قريب الأسد قبل ترشحه للرئاسة: الجميع خسر في حرب سوريا

رامي مخلوف يطل في فيديو جديد .. ويعكر صفو ترشح الأسد

48

ظهور مصور جديد، لرامي مخلوف، رجل الأعمال وابن خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يدعو فيه أنصاره للدعاء مدة أربعين يوماً، تبدأ من 15 من الجاري.

وفي التفاصيل، استأنف رامي مخلوف ظهوره المصّور، الخميس، بعد غياب واقتصار على التدوين وحسب، متحدثا عن أزمة سوريا، وداعيا لدعاء يستمر أربعين يوما، ناشرا نص الدعاء الذي ينتهي بعبارة: “وتقهر كل من ظلمنا” في إشارة منه إلى من يسمّيهم ظالميه في النظام السوري.

وفيما رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يستعد لترشيح نفسه هذا العام، للانتخابات الرئاسية، ممهّدا لذلك بخطوات عديدة، كأخبار مكافحة الفساد، والمنح المالية المتواصلة لأنصاره، وتعزيز نفوذ وسائل إعلامه، وإجراء تعيينات عسكرية مختلفة، فاجأه مخلوف بالقول: إن الجميع خاسر، من هذه الحرب السورية.

حشد وتشويش وشعبية
يشار إلى أن إعلام الأسد، ركز في الآونة الأخيرة، على ما وصفه بهزيمة التطرف وانحسار مناطق فصائل معارضيه، واصفا النظام بالرابح والمنتصر، بمعونة من حليفيه البارزين، إيران وروسيا.

وكما لو أن مخلوف “يحشد” على الأسد للتشويش على ترتيبات ترشحه للرئاسة، طلب من أنصاره وغيرهم، البدء بدعاء يستمر 40 يوما بدءا من 15 من الشهر الجاري وفي الساعة الخامسة مساء، صمّمه هو بنفسه، ونشره مكتوبا على حسابه الفيسبوكي، متمنيا لو يستجيب مئات الآلاف لدعوته.

ويقلق أنصار الأسد، وحاشيته الأقرب، من حقيقة شعبية رامي. وتأتي الدعوة التي أطلقها رجل الأعمال، بهدف الكشف عن حقيقة تأثيره في شارع الأسد، وشعبيته. فبحسب ظهور مخلوف الأخير، فإنه تمنى “على السوريين” أن يكون المتفاعلون مع دعوته، بمئات الآلاف، أو “بالملايين” كما قال بالنص، الأمر الذي سيسهّل عليه، إمرار رسالة للأسد، لو تمكن من حشد الملايين، بأن له شعبية في مكان ما، من البلاد، خاصة داخل بيئة الأسد، ثم خارجها.

أجواء تربك التعميمات الإعلامية
من جانب آخر، فإن تصريح مخلوف الموجه للأسد بصفة خاصة، بأن الجميع خاسر من الحرب السورية، يلتقي مع دعوته للحشد المبني على أن الأزمة في “سوريا الأسد” طاحنة وخانقة، وأن الأمور في غاية السوء، على جميع المستويات، ما يترك ظلالا سلبية داخل بيئة النظام التي لا تزال تتلقى أخبارا من إعلامه، عن مدى “قوة” رئيس النظام و”مكافحته” للفساد، وحضوره الشخصي بين أنصاره، باتجاه ترشحه للرئاسة.

من رامي إلى أسماء الأخرس
يذكر أن رامي مخلوف، في الأصل، هو واجهة آل الأسد الاقتصادية والمالية، إلا أن الخلاف نشب بينه وبين ابن عمته بشار الأسد، منذ نهاية 2019، عندما أراد الأسد الاستيلاء على جزء من تلك الأموال “المنهوبة أصلا من السوريين”، بحسب المعارضة السورية ونصوص العقوبات الدولية التي صدرت بحقه منذ عام 2008، لكن مخلوف بحسب فيديوهاته التي بدأ الظهور بها، منذ شهر نيسان أبريل الماضي، رفض منح الأسد بعضا من تلك الأموال، فرد الأسد بمجموعة واسعة من القرارات العقابية ضده، بدعوى وجوب دفعه أموالا طائلة لهيئته الناظمة للاتصالات، في البدايات الأولى لإعلان الخلاف.

ويعتقد على صعيد واسع في سوريا، بأن أسماء الأخرس، زوجة الأسد وضعت يدها على مجمل “العمل الخيري” وغير الخيري الذي كان يقوده ابن خال الأسد، إثر الخلاف الناشب بينهما، منذ شهور.

واستولى رئيس النظام، على مقار جمعية “البستان” المملوكة لابن خاله وأبدلها بواحدة تابعة له تدعى العرين، كأحد الإجراءات الكثيرة التي اتخذها الأسد بحق قريبه، والتي تراوحت ما بين الحجز الاحتياطي على أمواله المنقولة وغير المنقولة، والمنع من مغادرة البلاد، وفسخ عقود سابقة كان أبرمها مع مؤسسات النظام، وتعيين حارس قضائي على أكبر شركاته، وإجراءات أخرى عديدة.

المصدر: العربية

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.