في مدينة حلب.. الميليشيات الموالية لإيران تواصل فرض نفوذها عبر شراء مستمر للعقارات ومساعي لاستقطاب شيوخ ووجهاء العشائر

37

تتواصل التحركات الإيرانية ضمن مختلف المحافظات السورية في إطار سياسة التغلغل في كامل التراب السوري متسلحة بسلاحي “المال والتشيع”، حيث أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان من مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسورية، بأن الميليشيات الموالية لإيران المحلية منها والأجنبية، تواصل عملية شراء العقارات في أحياء متفرقة من المدينة وعلى نفس الوتيرة المتصاعدة، مستغلة الواقع المزري والأوضاع المعيشية الكارثية، ولاتزال الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي هُجر الكثير من أهلها قبل سنوات، تتصدر المشهد من حيث استملاك الميليشيات الموالية لإيران للعقارات فيها من منازل ومحال تجاري وكأنه تغيير ديمغرافي للمنطقة، كما تواصل الميليشيات الإيرانية في الوقت نفسه على توسيع حاضنتها الشعبية في حلب عبر استقطاب شيوخ ووجهاء العشائر، في استغلال لأن أبناء الكثير من العشائر لا يخرجون عن كلام “الشيخ” -أي أن استقطاب الوجهاء والشيوخ يعني استقطاب العشيرة في الغالب-، يأتي هذا جميعه وسط استياء شعبي كبير في الأوساط الحلبية، فإن كان هناك قلة أو أشخاص يميلون للجناح الإيراني تحت أي ذريعة كان، إلا أن في الوقت نفسه هناك رفض كبير لهم في المنطقة.

المرصد السوري نشر في 14 آذار/مارس الجاري، أنه وفي الوقت الذي تشهد جميع المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، أوضاع معيشية كارثية وفقر مدقع تعيق المدنيين من تأمين قوتهم اليومي في ظل الانهيار الاقتصادي وشح فرص العمل والارتفاع المخيف بأسعار السلع، تشهد تلك المحافظات ذاتها عمليات شراء عقارات بشكل كبير جداً، وبأسعار مرتفعة نظراً للأوضاع الاقتصادية السائدة، ففي مدينة حلب، أفادت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الميليشيات الموالية لإيران سواء المحلية منها أو الأجنبية من جنسيات عربية وآسيوية، وتتركز عمليات شراء العقارات في الأحياء الشرقية من المدينة بعد تهجير أهلها قبل سنوات وسيطرة النظام عليها، ونذكر من هذه الأحياء المرجة وباب الحديد والميسر وأحياء حلب القديمة، وينوه المرصد السوري إلى أن عمليات شراء العقارات ليست بالجديدة بل تتزايد يوماً بعد يوم بمنحى متصاعد.