في اليوم العالمي لحقوق الإنسان: ملايين السوريين يُسلبون حقهم في الحياة و593 ألف شخصاً استشهدوا وقتلوا خلال نحو عقد من الثورة السورية

100

المرصد السوري 9 ديسمبر 2020

يكاد عقد من الزمن يمرّ على الثورة السورية التي اندلعت في آذار 2011، ولايزال المواطن السوري يدفع ضريبة مطالبته بالمساواة، والحرية، العدالة والديمقراطية، فعلى الرغم من جميع التضحيات التي قدمها في سبيل ذلك، إلا أنها تبقى شعارات مراوحة في مكانها دونما تطبيق يُذكر، ولأن الإنسان بداية ونهاية كل شيء، لابد من تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في اليوم العالمي لحقوق الإنسان

أطفال سورية.. حاضر مرير ومستقبل على المحك

في ضوء استمرار الأزمة السورية بكل ما تحمله من اقتتال وصراع وعمليات نزوح وتشريد تم الإشارة إليها، يصبح أطفال سورية هم الخاسر الأكبر وهم الضحايا الحقيقيين للأزمة، فهم من عايشوا الحاضر المرير لهذه الأزمة الذي جعل مستقبلهم على المحك، لاسيما فيما يتعلق بعيشهم حياة الشتات في الملاجئ والمخيمات التي تؤثر بدورها على شخصية الطفل وتحول دون حصولهم على أبسط حقوقهم، المتمثلة في حق الحياة والتعليم وحق السلامة الجسدية والنفسية، مما ينذر بمأساة إنسانية يتضاعف حجمها وخطورتها في المستقبل، بحيث تؤشر لظهور جيل جديد يميل للعنف ويتوعد بالانتقام.

وأشار المرصد السوري كثيراً إلى معاناة أطفال سوريا التي تزداد سوءًا، والتي جاءت كنتاج للأزمة السورية بما تتضمنه من صراعات، وتتمثل هذه المعاناة في جوانب عدة أبرزها: الحرمان والتسرب من التعليم، حيث يعد التعليم من أكثر القطاعات تضررًا من عمليات القصف والنزوح، إذ يشكل الأطفال الشريحة الأكبر من مئات آلاف النازحين كما هو الحال في محافظة إدلب، حيث يتفاوتون ما بين متسرب وملتزم يواجه الصعوبات التي قد تعرقل استكمال مسيرته التعليمية، وعزى المرصد السوري هذه الصعوبات لأسباب عدة، من بينها : عدم وجود مدارس ضمن مخيمات اللجوء، وبعد المسافات ما بين المخيمات والمدارس، وسوء الأحوال المادية التي تمنعهم من شراء مستلزمات الدراسة وعدم وجود أوراق ثبوتية لبعض الأطفال، إضافة إلى انقطاع الدعم عن المنشآت التعليمية لاسيما في الشمال السوري، وضعف إمكانيات الكوادر والمؤسسات التعليمية، وكذلك تسرب بعض الفتيات للزواج في سن مبكرة بهدف تخفيف أعباء الأسرة.

بالإضافة إلى لجوء الأطفال للشوارع بغية التسول والبحث عن الطعام في صناديق القمامة، وتفاقم ظاهرة التشرد وأطفال الشوارع التي اقترنت بها خاصة في “جرمانا” بالعاصمة دمشق، لاسيما مع فقدان العديد منهم لمنازلهم وأسرهم بسبب الصراعات الدائرة، وعلى الجانب الآخر نجد العصابات التي تستغل أطفال الشوارع لجمع المال، والقيام بالأعمال المشبوهة حتى وصل المآل بعدد كبير من هؤلاء الأطفال بالإدمان والتورط بأعمال العنف والجريمة.

كما يؤدي الاقتتال والصراعات التي يعيشها الأطفال السوريون، والعوامل البيئية المحيطة باللاجئين منهم، وأنماط حياتهم غير المستقرة، والتغيرات التي يشهدونها إلى أن يكونوا أكثر عرضةً للاضطرابات والأمراض النفسية مثل: الاكتئاب والانعزالية من جانب، والعنف والميول الانتحارية من جانب آخر؛ لاسيما مع تعرضهم للعنف المباشر من خلال الاعتقالات وعمليات القتل والتفجير والتجنيد والاختطاف والاعتداء، مما يسبب بدوره صدمات مستعصية تتطلب وقتًا طويلاً للعلاج.

المرأة السورية.. حقوق ضائعة ومعاناة في مختلف جوانب الحياة

تتضاعف معاناة المرأة السورية مع استمرار الصراع وتأزم الأوضاع المعيشية على اختلاف مناطق السيطرة، وكانت التداعيات التي حلت على المرأة من بين الأكثر فجاعة على مستوى العالم، نظرًا إلى الظروف التي لحقت بها على مدار نحو 10 سنوات، حيث ضاعت معظم حقوقها وأثقلت كاهلها المعاناة في مناحي الحياة كافة اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وعمد المرصد السوري إلى تسليط الضوء على تلك المعاناة مراراً وتكراراً، والتي كان أبرزها: العنف والاعتداءات الجسدية والزواج المبكر والاستغلال الجنسي بالإضافة لارتفاع سن الزواج والعنوسة والبطالة وبروز ظاهرة المرأة المعيلة، فضلاً عن الأزمات النفسية وفقدان الأمن الاجتماعي ومحدودية مشاركة المرأة في الحياة السياسية.

ففي ظل الظروف القهرية التي تعيشها المرأة السورية وعائلاتها، إلى جانب توافر عدد من المعتقدات والطقوس القبلية لدى بعض هذه العوائل، والنعرة الذكورية المتسلطة والنظرة الدونية للمرأة تحت مسمى “ضلع قاصر”، تلجأ بعض الأسر إلى دفع فتياتهن إلى الزواج المبكر، وبالتالي التسرب من التعليم أو الحكم عليهن بالأمية، كما أوجدت الحرب واقعًا شديد المرارة أدى إلى آثار نفسية سلبية على النساء السوريات، نتيجة غياب الأمان الاجتماعي، وغياب القدرة على التكيف مع الأوضاع غير المستقرة التي تفرضها الحرب، إضافة للتعذيب والاعتقال والعنف الذي مورس ضد السوريات، ما جعلهن عرضة إلى الاضطرابات النفسية كالخوف الدائم والقلق والاكتئاب، والرغبة في الانتحار والعزلة، لا سيما مع عدم توافر العلاج النفسي وشح الأدوية ومحدودية الإمكانات الطبية.

في حين اندفعت النساء للعمل في أعمال شاقة تحتاج لمجهود عضلي لا يتناسب مع طبيعتهن، لا سيما النساء اللائي قمن بدور المعيل لأسرهن بعد فقد رب الأسرة، وتزايد عدد الأرامل في المجتمع السوري، كذلك خلفت الصراعات حالات فقر تعيشه المرأة السورية بمعدلات غير مسبوقة، فقد كشف المرصد السوري عن أن أكثر من 93% من السوريين والسوريات، يعيشون في حالة فقر وحرمان، بينهم نحو 65% في حالة فقر مدقع، فيما تبلغ نسبة الفقر بين الأرامل وزوجات المفقودين 90% تقريبًا.

على اختلاف مناطق السيطرة.. معاناة كبيرة للمدني السوري وحرمان من أبسط الحقوق

على الرغم من تفاوت الانتهاكات والأزمات والتداعيات المتعلقة بها ضمن مناطق السيطرة المختلفة على الأراضي السورية، إلا أن الرابط المشترك الأوحد بين تلك المناطق هو حرمان المواطنين السوريين من أبسط حقوقهم في العيش بأمن وأمان وسط شح فرص العمل وانتشار البطالة وصعوبة بالغة في تأمين مقومات الحياة، بالإضافة للانتهاكات اليومية من قبل القوى المسيطرة والفوضى العارمة وما يلحق ذلك من تداعيات، يذهب المواطن السوري ضحيتها في كل مرة وهو الذي أرهقته الحرب السورية على مدار نحو عقد من الزمن.

تتوالى الأيام والأشهر والسنوات ولايزال المصير المجهول يلاحق عشرات الآلاف من المغيبين قسرياً ضمن الأراضي السورية، بعد أن وقعوا ضحية حرب وصراعات بين القوى المتواجدة على الأرض، ودفعوا ضريبة مطالبتهم بالحرية والعدالة والكرامة، فمنذ انطلاقة الثورة السورية في منتصف آذار / مارس من العام 2011، كان الملف الأول الذي ظهر على الساحة السورية هو ملف المعتقلين، معتقلي الرأي، ممن عارضوا نظام بشار الأسد، وطالبوا بحريتهم وبمبادئ تفتقدها البلاد، حيث كان الحالة الأولى التي أعقبت نداءات المتظاهرين وصرخاتهم المناهضة لنظام الحكم في البلاد، فبدأت أجهزة النظام المخابراتية بإطلاق يد عناصرها في كامل البلاد، محاولة فرض أمر واقع وهو، أية مطالبة بالحرية أو معارضة للنظام عبر التعبير بالرأي، سيكون مصيرها الاعتقال، لتمتلئ معتقلات النظام السوري الأمنية وسجونها، بمعتقلين لم يكن لهم ذنب، بل هم أعلنوا مطالبهم على العلن.

وعلى مدار السنوات لطالما واكب وتابع المرصد السوري لحقوق الإنسان، قضية المغيبين قسرياً على الأراضي السورية، وذلك عبر تقارير ومعلومات موثقة، فسجون النظام السوري يتواجد ضمنها عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين قسرياً، لمعارضة ذلك النظام القمعي ومطالبتهم بالحرية والعدالة، ولم يقتصر الأمر على النظام السوري فقط، بل هناك الآلاف من المختطفين لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين يواجهون مصيراً مجهولاً ومنهم  خليل معتوق وعبد العزيز الخيِّر وفاتن رجب وحسين عيسو وعشرات المثقفين والمدافعين عن حرية الرأي وعشرات الآلاف الذين يشاركونهم الظروف ذاتها والمصير نفسه، والأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافة لمئات المختطفين من أبناء منطقة عين العرب (كوباني) وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور. والأمر ذاته ينطبق على حياة مئات المعتقلين في سجون هيئة تحرير الشام والمعتقلين لدى الفصائل الموالية لأنقرة وقوات سوريا الديمقراطية.

117 شهراً على انطلاقة الثورة السورية.. 593 ألف شخصاً استشهدوا وقتلوا..  وملايين السوريين هُجِّروا وأصيبوا.. ولا يزال القتل مستمراً..

فقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد ومقتل ومصرع 387,118 شخصاً على الأراضي السورية، منذ انطلاقة الثورة السورية في الـ 15 من آذار / مارس من العام 2011، وحتى فجر اليوم الـ 9 من شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2020، وتوزعت الخسائر البشرية على النحو التالي::

 

الشهداء المدنيون السوريون: 116,911، هم 80,958 رجلاً و22,149 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و13,804 مواطنة فوق سن الثامنة عشر.

 

فيما بلغ عدد المقاتلين السوريين في صفوف الفصائل المقاتلة والإسلامية وفصائل وحركات وتنظيمات أخرى:: 54,668، بينما وثق المرصد من قوات سوريا الديمقراطية والوحدات الكردية:: 12,811 كذلك وصل عدد المنشقين عن قوات النظام إلى:: 2,630

 

كما بلغ تعداد قتلى قوات نظام بشار الأسد: 68,049، فيما وثق المرصد من قوات الدفاع الوطني والمسلحين السوريين الموالين للنظام:: 52,391، بينما بلغت حصيلة قتلى حزب الله اللبناني:: 1,703، في حين بلغ عدد قتلى المسلحين الغير سوريين الموالين للنظام والمسلحين من الطائفة الشيعية:: 8,462 من ضمنهم 264 من الجنود والمرتزقة الروس، ووصل عدد الجنود الأتراك إلى:: 202

كذلك بلغ عدد الجهاديين في صفوف هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” وعدد من التنظيمات الجهادية الأخرى:: 27,772، ووصل عدد قتلى عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى:: 40,161، كما وثق المرصد من المقاتلين غير السوريين في صفوف قوات سوريا الديمقراطية:: 930.

ولم يتمكن المرصد من توثيق الخسائر في صفوف قوات التحالف الدولي بسبب التكتم الشديد

بينما بلغ مجموع القتلى مجهولي الهوية الموثقون بالأشرطة والصور:: 428 وكان المرصد السوري في عام 2017 قد تمكن من توثيق أسماء 3,691 شخصاً كانوا مجهولي الهوية.

 

هذه الإحصائية للخسائر البشرية والتي وثقها المرصد السوري لحقوق الإنسان عبر جهود متواصلة، لم تشمل نحو 88,000 مواطن استشهدوا تحت التعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد وسجونه، كان حصل المرصد على معلومات عن استشهادهم خلال فترة اعتقالهم، ولا تشمل أيضاً أكثر من 3200 مقاتل من حزب العمال الكردستاني ممن قتلوا على مدار السنوات خلال قتالهم إلى جانب قسد في العمليات العسكرية، كما لم تُضمَّن مصير أكثر من 3,200 مختطف من المدنيين والمقاتلين في سجون تنظيم “الدولة الإسلامية”، إضافة لأنها لم تشمل مصير أكثر من 4,100 أسير ومفقود من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وما يزيد عن 1,800 مختطف لدى الفصائل المقاتلة والكتائب الإسلامية وتنظيم “الدولة الإسلامية” وهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، بتهمة موالاة النظام، بينما قدَّر المرصد السُّوري لحقوق الإنسان، العدد الحقيقي لمن استشهد وقتل أكثر بنحو 105 آلاف، من الأعداد التي تمكن من توثيقها، نتيجة التكتم الشديد على الخسائر البشرية من قبل كافة الأطراف المتقاتلة، ووجود معلومات عن شهداء مدنيين لم يتمكن المرصد من التوثق من استشهادهم، لصعوبة الوصول إلى بعض المناطق النائية في سورية، كما أسفرت العمليات العسكرية المتواصلة وعمليات القصف والتفجيرات عن إصابة أكثر من 2.1 مليون مواطن سوري بجراح مختلفة وإعاقات دائمة، فيما شرِّدَ نحو 13 مليون مواطن آخرين منهم، من ضمنهم مئات آلاف الاطفال ومئات آلاف المواطنات، بين مناطق اللجوء والنزوح، ودمرت البنى التحتية والمشافي والمدارس والأملاك الخاصة والعامة بشكل كبير جداً.

 

المرصد السوري عمل بشكل توثيقي أدق عبر جداول ضمت تفاصيل الخسائر البشرية تبعاً للقاتل، فتوزع المجموع العام للشهداء المدنيين البالغ عددهم 116,911 على أقسام مفصلة تتبع لطريقة القتل التي أزهقت أرواح المدنيين السوريين لتكون على الشكل التالي::

 

حيث بلغت الخسائر البشرية على يد قوات نظام بشار الأسد والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بلغت (( 45,845 شهيد مدني سوري هم:: 28,313 رجلاً وشاباً، و10,958 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و6,574 مواطنة فوق سن الـ 18)) بينما وصلت الخسائر البشرية في غارات طائرات نظام بشار الأسد الحربية والمروحية إلى ((26,407 شهيد مدني سوري هم:: 16,653 رجلاً و5,965 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و3,789 مواطنة فوق سن الـ 18))، في حين بلغت الخسائر البشرية في معتقلات النظام وسجونه ((16,229 شهيد مدني سوري هم:: 16,040 رجلاً وشاباً، و125 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و64 مواطنة فوق سن الـ 18))

 

وعلى يد القوى المتدخلة في سورية بذريعة تخليص أبنائها من الظلم والقتل، بلغت الخسائر البشرية في الضربات الصاروخية والجويَّة الروسيَّة ((8,640 شهيد مدني سوري هم:: 5,233 رجلاً وشاباً، و2,086 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و1,321 مواطنة فوق سن الـ 18))، فيما وصلت الخسائر البشرية جراء قصف التَّحالف الدَّولي لـ ((3,846 شهيد مدني سوري هم:: 2,161 رجلاً وشاباً، و973 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و712 مواطنات فوق سن الـ 18))، في حين بلغت الخسائر البشرية بقصف القوات التركيَّة وطائراتها ((1,009 شهيد مدني هم:: 686 رجلاً وشاباً، و195 طفلاً دون سن الثامنة عشر و128 مواطنة فوق سن الـ 18)) بينما بلغ تعداد الخسائر البشرية على يد حرس الحدود التُّركي ((453 شهيد مدني هم:: 330 رجلاً وشاباً و81 طفلاً دون الثامنة عشر، و42 مواطنة فوق سن الـ 18))

 

كذلك نزفت دماء السوريين على يد الفصائل وقوات سوريا الديمقراطية والحركات والتنظيمات الموجودة على الأرض السورية، والتي صُنِّفت على أنها “معارضة” للنظام، حيث بلغت الخسائر البشرية على يد الفصائل المعارضة ((8,096 شهيد مدني هم:: 6,106 رجلاً و1,230 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و760 مواطنة فوق سن الـ 18))، فيما وصل تعداد الخسائر البشرية على يد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى ((6,274 شهيد مدني:: 5,430 رجلاً وشاباً، و533 طفلاَ دون سن الثامنة عشر، و411 مواطنة فوق سن الـ 18))

كذلك قتلت الاستهدافات الجوية والبرية الاسرائيلية 12 شهيد مدني سوري هم:: 6 رجال و3 أطفال و3 مواطنات

إن المجتمع الدولي الذي يتشدق بقيم الحرية والعدالة، لو كان حاضراً منذ البداية، ولو أنه كان جاداً في تحمل مسؤولياته الاخلاقية، لكان قد عمل على مساعدة أبناء الشعب السوري في الوصول إلى ما يصبو إليه، في  بناء دولة  الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة، فالشعب السوري الذي انتفض في بداية حراكه لم يكن يطالب بأكثر من الحرية والكرامة، وإذ بالمجتمع الدولي ومن خلال ضخه وإنفاقه للمال السياسي يحول ثورة ذات قيم سامية، إلى حرب مدمرة بين المجتمع الدولي وتنظيمات متطرفة على حساب الشعب السوري، وسهل لها أن تنتشر بهذا الحجم، حتى تقضي على كل أحلام الشعب السوري، كذلك وصل الأمر ببعض المسؤولين عن الحل في سوريا، ليصمتوا أو يباركوا التهجير الحاصل في سوريا، تحت عنوان “الحل والمصالحات والهدن”، وما هذا إلا بمثابة مشاركة من هؤلاء بالجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب في سوريا، كما أننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من التهديدات التي تلقيناها، من كافة الأطراف في سوريا، ومن قبل أطراف مشاركة في قتل أبناء الشعب السوري، لم ولن نتوقف عما بدأنا به، من رصد وتوثيق ونشر لكافة الانتهاكات بحق أبناء الشعب السوري والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب المرتكبة والتي لا تزال ترتكب في سوريا، حتى لو كلفنا الأمر حياتنا.

 

 

رابط الدقة العالية لإنفوجرافيك حصيلة الخسائر البشرية منذ انطلاقة الثورة السورية