في ظل التصعيد الجوي من قبل “المسيرات المجهولة”.. عمليات “إعادة انتشار” متواصلة للميليشيات التابعة لإيران ضمن “طريق قاسم سليماني”

41

أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، ضمن منطقة غرب الفرات الخاضعة لنفوذ الميليشيات التابعة لإيران، بأن تلك الميليشيات تواصل عمليات “إعادة الانتشار” في مناطق سيطرتها ولاسيما مدينة البوكمال ومحيطها قرب الحدود السورية-العراقية بريف دير الزور الشرقي، ضمن ما يعرف بطريق “قاسم سليماني”، إذ تقوم بعمليات تغيير نقاط ومواقع ونقل أسلحة من مستودعات وتخزينها بأماكن ثانية، كإجراءات احترازية وعمليات تمويه خوفاً من الاستهدافات المتكررة التي تتعرض لها، لاسيما مع التصعيد الأخير من قبل الطائرات المسيرة “المجهولة”، التي دمرت وأصابت 11 هدفاً في 70 يوماً وخلفت عشرات القتلى والجرحى.

المرصد السوري أشار أمس، أنه ومع استمرار التصعيد الجوي من قبل “الطائرات المسيرة” على مواقع الميليشيات التابعة لإيران غرب الفرات وتحديداً مدينة البوكمال ذات الاستراتيجية الكبيرة عند الحدود السورية-العراقية، يأبى الجانب الإسرائيلي أو التحالف الدولي أن يتبنى هذه الاستهدافات “لغاية ما” على ما يبدو، لتسجل على أنها “طائرات مجهولة”، وإن كانت المعلومات تؤكد بأن الطيران المسير يتبع للتحالف الدولي وللجانب الأميركي تحديداً، ويعود سبب امتناع الجانب الأميركي عن المجاهرة بهذه الاستهدافات إلى عدم رغبة الأميركان بدخول بحرب مفتوحة في سورية مع الميليشيات التابعة لإيران.
المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد 9 استهدافات جوية لمواقع للميليشيات التابعة لإيران خلال الفترة الممتدة منذ الرابع من أيلول الفائت من العام الحالي، وحتى منتصف شهر تشرين الثاني الجاري، واحدة منها كانت على منطقة الميادين، بينما البقية جميعها طالت “البوكمال”، التي تعد منطقة استراتيجية وحلم إيراني عبر السنين، حققه قاسم سليماني في مثل هذه الأيام من العام 2017، بالسيطرة على البوكمال وبالتالي تأمين طريق بري “طريق طهران-بيروت”، عبر سورية والعراق، وبات يعرف الآن بطريق “قاسم سليماني” لاسيما بعد مقتله في يناير/كانون الثاني من العام 2020.
ووفقاً لمتابعات المرصد السوري ورصده الكامل لهذه الضربات، فإن الاستهدافات التسعة خلفت 14 قتيلاً من الميليشيات الموالية لإيران من جنسية سورية وغير سورية، بالإضافة لأكثر من 27 جريح من مختلف الجنسيات بعضهم بحالة حرجة، فضلاً عن تدمير وإصابة 11 هدفاً على الأقل.
ويستعرض المرصد السوري فيما يلي تفاصيل تلك الضربات:
– استهل الطيران المسير أولى هذه الضربات بتاريخ 4 أيلول، حين استهدف 3 شاحنات لميليشيا “الحشد الشعبي” عند الحدود السورية-العراقية بريف البوكمال، وتمكن من تدميرها وقتل 3 من الميليشيات وسقوط جرحى آخرين.

– الاستهداف الثاني كان بتاريخ 27 أيلول حين استهدفت طائرات مسيرة منطقة المزارع “أكبر تجميع للميليشيات التابعة للإيرانيين” في محيط الميادين بريف دير الزور الشرقي، وتسبب الاستهداف بتدمير منصات لصواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع، كانت الميليشيات التابعة لإيران قد نصبتها في المنطقة، كما تسبب الاستهداف وشظايا الصواريخ بإصابة 12 شخص على الأقل من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، جرى نقلهم إلى مشفى الشفاء التابع للميليشيات ضمن مدينة الميادين، وسط فرض طوق أمني واستنفار كبير لهم في المنطقة.

-الاستهداف الثالث جرى في 30 أيلول، حين دوت انفجارات في البوكمال بريف دير الزور قرب الحدود السورية-العراقية، نتيجة قصف من طائرة مسيرة مجهولة الهوية، استهدفت موقعًا للميليشيات الإيرانية.
ووفقًا للمعلومات التي حصل عليها نشطاء المرصد السوري، فإن الطائرة المسيرة حلقت في أجواء المنطقة واستهدفت بصاروخين على الأقل منطقة الكتف قرب مدينة البوكمال، في حين تصدى عناصر الميليشيات الإيرانية للطائرة المسيرة بالرشاشات الثقيلة.

-الاستهداف الرابع كان في الثامن من تشرين الأول، حين اندلعت حرائق في بعض المقرات العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية في محيط مشفى عائشة بمدينة البوكمال بريف دير الزور، ناجمة عن قيام طائرة مسيّرة مجهولة الهوية حتى الآن باستهداف المقرات العسكرية، ما أدى لتدمير مقراً ومستودعاً للميليشيات، تزامنًا مع سماع أصوات إطلاق رصاص بشكل مكثف في مدينة البوكمال في محاولة من قِبل الميليشيات الإيرانية استهداف المسيّرات عبر المضادات الأرضية، وسط حالة من الاستنفار تشهدها مدينة البوكمال الحدودية مع العراق بريف دير الزور، ومعلومات عن إسقاط الطائرة المسيرة بعد الاستهداف.

– الاستهداف الخامس، جرى في الـ 11 من تشرين الأول، حين قتل 4 أشخاص من الميليشيات التابعة لإيران جراء الاستهداف الجوي الذي جرى عبر طيران مسير مجهول حتى اللحظة، على نقاط ومواقع لتلك الميليشيات في منطقة البوكمال قرب الحدود السورية-العراقية بريف دير الزور الشرقي، ومن ضمن القتلى شخص سوري بينما لم يعلم هوية وجنسية القتلى الثلاثة الآخرين إلى الآن.

-الاستهداف السادس، جرى في التاسع من تشرين الثاني الجاري، حين استهدفت طائرات مسيرة مناطق سيطرة الميليشيات الموالية لإيران بأطراف البوكمال قرب الحدود السورية – العراقية، دون معلومات عن خسائر بشرية.

-الاستهداف السابع، جرى في العاشر من تشرين الثاني، حين قُتل 7 أشخاص على الأقل من الميليشيات التابعة لإيران جراء الاستهداف الجوي “المجهول” من قبل طيران مسير على مواقع ومستودعات للسلاح والذخيرة في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ووفقاً لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن من ضمن القتلى 3 من الجنسية السورية من العاملين تحت الإمرة الإيرانية، والبقية -أي الأربعة- لم تعرف جنسيتهم حتى اللحظة، كما تسبب القصف الجوي بتدمير مستودعات للأسلحة والذخائر.

-الاستهداف الثامن، كان في الخامس عشر من تشرين الثاني الجاري، حين قصفت طائرات مسيرة أطراف مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي التي تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية والموالية لها، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أطراف المدينة، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية حتى الآن.

-أما الاستهداف التاسع والأخير حتى اللحظة، فكان في اليوم ذاته -أي 15 الشهر الجاري-، حين دوت 8 انفجارات عنيفة مساء الاثنين ضمن مدينة البوكمال شرقي دير الزور، ناجمة عن استهداف جوي من قبل طيران مسير لمواقع الميليشيات الإيرانية في المنطقة، ما أدى لتدمير مقر يضم أسلحة وذخائر.

وعلى ضوء التصعيد هذا، قامت الميليشيات التابعة لإيران خلال الفترة ذاتها، بعمليات إعادة انتشار ضمن بلدات وقرى ممتدة من الميادين إلى البوكمال عند الحدود السورية-العراقية بريف دير الزور الشرقي، وذلك في عمليات مكررة للتمويه، وتتمثل عمليات إعادة الانتشار بتبديل مواقع ونقاط وقوات، فقد عمدت قبل أيام على سبيل المثال إلى إزالة رايات الميليشيات الإيرانية من بعض التمركزات والمقرات العسكرية التابعة لها في مدينة البوكمال، واستبدالها بالأعلام السورية المعترف بها دوليًا.

كما عمدت إلى نقل شحنات أسلحة من داخل قلعة الرحبي ومن مخزن للسلاح بالقرب من آثار الشلبي شرقي دير الزور، إلى نقاطها ومواقعها ومقراتها التي أعادت الانتشار فيها ضمن المناطق آنفة الذكر.

في حين قام حزب الله اللبناني بنقل كمية من الأسلحة والذخائر من منطقة غرب الفرات التي باتت “مستعمر” للميليشيات التابعة لإيران على الأراضي السورية، إلى مواقع الحزب عند الحدود السورية-اللبنانية بريف العاصمة دمشق، حيث نقلت شاحنات تابعة لحزب الله سلاح وذخائر من مخازن ومستودعات تابعة للميليشيات بالقرب من آثار الشلبي بريف الميادين، شرقي دير الزور، وسلكت طريق دير الزور-دمشق، وتوجهت إلى الحدود مع لبنان بريف العاصمة، حيث جرى إفراغ الشاحنات في مواقع حزب الله ضمن جرود المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك تقوم الميليشيات باستقدام تعزيزات عسكرية بشكل يومي إلى مواقعها ونقاطها وتحصين تلك المواقع والنقاط بشكل أكبر.