قتال شرق الفرات يتواصل بعد وصول التعزيزات العسكرية والخسائر البشرية ترفع لنحو 800 تعداد من استشهدوا وقتلوا خلال 45 يوماً من المعارك والقصف

31

محافظة دير الزور – المرصد السوري لحقوق الإنسان:: تتواصل الاشتباكات بوتيرة عنيفة على محاور في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة من قبل التحالف الدولي من جانب، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، فيما تتركز المعارك في أطراف ومحيط بلدة السوسة، في هجمات متبادلة ومتعاكسة بين الجانبين، تهدف قسد من خلالها لتوسيع سيطرتها والتقدم أكثر ضمن الجيب الأخير للتنظيم في المنطقة، فيما يسعى التنظيم لاستعادة سيطرته على بلدة السوسة، كما تترافق الاشتباكات مع عمليات قصف متواصل من قبل قسد وطائرات التحالف الدولي، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية بين طرفي القتال، ونشر المرصد السوري خلال الساعات الفائتة، أنه رصد عودة الأحوال الجوية للاعتدال في شرق الفرات، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية إلى جبهات القتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في شرق الفرات، حيث رصد المرصد السوري وصول أكثر من 500 عنصر وتمركزهم على خطوط التماس مع التنظيم، وتزامن هذا الانتشار مع اشتباكات مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالتحالف الدولي من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في محيط وأطراف بلدة السوسة إثر هجمات معاكسة يهدف من خلالها التنظيم لاستعادة السيطرة على البلدة، بعد أن خسرها نتيجة هجوم عنيف لقسد مدعمة بقصف مكثف من التحالف الدولي، الأمر الذي ضيق الخناق بشكل أكبر على التنظيم، كما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد خلايا للتنظيم من منطقة الطريق الواصل إلى الجبهات بعد أن استغل الأخير العاصفة الرملية لقطع الطريق أمام مقاتلي قسد في الوصول إلى الجبهات.

المرصد السوري لحقوق الإنسان علم من مصادر متقاطعة أن اشتباكات دارت في بلدة هجين في الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، نتيجة هجوم الأخير على عدد من النقاط التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ما تسبب بسقوط خسائر بشرية ومعلومات عن أسر عنصر من قوات سوريا الديمقراطية، فيما تزامنت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، وتسببت العمليات العسكرية في سقوط المزيد من الخسائر البشرية، ليرتفع إلى 781 تعداد من استشهدوا وقتلوا وأعدموا منذ الـ 10 من أيلول / سبتمبر الفائت وهم، 239 على الأقل، أحدهم قيادي ميداني بمجلس دير الزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية، من عناصر قسد قضوا في معارك مع التنظيم، و471 على الأقل من مقاتلي وقادة تنظيم “الدولة الإسلامية”، قتلوا في الاشتباكات الجارية، وضربات التحالف الدولي وقسد، وذلك منذ بدء العمليات العسكرية في الـ 10 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت، ولا تزال أعداد من قتلوا وقضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود معلومات عن خسائر بشرية أخرى وجود جرحى بحالات خطرة، بالإضافة لـ 15 شخصاً بينهم 10 من عناصر قسد أعدموا على يد التنظيم، وطفلتان استشهدتا في قصف من قبل قسد على جيب التنظيم، و5 مواطنين استشهدوا في قصف للتحالف الدولي على الجيب ذاته، بالإضافة لـ 49 مدنياً بينهم 10 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في ضربات للتحالف الدولي على مسجد ومعهد لتحفيظ القرآن في بلدة السوسة ضمن الجيب الخاضع للتنظيم في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، غالبيتهم من الجنسية العراقية وبينهم عوائل من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.

يشار إلى أن المرصد السوري رصد خلال العمليات العسكرية التي انطلقت في الـ 10 من تشرين الأول / أكتوبر من العام الجاري 2018، عمليات قتالية عنيفة كان أعنفها ما شهدته المنطقة في الأسبوعين الأخيرين، نتيجة تردي الأحوال الجوية وتعرض المنطقة لعاصفة رملية استغلها تنظيم “الدولة الإسلامية”، ونف هجمات معكسة وعنيفة نجم عنها مقتل ومصرع العشرات من عناصر الطرفين واختطاف حوالي 300 شخص من ضمن 130 عائلة بينهم 90 امرأة على الأقل من جنسيات مختلفة وغالبيتهم من جنسيات دول الاتحاد السوفياتي السابق، والذين لا يزال مصيرهم مجهولاً لدى التنظيم الذي عمد لفصل النساء عن بقية المختطفين، وسط مخاوف على حياتهم من إعدامات قد ينفذها التنظيم بشكل فردي أو جماعي، وجرت عملية الاختطاف من مخيم البحرة، بعد أن كان رصد المرصد السوري سابقاً نقل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لعشرات الأشخاص والعوائل إلى مخيم البحرة المؤلف من عشرات الخيم، في ريف بلدة هجين، والذي أنشأته قسد والتحالف، بغرض إيواء العوائل النازحة وعوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية”.