في ظل تعدد العملات المتداولة.. اللحوم والخضار تغيب عن موائد عائلات شمال غربي سورية

40

تشهد مناطق شمال غربي سورية، تراجعاً ملحوظاً في الإقبال على شراء اللحوم والعديد من أصناف الخضار في ريف إدلب الشمالي، وخصوصاً من قبل العائلات النازحة والتي تعيش غالبيتها ضمن تجمعات المخيمات، حيث يعود السبب في ذلك في تردي الأوضاع المادية والمعيشية وعدم توفر فرص للعمل وشح تقديم المساعدات والكثافة السكانية التي طرأت على الشمال السوري.

وفي وقت سابق طرحت الليرة التركية للتداول بدلاً من العملة الوطنية السورية، ما أدى إلى ارتفاع في الأسعار أقله بفرق تصريف العملة، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسعار العديد من هذه المواد في كل من مدينة إدلب وريفها والتي تباع بالليرة التركية ، وذلك خلال شهر يناير من العام الجاري 2021، وكانت على الشكل التالي، لحم الغنم 40 ليرة، لحم الفروج 12 ليرة، لحم البقر 34 ليرة، الزيت النباتي 7 ليرات، زيت الزيتون 7 ليرات، السكر 4 ليرات، الرز 7 ليرات، صحن البيض 8 ليرات،العدس 5 ليرات، والبندورة 2 ليرة، كوسا 2 ليرة، الخيار 1 ليرة، البطاطا 1.50 ليرة، باذنجان 1 ليرة، ليمون 9 ليرات، فليفلة 2 ليرات، فاصولياء 1.50 ليرة، الثوم 9 ليرات، الجزر 1.50 ليرات، بصل أخضر 2 ليرة، التفاح 3 ليرات،الموز 6 ليرات، الخوخ 4.50 ليرات، الدراق 6 ليرات، الكرز 6.50 ليرات، الخبز 2 ليرات ،في حين وصل سعر تصريف الليرة السورية مقابل التركية 395 ليرة، كما وصل سعر تصريف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، 2930

ويتحدث أحد نازحي منطقة ريف حماة الغربي ويقطن حالياً في مخيم الخليفة في بلدة أرمناز في ريف إدلب الشمالي للمرصد السوري لحقوق الإنسان عن معاناته بسبب عدم قدرته على شراء الكثير من أصناف المواد الغذائية، يقول: منذ أكثر من 15 يوماً لم يأكل أطفالي الخضار مثل الباذنجان والكوسا والبطاطا، واللحم أصبح مجرد حلم لدى الكثير من العائلات السورية النازحة في مخيمات النزوح هنا.

ويتابع حديثه قائلاً: نعتمد على ما يتوفر من مواد معينة مثل البرغل والرز والعدس والحمص والتي تكون عادة موجودة داخل السلل الغذائية التي تقدم للعائلات في هذا المخيم على فترات متباعدة وبكميات قليلة أيضاً، الفقر يخيم على الجميع بشكل عام والقليل من يستطيع توفير الخضار واللحوم لمنزله أو خيمته.

ويضيف قائلاً: هناك العديد من الأسباب لهذه الحال التي نعيشها ومن أهمها عدم وجود فرص عمل للشباب والنزوح الذي تسبب في ضياع مصادر الرزق إضافة لتحمل أعباء النزوح، مما خلق حالة من الفقر الشديد لدى الكثير من العائلات، وعدم قدرتهم على شراء العديد من أنواع الخضار والفواكه بشكل متواصل، والتي هي الأخرى ترتفع أسعارها دائماً ما يفوق القدرة، فقد تبلغ تكلفة وجبة واحدة للأسرة المتوسطة قرابة 20 ليرة تركية ما يعادل 7000 ليرة سورية.

بدوره تحدث أحد الناشطين ويقيم في بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي للمرصد السوري لحقوق الإنسان قائلاً:  ساهمت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق إدلب وريفها وحركة النزوح الكبيرة في تضييق المناطق الزراعية بشكل كبير وانحصارها ضمن مساحات قليلة، ما تسبب بتراجع كمية الكثير من أنواع الخضار والفواكه في الأسواق وارتفاع سعرها، إضافة لتراجع الاهتمام بجانب الثروة الحيوانية، وتدهور قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، والعديد من العوامل الأخرى التي بدورها تسببت في خلق هذه الأزمة، ما جعل من الصعب على الكثير من العائلات السورية تأمين هذه المواد.