في إطار سياستها التعسفية لقمع المظاهرات التي تحرج تركيا.. هيئة تحرير الشام تحاول تفريق مظاهرة حاشدة عند الحدود مع لواء اسكندرون عبر إطلاق النار وعراك مع المواطنين

28

تجدد هيئة تحرير الشام سياستها القمعية للمتظاهرين الراغبين بالوصول إلى منطقة باب الهوى الحدودية مع لواء اسكندرون، حيث شهدت المنطقة إطلاق رصاص بالهواء واشتباكات بالأيدي بين قوة من تحرير الشام ومتظاهرين في عدة نقاط ولاسيما عند حاجز السياسية التابع للهيئة قرب معبر باب الهوى، كما شكل عناصر من هيئة تحرير الشام حاجزاً بشرياً على الشارع الرئيسي الواصل إلى باب الهوى، واعتدوا على البعض ومن بينهم ناشط إعلامي، وذلك بعد أن احتشاد مئات المتظاهرين قبل ساعات في ساحة معبر باب الهوى الحدودي للتنديد بالصمت الدولي عن المجازر الروسية والمطالبة بالسماح للاجئين بالتوجه إلى دول أوروبا، إذ نشر المرصد السوري صباح اليوم الجمعة، أنه رصد حشود من المتظاهرين تصل تباعاً إلى ساحة معبر باب الهوى الحدودي مع لواء اسكندرون بريف إدلب الشمالي، تمهيداً لمظاهرة حاشدة تنديداً بالصمت الدولي اتجاه الكارثة الإنسانية في منطقة “بوتين – أردوغان” ولا سيما محافظة إدلب في ظل عمليات النظام والروس العسكرية والمجازر التي جرى ارتكابها بحق المدنيين، بالإضافة لمطالبتهم بالسماح للمواطنين بالتوجه واللجوء إلى الدول الأوربية، ونشر المرصد السوري في الخامس من شهر أيلول الجاري، أن عدداً من المتظاهرين الخارجين ضد “الجولاني” والرئيس التركي ضمن المظاهرات الأخيرة، تلقوا تهديدات مباشرة من قبل أمنية الفصائل بالتزامن مع وصول تهديدات بالجملة إلى جميع من تظاهر بعد وصفهم بأنهم “ضفادع” وعملاء للنظام، وفي سياق ذلك حصل المرصد السوري على نسخة من شريط مصور يظهر فيه الشاب الذي حرق صورة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بلدة كللي شمال إدلب قبل نحو أسبوع معتذراً من تركيا قيادة وشعباً ومتشكراً تركيا على إيواء الشعب السوري، وأكمل قوله أنه أقدم على حرق الصورة بغير وعي واصفاً أن المندسين وعملاء النظام استغلوا حماس المتظاهرين والشعور بالغضب تجاه ماحدث في إدلب من قتل وتدمير وتهجير، كما رصد المرصد السوري خروج مسيرات مؤيدة لـ “هيئة تحرير الشام” وقائدها “الجولاني ” في مدينة سلقين حيث رصد نشطاء في المرصد السوري عشرات الأشخاص في سياراتهم يرفعون راية “تحرير الشام” ويقومون بالتجول في مدينة سلقين قبيل مغيب شمس اليوم الخميس في حين أكدت مصادر أهلية أن جل الموجودين هم عناصر أمنية لهيئة تحرير الشام بالإضافة إلى عدد من الأهالي، وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على المناطق الحدودية مع تركيا في محافظة إدلب وتعتبر مدينة سلقين مركزاً ادارياً واقتصادياً ضمن قطاع الحدود التابع لحكومة الإنقاذ الموالية لتحرير الشام.

ونشر المرصد السوري في الـ 3 من شهر أيلول /سبتمبر أنه يعمد عناصر هيئة تحرير الشام وموالون لها إلى نشر تهديدات بالجملة بحق المتظاهرين الذين خرجوا ضد هيئة تحرير الشام وزعيمها “الجولاني” سواء على أرض الواقع أو على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، تارة على اعتبار المتظاهرين “ضفادع” وعملاء ومندسين ومتأمرين على الهيئة تارة أخرى، وهي روايات تتبناها الأنظمة الديكتاتورية عادة، عبر اتهام المعارضين لها بالعملاء والمندسين والمتآمرين والذين يتقاضون أموال من جهات خارجية، المرصد السوري رصد تنوع أساليب التهديدات هذه، فبعضها يأتي كـ “تعميم” عبر المراصد الحربية ووسائل إعلام هيئة تحرير الشام الرديف لنشرها على أوسع نطاق، وبعضها الآخر عن طريق خطباء المساجد وكأن المواطن يرى في عينيه عنصر من أمن النظام يسلم توجيهات القيادة إلى عملائه، وجاء في إحدى التعميمات تحذير (أي مظاهرة تخرج بالشمال المحرر ضد أي فصيل عسكري مجاهد سوف تعتبر مسيرة مؤيدة تساعد وتناصر العدو لدخول النصيرية والمحتل الروسي والمجرم الإيراني واستباحة أرضنا وأعراضنا وسوف يتم التعامل معهم معاملة الشبيحة والعملاء والضفادع )، وعبارات تحمل تهديداً مباشراً ربما تصل إلى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين وتهدد سلامتهم ( احذروا صولة الحليم إذا غضب).

(دماء شهدائنا وجرحانا و اراملنا ويتامانا ثكلانا وأسرانا و ديننا وأرضنا وأعراضنا أمانة في رقابنا، كما جاء في تعميم آخر تهين عقول المتلقي لهذه التعليمات التي أصبحت شيءً مقززاً تدل على وضاعة من يقف خلفها ( مليشيات النظام تُعيد تعميم القرار 4/4362 الخاص بعملائها في المناطق المحررة، والذي ينص على وجوب انخراط عملائها بالمظاهرات القائمة ضد الدولة السورية حسب قولهم ومحاولة تغيير مسارها ضد المجموعات الإرهابية) وأكمل التعميم السابق بتحذير وتهديد (فالله الله إخواني في اجتثاث كل من يدعو للفتنة ولمحاربة الفصائل أياً كان داخل المظاهرات أو خارجها مسئولية الجميع آخر مكان بقي لنا الشمال لا تدعو الضفادع يفتنونكم ويسلمون ماتبقى).

وفي السياق نشر المرصد السوري في الـ 2 من شهر أيلول أنه رصد خروج الآلاف في مظاهرات عدة مساء اليوم الاثنين، ضمن مدن وبلدات في محافظة إدلب والأرياف المحيطة بها والتي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، منددين بهيئة تحرير الشام وممارساتها وقائدها “الجولاني” زعيم هيئة تحرير الشام المسيطرة على المناطق المحررة، وفي التفاصيل التي رصدها نشطاء المرصد السوري فإن مظاهرات غاضبة خرجت في كل من كفرتخاريم وأريحا ومعرة النعمان تضامناً مع بلدة سراقب مطالبين بخروج “هيئة تدمير الشام” كما وصفها المتظاهرون وهتف المتظاهرين بعبارات مناهضة للجولاني وفصيله بالإضافة لهتافات تدعو لإسقاط نظام بشار الأسد، ففي كفر تخاريم هتف المتظاهرون ((يا إدلب الله يلعن خوانك ….و الجولاني يلي خانك….وعم بيسلم بلدانك….)) وفي مدينة أريحا هتف المتظاهرون ((أريحا حرة حرة والجولاني يطلع برا )) و ((جولاني ولاك مابدنا ياك))، وفي معرة النعمان نادى المتظاهرون ((يسقط الجولاني )) كما رفعوا عبارات “كنا نظنه جولاني وإذا به طهراني” “إلى عناصر الهيئة المخلصين الثورة اغلى وأولى من الجولاني”، وعلى مقربة من الريف الإدلبي خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي ضد هيئة تحرير الشام وممارساتها حيث رشق المتظاهرون مخفر للهيئة بالحجارة، الأمر الذي قابله عناصر المخفر بالرصاص الحي بشكل مكثف لتفريق المظاهرة، ليشعل استياء جديد ضد ممارسات تحرير الشام في المنطقة.

وفي السياق رصد نشطاء في المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء الأمس مظاهرة خرج بها ما يقارب الـ 500 مواطن في بلدة سراقب شرق إدلب، حيث ندد المتظاهرون بالمجازر الروسية التي أرتكبت بمنطقة “خفض التصعيد” بحق المدنيين، كما أسقط المتظاهرون زعيم هيئة “تحرير الشام” عبر شعارات رددوها طيلة التظاهرة وهي ((جولاني ولاك مابدنا ياك – يلعن روحك جولاني – إدلب حرة حرة والهيئة تطلع برا))