في ظل غلاء الأسعار.. مجموعة تجار تتضامن لمساعدة أهالي مدينة حمص بكسوة مبكرة لعيد الفطر

39

بادر عدد من أصحاب محلات بيع الألبسة في حمص، لمساعدة الأهالي بتخفيض أسعار محالهم، لتأمين كسوة مبكرة لعيد الفطر 
وروج التجار لبضائعهم من خلال الإعلان عن تخفيضات تناسب معظم شرائح المجتمع، بهدف استقطاب أكبر عدد من الزبائن لمحلاتهم.

وشهدت أسواق مدينة حمص، ازدحاما بالاهالي الراغبين بالتسوق وشراء ما يلزم لأطفالهم قبيل حلول أيام العيد، للاستفادة من العروض المقدمة.

(أحمد) أحد أبناء حي الوعر الحمصي تحدث عن بدء عملية شراء الألبسة لأطفاله الثلاثة مشيراً إلى أن الفترة الراهنة تعتبر الأنسب له من حيث توفير ثمنها نظراً لما سيترتب عليه دفعه من مصاريف إضافية مع حلول شهر رمضان المبارك.

وأضاف أن الشهر الفضيل له خاصية لدى كل عائلة تتمثل بتحضير أطباق يومية، وكذلك بعض المشروبات التي اعتادوا عليها بعد الافطار خلال الجمعات المسائية من مشروبات الجلاب والسوس والتمر هندي وما سواه من حلويات مخصصة لشهر رمضان، وهذا الأمر سيجبره على دفع المزيد من الأموال بحسب قوله.

من جهته تحدثت أم سعيد تمتلك محلا لبيع الألبسة عن وجود إقبال لشراء الملابس من قبل الأهالي الذين رغبوا بالاستفادة من عروض التنزيلات المعلن عنها والتي تشمل مجموعة واسعة من الألبسة.

وأضافت أنها قررت المساهمة بتسهيل عملية البيع للأهالي من خلال فتح باب التقسيط لزبائنها الموثوقين، مشيرة إلى أن هذا الشيء الوحيد الذي يمكنها تحمله إزاء الصعوبات التي يعاني منها الأهالي لتأمين الألبسة لأبناءهم مؤكدة عدم فرض أي زيادة بالأسعار سواء كانت عملية البيع بالتقسيط أو النقدي على حد سواء.

وحول أسعار كسوة الملابس تحدث أبو عمر من حي كرم الشامي بأن كلفة كسوة العيد للطفل الواحد بحسب ما تم رصده من أسعار داخل أسواق ومحلات الألبسة في حمص تتراوح ما بين 150-500 ألف ليرة سورية.

ولفت في معرض حديثه إلى أن العروض التجارية التي تعمد أصحاب المحلات الإعلان عنها قبل نحو شهر ونصف من عيد الفطر، بالإضافة لفتح باب التقسيط سيساهم بتخفيف الحمل عن أرباب الأسر من جهة، ورسم فرحة مبكرة على أوجه الأطفال الذين سيتمكنون من الحصول على كسوة العيد من جهة أخرى.

وحول المبادرة التي لاقت استحسان من قبل أبناء مدينة حمص، أفاد نشطاء المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الفكرة انطلقت من قبل عدد من التجار الذين شعروا بضعف الاقبال على شراء الألبسة من قبل الأهالي، مما دفعهم للعمل بشكل جماعي على فتح باب البيع بالتقسيط على بضائع متوسطة الجودة للزبائن الموثوقين.

وتحدث الحاج أبو العز من تجار سوق التهريب وسط مدينة حمص عن إرفاد معظم زبائنه من أصحاب محلات بيع المفرق بالبضائع لأجل مسمى، على أن تجري عملية سداد الديون خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان القادم.

وبين الحاج أبو العز بأنه عمل مع مجموعة من التجار على ذات الخطى التي أثبتت نجاعتها نظراً للاقبال المتزايد على البضائع من قبل تجار المفرق داخل المدينة أو ضمن القرى والبلدات الريفية.

ولم ينكر أبو العز خلال حديثه بأن البضائع التي شملتها عروض التخفيضات والسداد عن طريق الأقساط هي ذات جودة متوسطة، إلا أنها تلبي حاجة السوق من جهة، وقدرة الأهالي الشرائية من جهة أخرى، الأمر الذي سيتيح للأهالي شراء ما يلزم بطريقة سلسة وفقاً لتعبيره.

من جهته أكد التاجر (ح.م) بأن هذه الخطوة التي تم اتخاذها ستؤدي لخسائر مؤكدة بحق التجار في حال شهدت الليرة السورية انهيارات أخرى أمام القطع الأجنبي نظراً لعدم تثبيت أي فواتير لعملية البيع بسعر الدولار.

معتبراً أن هذه الخطوة ستكون بمثابة وقفة تضامنية مع أبناء المجتمع الحمصي الذين لا يملكون القدرة على شراء الألبسة لأطفالهم نقداً.

في ذات السياق أكد (م.ح) أحد أصحاب محلات بيع الملابس، لجوء البعض منهم لافتراش الأرصفة ونشر بضائعهم عليها بهدف كسر حاجز الخوف من الأسعار المتواجدة داخل صالات العرض، الأمر الذي شكل حاجزاً بينهم وبين الراغبين بالسؤال عن أسعار الألبسة لهذا العام.

لافتاً إلى أن هذه الخطوة أثبتت نجاعتها من خلال موجة الاقبال التي تم رصدها من قبلهم على بائعي البسطات الذين خالطوا المارة معلنين من خلال مكبرات الصوت عن تنزيلات مغرية بعض الشيء لبضائعهم المتواجدة داخل صالات العرض.

في سياق متصل أعربت السيدة هيفاء من سكان مدينة حمص عن سعادتها بشراء كسوة العيد لطفليها اللذان غاب معيلهما بسبب الاعتقال بسجون النظام، موضحة أنها باتت تلعب دور الأب والأم بوقت واحد، إلا أن مسألة البيع بالتقسيط مكنتها من التفكير بشراء ما يلزمها لتتفرغ لاحقاً لمتطلبات شهر رمضان دون التفكير بشراء الألبسة لاحقا.

وحول آلية الدفع أكدت هيفاء أن سعر الألبسة لطفليها بلغ 390 ألف ليرة سورية، ونص الاتفاق مع صاحب المحل بدفع مبلغ 100 ألف دفعة أولية و50 ألف ليرة قسط أسبوعي الأمر الذي يضمن سداد كامل المبلغ قبل نهاية شهر رمضان.

ومن خلال جولة داخل أسواق مدينة حمص رصد نشطاء المرصد أسعار الملابس الصناعة المحلية على النحو التالي:

بنطال رجالي 40_75 ألف ليرة سورية.
قميص -كنزة رجالي 35_90 ألف ليرة سورية.
سترة أو جاكيت رجالي 100_ 250 ألف ليرة سورية.
بنطال ولادي-محير 40_60 ألف ليرة سورية.
كنزة- قميص ولادي محير 35_70  ألف ليرة سورية
طقم ولادي محير 150_250 ألف ليرة سورية.
فستان بناتي 175_300  ألف ليرة سورية.

وحول ارتفاع أسعار الملابس وانعدام التوازن المنطقي ما بين المدخول اليومي والمصروف بالنسبة لشريحة واسعة من أبناء المجتمع السوري تحدث أبو محمد من سكان حي القصور بأن معظم الآباء يحاولون جهدهم تأمين مايرغب به أبناءهم لا سيما صغار السن الذين تسببت الحرب في سوريا بحرمانهم من أبسط حقوقهم ولو على حساب صحتهم حيث يضطرون للعمل لساعات إضافية لتوفير ما يلزم من أموال.

وانهى حديثه بأن شهر رمضان سيبقى له خاصية مميزة عن باقي أشهر السنة، ولا يمكن أن يقبل أي شخص التقصير حيال أفراد أسرته (بحسب المستطاع) 

وتجدر الإشارة إلى أن بادرة الإعلان عن فتح باب الشراء بالتقسيط من قبل بعض تجار مدينة حمص يؤكد على تعاضد أبناء المجتمع السوري على الرغم من المحنة الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد بشكل عام منذ ما يقارب 11 عاما ولغاية الآن.