في مخيم الركبان…سيدة سورية تتعرض للحرق مع أطفالها ومصادر تنفي للمرصد السوري صحة إقدامها على الانتحار رغم الظروف المعيشية القاسية

20

نفت عدة مصادر متقاطعة في مخيم الركبان للنازحين، الواقع في البادية السورية على الحدود السورية – الأردنية، نفت للمرصد السوري لحقوق الإنسان صحة ما جرى ترويجه عن إقدام سيدة نازحة على حرق نفسها مع أطفالها في خيمتها بالمخيم الذي يضم عشرات آلاف النازحين، بسبب ما ادعى المروجون للشائعات أنه احتجاجاً على عدم توفر الطعام لها ولأطفالها، وأكدت المصادر أن الحريق اندلع بسبب إشعال موقد في الخيمة، ووقوع خطأ تسبب باندلاع النيران في الخيمة وإصابة السيدة مع أطفالها بحروق بليغة جرى على إثرها نقلهم إلى الجانب الأردني لتلقي العلاج، ونشر المرصد السوري قبل يومين أن نازحي مخيم الركبان الواقع في البادية السورية عند الحدود السورية – الأردنية، جددوا رفضهم للتفاوض للخروج إلى منطقة تخضع لسيطرة قوات النظام، وذلك عبر بيان أصدرته فعاليات أهلية وعسكرية عبر الإدارة المحلية لمخيم الركبان، مطالبين بنقلهم إلى الشمال السوري بحماية التحالف الدولي، رافضين التفاوض على خروجهم نحو مناطق سيطرة قوات النظام، في الوقت الذي يشهد ويعايش نازحو المخيم أوضاعاً إنسانية سيئة وصعبة، حيث نشر المرصد السوري منذ 4 أيام، أنه يشهد مخيم الركبان الواقع في البادية السورية عند الحدود مع الأردن، تردياً مستمراً في الأوضاع الإنسانية والصحية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تبعات العاصفة الرملية التي ضربت المخيم والمنطقة يوم الأحد، إذ تسببت العاصفة هذه باقتلاع الكثير من الخيم التي تأوي النازحين هناك، فيما يعمد النازحون منذ الصباح الباكر إلى المحاولة بإصلاح خيم العوائل التي لا تزال تفترش العراء هناك، فيما نشر المرصد السوري حينها أنه رصد تردي الأوضاع الإنسانية والصحية، في مخيم الركبان للنازحين، والذي يضم عشرات آلاف القاطنين فيه، حيث يأتي تردي الحالة الإنسانية نتيجة عاصفة رملية تضرب المنطقة، الواقعة في البادية السورية، والقريبة من الحدود السورية – الأردنية، على مقربة من قاعدة التحالف الدولي في منطقة التنف، فيما يأتي تردي الأوضاع هذا بحق أكثر من 60 ألف من قاطني المخيمات هذه من مدنيين ومقاتلين، تزامناً مع المفاوضات التي لا تزال متواصلة حول نقل من يرغب من المدنيين والمقاتلين نحو الشمال السوري، في أعقاب مفارقة مزيد من المواطنين للحياة جراء سوء الأوضاع الصحية والطبية والتي كان آخرها، يوم الـ 3 من يناير الجاري، حيث وثق المرصد السوري مفارقة طفلة تبلغ من العمر أسبوع الحياة، في مخيم الركبان الواقع في أقصى جنوب شرق سوريا قرب الحدود السورية – الأردنية، عقب معاناة مع المرض، حيث أكد ذوو الطفلة أنه لم يسمح لهم بنقلها إلى الأردن، في ظل عدم قدرة النقطة الطبية في المخيم من تقديم العلاج لها

المرصد السوري نشر في الـ 21 من كانون الأول / ديسمبر أنه نتيجة للأوضاع المأساوية وما آلت إليه أحوال القاطنين فيها والذين خرجوا من بيوتهم دون اصطحاب أي شي يعينهم في حياتهم، وعدم تمكنهم من سد رمق عائلاتهم، ناهيك عن الوضع النفسي الذي يعانيه القاطنون من ضغوط ممارسة عليهم في جميع الاتجاهات، وعلى جميع الصعد، فقد رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، حالة انتحار رجل في الأربعينات من عمره بمخيم الناعورة في ريف مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب، حيث كانت أوضاعه المادية حرجة ومعدومة، بالإضافة لعدم قدرته على إعالة أسرته المكونة من أفراد وتقديم أدنى مستوى من أساسيات الحياة، حيث أكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن الرجل هو “موسى علي العليوي”، من مواليد قرية الجدوعيات في ريف محافظة حماة الشرقي 1975، وهو أحد النازحين في مخيم الناعورة في ريف مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، وصل به الحال أخيراً إلى قيامه بالإنتحار، وذلك بإطلاق النار على نفسه نتيجة حالته المعيشية الصعبة، وفي شهادة مع أحد أقاربه قال للمرصد السوري لحقوق الإنسان بأن موسى علي العليوي، متزوج ولديه 8 أطفال، عرف سابقاً قبل نزوحه من قريته الجدوعيات، بحالته المادية الجيدة، فقد كان يملك المئات من رؤوس الأغنام والأراضي الزراعية، ولكنه كغيره من النازحين أجبر على ترك كل ما يملك والهروب من القصف العنيف، الذي تعرضت له المنطقة أواخر العام الفائت من قبل الطيران الحربي الروسي وطيران النظام، بالإضافة لتقدم وسيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها على المنطقة بشكل كامل، وحطت به الرحل في مخيم الناعورة بالقرب من مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، هذا المخيم ومعه 12 مخيم آخر تتبع لإدارة شؤون المهجرين التابعة لحكومة الإنقاذ السورية، تعاني منذ بداية وجود النازحين فيها، من حالة مأساوية وصعبة للغاية وتزداد صعوبة في فصل الشتاء مع بدء السيول والإنجراف للخيم وغرقها بمياه الأمطار الغزيرة، فضلاً عن النقص الكبير في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والجانب التعليمي، وصعوبة التنقل بين الخيم بسبب أرضية المخيمات الطينية وعدم وجود طرقات تصل المخيمات بخارجها والكثير من الصعوبات، لم تلتفت إدارة شؤون المهجرين لكل هذا وبقيت لحد هذه اللحظة في وضع صامت، وهي تراقب الأوضاع وهي تزداد صعوبة يوماً بعد آخر، دون أي تحرك فعلي لتحسين الوضع المعيشي فيها، إذ أن موسى -المعيل لأسرة كبيرة، لم يستطع تمالك نفسه بعد كل هذا العناء والحياة الصعبة في هذا المخيم، ولم يعد بمقدوره إعالة أسرته وتلبية حاجات أطفاله الكثيرة من لباس وغذاء، دخل في أيامه الأخيرة في حالة نفسية صعبة، فقد كان دائماً ما يجلس بمفرده مفكراً في أوضاعه وأوضاع أقرانه من نازحي هذه المخيمات، فقرر في نهاية الأمر الانتحار، هذه الحادثة وقعت صباحاً بتاريخ 4 كانون الأول /ديسمبر، حيث استغل عدم وجود أحد في الخيمة، وغياب زوجته التي ذهبت لشراء الخبز، وتوجه أطفاله إلى خيمة تعليمية يتم فيها التدريس من قبل أحد المدرسين المتطوعين في المخيم، ليقوم بإخراج بندقيته الخاصة وهي من نوع كلاشنكوف (روسية)، ويطلق النار على نفسه وتحديداُ في منطقة تحت الحنك السفلي، فسمع والده الذي يقطن في خيمة مجاورة صوت إطلاق النار، فقصد الخيمة مسرعاً ليجد موسى ممدداً على الأرض، ومضرجاً بالدماء، وقد تفجرت جمجمة رأسه، كما أن المصادر ذاتها وصفت الحادثة بـ “المؤلمة حقاً والمفجعة”، فقام قام ذووه بدفنه في مقبرة بالقرب من المخيم، أما عائلته فقد كان مصيرها العيش مع شقيق والدهم، والغريب في الأمر أن هذه الحادثة لم تلفت انتباه المسؤولين عن المخيم، ولم تحظى باهتمام المؤسسات الخيرية إذ أن العائلة لم تتلق لحد الآن أي مساعدة من قبل أي جهة كانت، ما أثار استياء وسخط النازحين ومن سمع بالحادثة

وعلى صعيد متصل في ظل الظروف الإنسانية الشبه معدومة في هذه المخيمات، تم تسجيل حالة وفاة طفلة رضيعة في مخيم النصر، الواقع بالقرب من بلدة قاح شمال محافظة إدلب، عقب معاناة طويلة مع سوء التغذية نتيجة نفاذ حليب والدتها، جراء الأوضاع المعيشية الصعبة وعدم قدرة والدها على شراء حليب الأطفال لها، بسبب أوضاعه المادية المتردية، إذ أن الطفلة مريم ياسين الحسين، والبالغة من عمرها 7 أشهر، يقطن والدها في مخيم النصر بالقرب من بلدة قاح شمال محافظة إدلب، عانت منذ ولادتها من سوء تغذية بعد نفاذ الحليب من والدتها، وعدم مقدرة والدها على شراء حليب الأطفال لها، ففارقت الحياة بعد صراع لمدة شهور مع المرض، وتلقيها بعض العلاج في ظل سوء الخدمات الصحية في المخيم، وفي شهادة مع أحد أقاربها قال للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن مريم هي طفلة من ضمن أسرة فقيرة وأخت لـ 7 آخرين، يقطن والدها البالغ من العمر 41 عاماً في مخيم النصر بالقرب من بلدة قاح شمال محافظة إدلب، نزح من قريته الربدة من ريف محافظة حماة الشرقي مع آلاف آخرين في أواخر العام الفائت 2017،ولدت مريم في المخيم وما هو إلا شهران بعد ولادتها، حتى أصيبت والدتها بجفاف في الحليب، وبدأت تتدهور حالة الطفلة يوماُ بعد الآخر، نتيجة نقص الغذاء فقام والدها بأخذها إلى أحد الأطباء في بلدة أطمة الحدودية، وبعد الكشف عن حالتها تبين أنها تعاني من سوء تغذية حاد وتحتاج بشكل سريع للعلاج والغذاء ووصف له حليب الأطفال، الذي تبلغ سعر العلبة الواحدة منه في الشمال السوري بحدود 2000 ليرة سورية، والذي لا يكفيها لمدة أكثر من 3 أيام، حاول والدها التواصل مع العديد من الجهات للتبرع له بحليب يغذي به طفلته، دون أي فائدة ولم يتمكن من تأمينه لتردي وضعه المادي والفقر الذي يعاني منه هو والكثير من سكان المخيم، وبعد مضي 4 أشهر دخلت الطفلة في حالة مرضية خطيرة، فذهب بها والدها إلى المشفى مرة أخرى فتم تحويله بشكل إسعاف فوري إلى تركيا للعلاج نظراً لخطورة وضع الطفلة، وبعد وصوله إلى أحد المشافي في تركيا تلقت الطفلة بعض العلاجات وتم تزويدها بسيروم مغذي لفترة وصلت إلى شهر تقريباً، ولكن وضعها بقي سيئا دون أي تحسن يذكر، ففارقت الحياة تاركة وراءها أخوتها ووالديها، دون تدفئة ومواد غذائية وفي حالة مأساوية حقيقية، كل ذلك حصل بسبب تجاهل المنظمات الإنسانية لهذه المخيمات وعدم مراعاة أوضاع القاطنين فيها الذين أثخنت الحرب فيهم وشردتهم عن منازلهم وتركوها عامرة لينتهي بهم المطاف في مخيمات يجدر تسميتها بمخيمات الموت ولا يوجد فيها ما يدل على وجود حياة كريمة.