في ظل الانهيار الاقتصادي وفشل “الحكومة” بإيجاد حلول.. مسؤول في النظام السوري يمتدح مهربين لتوفيرهم المواد في أسواق حمص

29

يتزايد الوضع الإنساني سوء في سورية، في حين وصلت الأوضاع إلى حالة لاتطاق لاسيما مع ارتفاع أسعار المحروقات والغاز المنزلي ضمن محافظة حمص وباقي المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

ورصد نشطاء المرصد السوري في حمص ارتفاع سعر مادة المازوت ضمن السوق السوداء إلى نحو مليون وثلاثمائة ألف ليرة سورية للبرميل الواحد، بينما استقر سعر لتر البنزين على مبلغ 7000 ليرة سورية.

في السياق، تحدثت مصادر متطابقة عن تأخر استلام الأهالي لرسائل استبدال اسطوانة الغاز المنزلي عبر البطاقة الذكية “تكامل” لفترة تجاوزت المئة يوم متواصلة، الأمر الذي ساهم بارتفاع سعر تبديلها في السوق الحرة لنحو 200 ألف ليرة سورية، بالتزامن مع إغلاق حدود التهريب الواصلة ما بين الأراضي السورية واللبنانية عقب خلافات ما بين الفرقة الرابعة وحواجز الأمن العسكري المتواجدة بريف حمص الغربي.

وبعد إغلاق الحدود وطرقات التهريب لفترة تجاوزت الأسبوعين عاودت مجموعة من سائقي الدراجات النارية “المهربين” للعمل على نقل بعض السلع الغذائية واسطوانات الغاز من لبنان إلى سوريا الأمر الذي ساهم بشكل جزئي بتوفر تلك المواد وانخفاض بعض الأسعار، حيث انخفض سعر اسطوانة الغاز إلى 150 ألف ليرة سورية.

وفي سياق ذلك، توصل المهربين وعناصر حواجز قوات الفرقة الرابعة لاتفاقية جديدة، يسمح من خلالها، للمهربين بنقل المواد مقابل دفعهم إتاوات مالية.
ويعتمد المهربون على أهالي قرية زيتا بعد منع قوات الفرقة الرابعة عبور بضائعهم من خلال نقلها إلى منطقة عرجون ومنها إلى خربة الحمام بريف حمص الغربي التي باتت أشبه ما تكون بسوق تجارية لنقل السلع الغذائية بالإضافة للبنزين واسطوانات الغاز من لبنان إلى سوريا.

وأفاد مصدر محلي بقيام أهالي بلدة زيتا بنقل البضائع باستخدام قوارب بدائية لعبور بحيرة قطينة للالتفاف على حواجز الفرقة الرابعة وإيصالها للمهربين الذين يقومون بدورهم بإدخالها لأسواق مدينة حمص.

ولفت المصدر أن سعر اسطوانة الغاز داخل منطقة زيتا مايقارب الـ65 ألف ليرة سورية بينما يصل سعرها داخل مدينة حمص 150 ألف، وسعر عبوة الزيت النباتي 5 لتر 47 ألف ليرة، بينما يصل سعرها في حمص 58 ألف ليرة.

ونشر عضو مجلس الشعب التابع لحكومة النظام السوري، صورة جمعته مع عدد من المهربين على صفحته الشخصية مرفقاً بعبارة “شكرا لجهودكم لأنكم تخدمون المواطنين وتتسترون على فشل الحكومة وبطاقاتهم٠ الغبية”.

ولاقت الصورة ردود فعل متباينة، حيث عبر بعضهم عن امتنانه لهؤلاء “المهربين” الأكثر فعالية من أعضاء وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك “بحسب تعبيرهم”، بينما رفضت شريحة كبيرة مثل هذه التصرفات متهمين إياهم بالتستر على تهريب المخدرات من خلال إيهام البعض بنقلهم المواد الغذائية واسطوانات الغاز.

يشار إلى أن مديرية الجمارك التابعة للنظام تعمل على ملاحقة تجار السوق السوداء العاملين في مجال المحروقات داخل أحياء حمص، بالوقت الذي تنتشر البضائع بشكل واضح للعيان على تحويلة طرطوس-حمص وكذلك على اوتوستراد حمص-حماة الذين يقومون ببيع السيارات العابرة بأسعار مضاعفة عن السعر المحدد من قبل إدارة التموين التابعة للنظام السوري دون أي مسائلة تذكر.