قتل تحت التعذيب واغتصاب نساء في سجون النظام السوري.. معتقل سابق يروي شهادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان

59

يروي الشاب (ع.ع) لـ”المرصد السوري” قصة اعتقاله لدى أجهزة مخابرات النظام وتغييبه خلف القضبان لأكثر من 4 سنوات، أثناء ذهابه لجامعته. 

ويتحدث الشاب وهو من مواليد بلدة مورك في ريف حماة الشمالي، درس في بداية أحداث الثورة السورية في جامعة حلب في “كلية الحقوق” ثم نقل دراسته إلى جامعة حمص بسبب الأحداث التي جرت بجامعة حلب، اعتقل بتاريخ 3 نيسان/ أبريل 2014 عندما كان متوجها لمدينة حمص، على أحد الحواجز التابعة لأجهزة مخابرات النظام في كراجات حماة، واقتاده العناصر إلى فرع “المخابرات العسكرية”، حيث جرى التحقيق معه بتهمة خروجه في مظاهرات جامعة حلب وتنظيمها والتحريض عليها، وبعد عدة أيام من وجوده داخل زنزانة منفردة والتحقيق والتعذيب تم تحويله “لفرع فلسطين” بدمشق.

ويتابع الشاب حديثه قائلاً، في فرع فلسطين اشتد عليه التعذيب بشكل لا يوصف من قسوته وبشاعته، حيث تسبب الشبح الخلفي بكسر فقرات من ظهره وكان يشرف على التحقيق ضابط من “يبرود” يدعى “ابراهيم بركات” ويعرف بإجرامه وتفضيعه بالمعتقلين وكان يطفئ سيجارته في أجساد المعتقلين ويصعقهم بالكهرباء ويمارس بحقهم شتى أصناف التعذيب الوحشية، في حين تغيرت التهم الموجهة له وأصبحت قتل وخطف ضباط وإثارة الفتن الطائفية، وبعد مرور 8 أشهر في “فرع فلسطين” نقل إلى فرع” 248 “.

مضيفاً، في الفرع “248” استمر وجوده لمدة ستة أشهر، ومن القصص التي شاهدها أمام عينيه في هذا الفرع وبالتحديد في الزنزانة التي كان يتواجد فيها هي قصة لشاب من بلدة “جديدة عرطوز” وهو ملاكم وحاصل على عدة ميداليات وجوائز سابقاً، اتهم بصناعة العبوات المتفجرة في منزله وتعرض للتعذيب الوحشي لعدة أيام دون أن يعترف، فقاموا باعتقال زوجته ووالدته وأخته وجلبهن للفرع واغتصابهن أمام عينيه، وبعد اغتصابهن أنزوله للزنزانة وما هي إلا عدة دقائق حتى توفي نتيجة جلطة أصابته من شدة الحزن على ما حدث دون أن يستطيع منعهم وقد خرج الدم من أنفه وعينيه وفمه.

أثناء وجود الشاب “ع.ع” في الفرع ” 248″ بدأ يحضر جلسات محاكمة وتغير عدة قضاة قبل أن يصدر حكمه الأخير، وتعاقب على قضيته ثلاثة قضاء وهم” رضا الموسى” من مدينة جبلة في اللاذقية، و”إبراهيم الصالح” من حمص” و” مازن خانكان” وهذا لم يستطع معرفة مدينته، وهو من نطق بالحكم عليه لمدة 11 عام ونقل بعدها إلى سجن”عدرا المركزي” وبعد أشهر من وصوله للسجن استطاع التواصل مع أهله وتوكيل المحامي (إ. ش) من السويداء” الذي طلب مبلغ ثمانية آلاف دولار أمريكي لمساعدته على الخروج، وهنا قام أهله ببيع سيارتهم وقطعة من الأرض ودفعها للمحامي الذي تولى بدوره قضيته وأعاد فتح ملفه أمام المحكمة.

وخرج الشاب (ع.ع) بتاريخ 1 آذار/ مارس 2018 بعد نحو أربعة سنوات من الاعتقال حاملًا الأمراض والآلام النفسية نتيجة ما عاشه وما تعرض له من إذلال وتعذيب نفسي وجسدي، وما شهاده من الأهوال والإجرام بحق المعتقلين.