل موالية لتركيا تستبيح ممتلكات أبناء عفرين وتضيق عليهم

92

 

تعمل الفصائل الموالية لتركيا على فرض واقع التغيير الديمغرافي، تحت أنظار القوات التركية، عبر توطين عائلات عناصر الفصائل في منازل تعود ملكيتها للسكان الأصليين من مهجري عفرين، ناهيك عن بيع العقارات والأراضي بأسعار بخسة لتلك الفصائل.
وتتعمد تركيا إبان فرض سيطرتها على عفرين عام 2018 إلى تهجير ما تبقى من سكان الأصليين في المنطقة، وتنفيذاً لهذا المخطط مارست شتى أنواع الانتهاكات لتضيق على الأهالي، وبالتالي مغادرة المنطقة قسراً، هرباً من وحشية السياسات التركية وفصائلها.
وإلى جانب الملفات التي نشرتها المرصد السوري من التوثيقات التي تفضح وتؤكد جرائم تركيا في عفرين، من الاغتصاب والقتل والخطف والسرقة وصولاً إلى بيع ممتلكات المدنيين والتهجير القسري، يترافق مع صمت دولي إزاء جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في عفرين.
وحصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على قائمة تضم أسماء 65 مدنيًا من أهالي ناحية بلبل استولى فصيل سلطان مراد على منازلهم بقوة السلاح، ونهبوا أثاثها ومنعوا المدنيين من العودة إليها، لتوطين عائلات المسلحين الموالين لأنقرة في تلك المنازل، مما أجبر الأهالي على استئجار المنازل في عفرين بمبالغ باهظة، أو نزولهم ضيوفًا عند أقربائهم أو نزوحهم إلى القرى المجاورة للسكن هناك.
وبالرغم من تقديم عدة شكاوى ضد الفصيل إلى لجنة ما يسمى ” رد الحقوق “، لم تثمر شكواهم إلا خيبة الأمل.
وفي سرد تسلسل الانتهاكات، وثق المرصد السوري خلال شهر آب المنصرم اعتقال 115 مواطناً من أهالي عفرين، وجرى اعتقال غالبيتهم بشكل تعسفي بهدف تحصيل فدية مالية تراوحت ما بين 1000 و10 آلاف دولار أمريكي، من بينهم نساء ومسنين منهم من تعرض للضرب المبرح والاعتداء الوحشي، بالإضافة إلى عمليات بيع شقق سكنية بأسعار زهيدة تراوحت ما بين 1000 و1500 دولار أمريكي للمنزل الواحد.
ووثق نشطاء المرصد السوري أيضاً بتاريخ 13 أيلول الجاري استيلاء فصيل ” السلطان مراد” على منزل مواطن مٌهجر بفعل عملية “غصن الزيتون” من أهالي قرية كفرجنة في ناحية شران، وقاموا بتأجيره، وأفاد نشطاء المرصد بأن عناصر “السلطان مراد” كسروا أبوابه وحولوه إلى مقر عسكري لهم في الآونة الأخيرة.
ورصد المرصد السوري عملية بيع من قبل فصيل الجبهة الشامية لمنزل مواطن (م.ح) من قرية “هوبكا” بمبلغ 1200 دولار.
كما استولى فصيل فرقة الحمزة على منزل في حي الأشرفية بعفرين تعود ملكيته للمواطن (م.ش)، في حين رفض الفصيل اخلائه بالرغم من تقديم شكوى ضدهم، كما أقدم نازح من بلدة حيان ببيع منزل المواطن (أ.ف) من قرية قيبار بمبلغ 1400 دولار أمريكي.
ويعاني أهالي عفرين من الضرائب والإتاوات، التي شملت محاصيلهم الزراعية بكافة أنواعها، وتقدر تلك الضرائب بآلاف الدولارات شهريًا، معتبرين الأراضي الزراعية ومنازل المدنيين أماكن مباحة لهم وفق شرعيتهم.