في 4 سنوات من البحث.. العثور على 28 مقبرة جماعية تضم الآلاف قضوا إبان سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على الرقة

89

 

 

محافظة الرقة: خلّف تنظيم “الدولة الإسلامية” وراءه إرثاً ثقيلًا تمثل في المقابر الجماعية لأشخاص كانوا مختطفين ومعتقلين ومناهضين لحكمه في الرقة، حيث عثر على 28 مقبرة جماعية تم دفنهم في أوقات مختلفة.
وبين الحين والآخر، تعثر الفرق المختصة على المقابر الجماعية ضمن مدينة الرقة وأريافها. ويعود قسم كبير من الجثث إلى أشخاص أعدمهم عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”، سواء بشكلٍ ميدانيّ في ساحات المدينة، بمن فيهم عناصر جيش النظام والمسلحين الموالين له، أو داخل سجونه من عناصر فصائل “الجيش الحر”، بعد احتجازهم أثناء سيطرته على الرقّة مطلع العام 2014، بالإضافة إلى أشخاص أعدمهم بشكل فردي، غالبيتهم ممّن كانوا رافضين سياسة “التنظيم” القمعيّة، وكذلك من الأسرى والرهائن الأجانب من صحافيين وعاملين في المجال الإنساني.
أما القسم الآخر من تلك المقابر الجماعية يعود للذين قضَوا بقصف “التحالف الدوليّ” خلال العمليات العسكرية ودحر “التنظيم” من المدينة وريفها،
كما تضم المقابر الجماعية عدداً من أهالي الرقة وقاطنيها المدنيين، حيث لم يعد بإمكان الأهالي دفن موتاهم في الأماكن المخصّصة للدفن، مّا اضطرّهم إلى دفنهم إمّا في أفنية المنازل، أو في الحدائق، أو الساحات الخاليّة. بحسب فريق “الإستجابة الأولية “.
ومنذ مطلع عام 2018 وحتى يومنا هذا، تم اكتشاف 28 مقبرة جماعية، عشرون منها داخل أحياء مدينة الرقة، وثماني مقابر في أرياف المدينة.
وبحسب مصادر المرصد فإن تلك المقابر انتُشل منها ما يزيد عن 6000 شخص جُلهم من المدنيين، وغالبيتهم قضوا نتيجة غارات جوية شنها التحالف الدولي على مدينة الرقة وأريافها خلال عام 2017، عند اشتداد المعارك بين تنظيم “الدولة الإسلامية” وقوات سورية الديمقراطية “قسد”.
مؤكداً أنه تم توثيق مقتل 140 عائلة مؤلفة من 600 شخص ما بين الفترة الواقعة بداية يوليو/حزيران 2017 وأكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، نتيجة الغارات الجوية على المدينة.
وأشارت مصادر المرصد السوري، بحسب فريق الإستجابة الأولية بالرقة بأن الجثث التي عُثر عليها ضمن المقابر الجماعية في مدينة الرقة وأريافها، لم يتم التعرف إلا على هوية 700 شخص منها، وذلك لعدم وجود أي إثباتات شخصية تدل على هوية أصحابها، وتمكن من توثيق مدني تم التعرف عليه من قبل ذويه من خلال أسنانه المصنوعة من الذهب، عُثر على جثته ضمن مقبرة جماعية صغيرة في الـ29 من يناير/ كانون الثاني العام الماضي”2021، مُشيراً إلى أن الشخص الذي تم التعرف إليه اختطفه تنظيم “الدولة الإسلامية” في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 2015 داخل مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
وبينت المصادر بأن هناك ما يقارب 500 شخص من مدنيين وعناصر من المعارضة السورية، وثق حالات اختطافهم خلال عام 2014 عند فرض “التنظيم” سيطرته على مدينة الرقة شمال شرقي سورية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
واكتشف فريق الاستجابة الأولية العامل ضمن مناطق قوات سورية الديمقراطية، في الـ27 من أغسطس/ آب العام 2020، مقبرة جماعية جديدة ضمت جثث أكثر من 20 شخصاً مجهولي الهوية، بالقرب من منشأة الفروسية غربي الرقة، وهي المقبرة رقم 27 التي اكتشفت في المحافظة.
وأعلن الفريق  حينها أنهم “استخرجوا من المقبرة جثثاً لثلاث نساء وعليهن آثار التعذيب، إضافة لقطع رؤوسهن قبل دفنهن.
ولم يقتصر اكتشاف المقابر الجماعية على محافظة الرقة وحسب، بل يشمل ذلك كل المناطق التي كان يسيطر عليها “التنظيم”، وبشكل رئيسي شرق سورية الذي كان معقلاً للتنظيم، إذ ارتكب عناصره خلال سيطرتهم مجازر مروعة، كان معظم ضحاياها من المدنيين، بعد اختطافهم وتغييبهم قسرياً ومن ثم قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية.