في اليوم العالمي للمرأة.. معاناة متواصلة للنساء السوريات على كافة الأصعدة خلال 12 عاماً

42

في وقت تحيي فيه نساء العالم اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء، تستمر معاناة النساء السوريات ماديا ومعنويا ويخضن كفاحا مريرا من أجل تحقيق مكاسب اجتماعية واقتصادية وتشريعات تضمن لهن الحياة الكريمة المفقودة في ظل الصراع الذي إن انتهى على أرض الواقع إلا أنه يظلّ محفورا بتواريخ بائسة في مخيلة كل امرأة كانت وقودا لحرب مجنونة.
يأتي اليوم العالمي والنساء السوريات يكابدن من أجل العيش في ظل ارتفاع مجحف لأسعار المواد الغذائية وانعدام الأمن الغذائي وتردي الوضع الصحّي ونقص الإطارات الطبية وتدمير المشافي طيلة سنوات الحرب.. هذا اليوم يذكّر العالم والمجتمع الدولي بأن مآسي السوريات تعقدت وتشعبت وظل جرحهن أعمق بسبب شظف العيش ومآسي الأمية والتزويج القسري والابتزاز في العمل بشروط المشغّل، فضلا عن المساومات العديدة.
ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 15376 امرأة بأعمال عنف منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011 وحتى يومنا هذا.
ويجب التذكير أنّ عدد المعتقلات مع المغيبات في سجون النظام بلغن 280416.
هي أرقام تترجم الواقع السوداوي آنف الذكر، في ظلّ تواصل الصمت الدولي عمّا يرتكب بحقهن.
لم تحظ السوريات بالاهتمام الكافي مقارنة بنوعية التجاوزات التي عاشتها والقتل والتنكيل والحرمان وهي ممارسات ترتقي إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، وللأسف لايزال هناك من ينظر إلى معاناتهن كأمر عادي وجرح يمكن لملمته وتجاوزه، ولم يولِ لهن المجتمع الدولي ربع اهتمامه بغيرهن في بلد مستقر.
وتواجه السوريات مآسي اجتماعية بعد فقدان المعيل وخروجهن إلى سوق الشغل حيث يواجهن الاستغلال الاقتصادي والجنسي والاجتماعي من قبل المشغل فضلا عن الأزمات النفسية جراء الانتهاكات المستمرة بحقهن لتطويعهن.
ولا ننسى أن نشير إلى صعوبة الوصول إلى الكثير من النساء اللواتي يعشن الاضطهاد نتيجة لجوء أطراف الصراع بمختلف شقوقها إلى ترهيب النشطاء والجمعيات النسوية والمنظمات الحقوقية للحيلولة دون رصد تلك الانتهاكات وفضحها أمام العالم، وهو وضع ضاعف من مآسيهن وطرق ابتزازهن واستغلالهن.
كما لا يمكن التغاضي عن دور النساء في الثورة السورية حين نزلن إلى الشوارع مطالبات بعيش كريم وعمل يليق بهن ويحفظ كرامتهن، وكنّ في الصفوف الأمامية في ساحات النضال وتحمّلن مسؤولية مواقفهن وأرائهن حيث واجهن الاعتقال والخطف والتخويف والتعذيب لكنهنّ لم يخشين السلطة بقوتها وتحدّين التنظيمات المسلحة بعنفها وإرهابها، وكابدن من أجل سورية أفضل وغد مشرق لشعبها بتشريعات وقوانين تتماشى والمواثيق الدولية ، وكنّ على إدراك بأن ثمن ذلك لا بد أن يكون باهضا ..
وفي ظلّ هذا الواقع المأساوي، وبمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي ، يذكّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنّ مآسي السورياتميدانيا أعمق مما يُكتب ويقال، فما تركته الحرب والصراع أجهز عليه الزلزال المدمّر، ويدعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى ايلاء الأهمية القصوى لملف السوريات، ويجدد دعواته إلى مساندة نساء سورية في مواجهة محنهن الصعبة، والتخفيف من المعاناة التي طال أمدها.
ويؤكد المرصد السوري تضامنه اللاّ مشروط مع نساء سورية في صمودهن ونضالهن من أجل الحفاظ على أسَرهنَّ وأبنائهن من الضياع وسط هذا الواقع المؤلم..
ويندد المرصد باستمرار سياسة التمييز والحيف تجاه السوريات ويدعو أطراف الصراع إلى التوقف عن جميع الممارسات المشينة والانتهاكات الفجة لكرامة السوريات اللائي هن حافظات الأسر السورية وبالتالي قيم شعب تربى على أيديهن وصبرهن وعائهن.
ويتضامن المرصد السوري مع السوريات في يومهن العالمي ويدعو إلى دعمهن وتأهيلهن نفسيا وحمايتهن أمنيا ومكافحة العنف والتطرف والتعصب لبناء مجتمع مسالم يكون للنساء فيه الدور الفعال فهنّ عماد المجتمع السوي والقوي، ولا خير في أمة تضطهد نساءها اللائي هن في الواقع الأم والأخت والزوجة.