بعد ساعات من انفجار مستودعات ذخيرة في المنطقة.. إسرائيل تدمر “بطاريات دفاع جوي” شرق العاصمة دمشق

108

 

شهدت الأراضي السورية بعد منتصف ليل الأربعاء-الخميس، قصفاً إسرائيلياً جديداً، حيث ضربت انفجارات عنيفة منطقة الضمير شرق العاصمة السورية دمشق، ناجمة عن صواريخ إسرائيلية طالت قاعدة للدفاع الجوي التابع للنظام السوري، حيث تمكنت الضربات من تدمير بطاريات للدفاع الجوي، وسقوط خسائر بشرية في صفوف قوات الدفاع الجوي، فيما حاولت قوات النظام التصدي للقصف الإسرائيلي بإطلاق صواريخ أرض-جو وتمكنت من إسقاط بعضها، بينما اعترفت إسرائيلي أن الضربة جاءت على خلفية “سقوط صاروخ أرض-جو من الضمير على الأراضي المحتلة”، يذكر أن منطقة الضمير تتواجد فيها مقرات ومستودعات للأسلحة تابعة للمليشيات الموالية لإيران.

وكان المرصد السوري أشار أمس الأربعاء، إلى دوي انفجار عنيف، تلاه عدة انفجارات متوسطة الشدة في مدينة الرحيبة بالقلمون الشرقي من ريف العاصمة دمشق، بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، تبين أنها ناجمة عن انفجارات في مستودعات ذخيرة تابعة لـ”اللواء 20″ ضمن “الفرقة الثالثة” في جيش النظام، والواقعة على أطراف مدينة الرحيبة، حيث شوهدت ألسنة اللهب وهي تتصاعد من مستودعات الذخيرة واستمرت لنحو 3 ساعات متواصلة قبل أن تتمكن قوات النظام من السيطرة على الحرائق، دون معرفة أسباب انفجار المستودعات، ووفقًا لمصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 10 عناصر على الأقل من قوات النظام، أُصيبوا خلال محاولتهم السيطرة على الحرائق، جرى نقلهم إلى مشافي العاصمة دمشق.

وكان المرصد السوري أشار بتقرير له في التاسع من نيسان الجاري، حول الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية خلال العام 2021، أن إسرائيل استباحة الأراضي السورية بذريعة التواجد الإيراني برفقة الميليشيات الموالية لها على كامل التراب السوري، حيث واصلت سلسلة التصعيد الذي بدأت فيه منذ العام 2018، واستهدفت منذ مطلع العام الجاري 2021 الأراضي السوري 8 مرات.
المرصد السوري عكف بدوره على متابعة ومواكبة جميع الضربات الإسرائيلية خلال نحو 100 يوم والذي يستعرضها خلال التقرير التالي بشكل تفصيلي.

الحصيلة الإجمالية من حيث المناطق والخسائر البشرية والمادية
أحصى المرصد السوري منذ مطلع العام 2021، 8 مرات قامت خلالها إسرائيل باستهداف الأراضي السورية سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 29 هدفًا ما بين مبانٍ ومستودعات للأسلحة ومقرات ومراكز وآليات. وتسببت تلك الضربات بمقتل واستشهاد 76 شخص، وتوزعت على النحو التالي: استشهاد رجل وزوجته وطفلين اثنين، ومقتل 72 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها، توزعوا على الشكل التالي: 21 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها ولإيران من جنسيات سورية، و22 من الميليشيات العراقية، و14 من ميليشيا “فاطميون” الأفغانية، و5 من ميليشيا “زينبيون” الباكستانية، و10 من المليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية.

فيما توزعت على الشكل التالي: 5 استهدافات لدمشق وريفها، واستهداف لدير الزور، واستهداف لحماة، واستهداف للقنيطرة، واستهداف للسويداء، ويشير المرصد السوري إلى أن إسرائيل قد تستهدف بالمرة الواحدة أكثر من محافظة وهو ما يوضح تباين عدد المرات مع عدد الاستهدافات.

التفاصيل الكاملة للاستهدافات
– استهلت إسرائيل ضرباتها على الأراضي السورية خلال العام 2021، في تاريخ 6 كانون الثاني/يناير حين استهدفت كتيبة الرادار الواقعة غرب بلدة الدور بريف السويداء الغربي، وكتيبة “نجران” الواقعة شمال غرب السويداء عند الحدود الإدارية مع محافظة درعا، ومحيط الفرقة الأولى ضمن منطقة الكسوة ومواقع أخرى على طريق دمشق – درعا، ويتواجد في المناطق آنفة الذكر مليشيات موالية لإيران وحزب الله اللبناني بالإضافة لقوات النظام والمليشيات الموالية لها.
قتل حينها 3 أشخاص، 2 منهم في منطقة الكسوة والأخير في كتيبة الرادار بالسويداء، بالإضافة لسقوط أكثر من 11 جريح بعضهم في حالات خطرة، فضلاً عن تدمير إحدى منظومات الرادار غربي السويداء، وتدمير مستودعات للأسلحة جنوب العاصمة.
-أما ثاني الضربات الإسرائيلية فجرت بتاريخ 16 كانون الأول، وكانت الأكبر على الإطلاق من حيث الخسائر البشرية، إذ خلفت 57 قتيلاً باستهداف مواقع وتمركزات ومستودعات أسلحة وذخائر وصواريخ لكل من قوات النظام وحزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها وعلى رأسها لواء “فاطميون”، في المنطقة الممتدة من مدين الزور إلى الحدود السورية – العراقية في بادية البوكمال.
ففي مدينة دير الزور ومحيطها، قتل 26 شخص، هم 10 من قوات النظام و4 من “الأمن العسكري” والبقية -أي 12- من الميليشيات الموالية لإيران لا يعلم فيما إذا كان بينهم عناصر من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، قتلوا جميعاً جراء 10 ضربات إسرائيلية طالت مستودعات عياش ومعسكر الصاعقة واللواء 137 والجبل المطل على مدينة دير الزور ومبنى الأمن العسكري، كما تسبب القصف بتدمير مواقع ومستودعات للأسلحة والصواريخ.
وفي البوكمال، قتل 16 من المليشيات الموالية لإيران من الجنسية العراقية جميعهم، جراء 6 ضربات جوية إسرائيلية طالت مواقع ومستودعات ذخيرة وسلاح في منطقة الحزام وحي الجمعيات ومناطق أخرى ببادية البوكمال، كذلك تسبب القصف بتدمير مراكز وآليات.
أما في الميادين، فقد قتل 15 من الميليشيات الموالية لإيران، هم 11 من لواء فاطميون من الجنسية الأفغانية والبقية من جنسيات غير سورية لم تعرف هويتهم حتى اللحظة، قتلوا جميعاً جراء ضربتين جويتين استهدفت مواقع ومستودعات للسلاح في منطقة المزارع ببادية الميادين شرقي دير الزور، وأدى القصف أيضاً إلى تدمير مستودعات ومواقع.

-والمرة الثالثة كانت بتاريخ 22 كانون الثاني، حين استهدفت الضربات الإسرائيلية 5 مواقع على الأقل يتواجد بها عناصر من الميليشيات الموالية لإيران و”حزب الله” اللبناني ضمن قطعات النظام العسكرية بمحيط مدينة حماة وقربها في المنطقة الوسطى من سورية، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، فيما تسببت بقايا الصواريخ التي أطلقتها كتائب الدفاع الجوي التابعة للنظام في محاولة منها للتصدي للصواريخ الإسرائيلية بمقتل عائلة مكونة من”امرأة وزوجها وطفلين”، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة وهم “رجل مسن بجراح خطيرة وطفلين وامرأة”، وذلك بعد سقوط بقايا إحداها على حي كازو الواقع في القسم الشمالي الغربي لمدينة حماة.

-المرة الرابعة كانت في الثالث من شباط/فبراير، حين استهدف القصف مزارع تتواجد فيها ميليشيات تابعة لـ”حزب الله” اللبناني والمقاومة الشعبية لتحرير الجولان، تزامنًا مع انفجارات في نقاط عسكرية تابعة للواء 90 دبابات التابع لقوات النظام والذي تتمركز فيه ميليشيات إيرانية، في منطقة الهبارية بريف القنيطرة قرب الحدود الإدارية مع محافظة درعا، ما أدى إلى تدمير تلك المواقع.

-بينما المرة الخامسة كانت في 15 شباط، حين استهدفت الضربات الإسرائيلية مقرات تابعة للفرقة الرابعة في الجبال المحيطة بطريق دمشق-بيروت والمعروف باسم (طريق بيروت القديم) تتواجد هناك مستودعات للأسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين والمليشيات الموالية لها، الأمر الذي أدى إلى تدمير مستودعات صواريخ متطورة كانت إيران قد نقلتها مؤخراً إلى مقرات الفرقة الرابعة، كما جرى استهداف الفرقة الأولى التابعة للنظام السوري ومحيطها في منطقة الكسوة، بالإضافة لاستهداف مواقع أخرى غرب وجنوب غرب العاصمة دمشق.
وخلف 9 قتلى، اثنان قتلا بالقصف الذي طال منطقة الكسوة و7 قتلوا باستهداف مستودعات صواريخ تابعة للإيرانيين ضمن مقرات للفرقة الرابعة في الجبال المحيطة بطريق دمشق-بيروت والمعروف باسم (طريق بيروت القديم)، والقتلى جميعهم من جنسيات غير سورية وعربية.

-بينما المرة السادسة كانت في 28 شباط، وطالت مواقع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني جنوب العاصمة دمشق، وجرى فرض طوق أمني كبير من قبل الحرس الثوري وحزب الله على المناطق المستهدفة في محيط السيدة زينب حيث طوقوا المواقع العسكرية المستهدفة بعد الضربات مباشرة ومنعوا اقتراب أي أحد منها إلا بإذن من قيادات منهم.
وفي 12 آذار تسنى للمرصد السوري الحصول على معلومات حول هذا القصف، حيث كان هدفه الرئيسي استهداف قيادات ضمن فيلق القدس لا يعلم إذا ما كانوا قيادات على المستوى الإيراني أم ضمن الملف السوري فقط، إلا أن الأشخاص البالغ عددهم 3 عمدوا إلى إفراغ المنزل الذين كانوا يقيمون فيه بمنطقة السيدة زينب جنوب العاصمة قبل ساعات من الاستهداف الإسرائيلي، وسط معلومات بأن أحد الأشخاص الثلاثة يتبع لحزب الله اللبناني، وبالتالي تم إفشال الأهداف الإسرائيلية المرجوة، إذ تعمد قيادات تلك الميليشيات على تبديل أماكن إقامتهم بشكل دوري خوفاً من الاستهدافات بالإضافة لتبديل مواقعهم ومراكز تخزين السلاح والذخائر.

-المرة السابعة التي استهدفت فيها إسرائيل الأراضي السورية هذا العام، كانت بتاريخ 16 آذار/مارس، حين استهدفت مستودعين للأسلحة للميليشيات الإيرانية داخل مواقع عسكرية لقوات النظام على بعد بضعة كيلو مترات من مطار دمشق الدولي، المستودع الأول الانفجارات فيه كانت عنيفة جداً بينما المستودع الثاني أقل من الأول ولا يعلم إذا ما كان هناك ذخائر موجودة مسبقاً هناك وانفجرت أيضاً.

-أما الاستهداف الثامن والأخير حتى اللحظة، فجرى يوم أمس 8 نيسان، وتمكنت الصواريخ الإسرائيلية من تدمير مستودع للأسلحة والذخائر يرجح أنه يُستخدم من قبل ميليشيا حزب الله اللبناني، يقع ضمن موقع عسكري بالقرب من منطقة الديماس، وقتل 3 أشخاص بالقصف لم تُعرف جنسياتهم حتى اللحظة فيما إذا كانوا لبنانيين أم من جنسيات أجنبية من الميليشيات الموالية لإيران.

ويؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النظام السوري يحتفظ بحق الرد على إسرائيل دائماً، بينما يقصف مناطق المعارضة والمناطق المدنية في سورية، وكذلك إيران التي لا تستطيع الرد على إسرائيل لأن الموازين ستنقلب حينها، حيث تكتفي في بعض الأحيان بإطلاق بعض القذائف باتجاه الجولان السوري المحتل عن طريق ما يعرف بـ“المقاومة السورية لتحرير الجولان” المدعومة من “حزب الله” اللبناني وإيران، فالنظام يسقط الصواريخ الإسرائيلية بضوء أخضر من روسيا، وبذات الوقت إسرائيل تقصف المواقع الإيرانية بضوء أخضر روسي من أجل تحجيم دور إيران في سورية، أما الجانب الأمريكي فيبرر الموقف الإسرائيلي بحق تل أبيب في الدفاع الشرعي عن نفسها ومصالحها تجاه التهديد الإيراني لها، إضافة إلى عدم رغبتهم في التواجد الإيراني بسورية.