في ظل الحديث الإعلامي عن عملية عسكرية تركية.. نحو 30 قتيلاً وجريحاً في 4 اقتتالات فصائلية وعشائرية ضمن مناطق “نبع السلام” منذ مطلع أيار/مايو الجاري

63

في خضم الترويج لعملية عسكرية جديدة للقوات التركية والفصائل السورية الموالية لها ضمن الأراضي السورية، من قبل الماكينة الإعلامية التركية، وأيضاً التحدث بشكل مباشر عنها من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديث إعلامي له قبل أيام، تشهد مناطق النفوذ التركي والفصائل السورية الموالية لها التي تعرف بفصائل “الجيش الوطني” في حلب والرقة والحسكة، انفلاتاً أمنياً كبيراً مصحوباً بفوضى كبيرة أيضاً تجعلها بعيدة كل البعد من أن تسمى بـ “منطقة أمنة”، وتعيش تلك المناطق على وقع الاقتتالات المسلحة بشكل دوري سواء الفصائلية أو العشائرية بالإضافة للاستهدافات والتفجيرات وممارسات الانتهاكات بحق أهالي وسكان المناطق عبر سرقة ممتلكاتهم والمتاجرة بها وتضييق الخناق عليهم واعتقالهم وما إلى ذلك من انتهاكات.
وأحصى نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، ضمن مناطق نفوذ فصائل غرفة عمليات “نبع السلام”، 4 اقتتالات مسلحة شهدتها منذ مطلع شهر أيار الجاري، تسببت بمقتل طفل مدني و8 عسكريين، بالإضافة لإصابة 4 من المدنيين بينهم طفل وسيدة و17 من العسكريين.
الاقتتال الأول كان بتاريخ 4 أيار ضمن قرية الراوية بريف رأس العين (سري كانييه)، بين عناصر من فصيل أحرار الشرقية وعناصر من الشرطة العسكرية، وذلك على خلفية عمليات تهريب البشر إلى تركيا، وتسبب الاقتتال بمقتل عنصر من أحرار الشرقية وإصابة عنصر من الشرطة العسكرية.
الاقتتال الثاني كان بين عناصر من فرقة السلطان مراد ضمن مدينة رأس العين بتاريخ 9 أيار، بسبب قضية تتعلق بالحبوب المخدرة، حيث أصيب عنصر من الفرقة بجراح حينها.
فيما الاقتتال الثالث جرى في رأس العين أيضاً، بين عناصر من الشرطة العسكرية من جهة وعناصر من الشرطة المدنية من جهة أخرى، الأمر الذي أدى لمقتل 3 من الطرفين وإصابة 4 آخرين منهم بجراح، بالإضافة لمقتل طفل برصاص عشوائي على خلفية الاقتتال.
أما الاقتتال الرابع والأخير فكان في رأس العين وريفها بتاريخ 25 أيار، بين مسلحين من قبيلة العكيدات وآخرين موالين لها من جانب، ومسلحين من عشيرة الموالي وآخرين موالين لها من جانب آخر، وانطلقت شرارة الاقتتال مساء 24 مايو حين قتل أحد أفراد قبيلة العكيدات على يد مسلحين من عشيرة الموالي، لتقوم العكيدات بحشد مسلحيها والبدء بهجمات عنيفة مع ساعات الصباح الأولى على مواقع مسلحي عشيرة الموالي، لتدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت لساعات، واحتاجت تدخل القوات التركية لإنهاءها، وتسببت تلك الاشتباكات بمقتل 3 من عشيرة الموالي وإصابة 8 منهم بجراح بالإضافة لإصابة 3 من العكيدات، كما تسببت بإصابة 4 مدنيين بجراح متفاوتة بينهم سيدة وطفل على خلفية الرصاص العشوائي، فضلاً عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بسيارات ومنازل الأهالي وسيطرة المسلحين من العكيدات على مقرات ونقاط ومنازل ومحال لفصائل من خارج المدينة جلبتهم تركيا إليها مع احتلالها للمدينة.
كما شهدت مناطق “نبع السلام” خلال شهر أيار، عملية استهداف، جرت بتاريخ 19 أيار، حين أصيب أحد عناصر الشرطة بجراح جراء تعرضه لعملية طعن بالسكين من قبل شخص مجهول أمام منزله في منطقة حمام التركمان بريف الرقة.

وإجمالاً ستظل هذه الصورة القاتمة تزداد وتتمدد مع استشراء الفساد والاستبداد اللذين تمارسها الفصائل الموالية لأنقرة دون وازع أو رادع يقف أمامهم للحيلولة دون ارتكابهم لمزيد من الجرائم الإنسانية في حق المواطنين السوريين في مناطق “نبع السلام”، وعليه فإن المرصد السوري لحقوق الإنسان يجدد مطالبته للمجتمع الدولي لحماية المدنيين في تلك المنطقة من الممارسات الممنهجة للفصائل والمتمثلة بعمليات سرقة وقتل ونهب وسلب واعتقال واختطاف.