«قسد»: سنهاجم دير الزور قريباً

16

في خطوة مفاجئة، أعلن أحد الفصائل المنضوية تحت لواء «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عن قرب إطلاق هجوم لطرد تنظيم «داعش» من دير الزور، ما يكرس بشكل جلي السعي الأميركي للوصول إلى هذه المحافظة الغنية بالنفط، مع استمرار تقدم قوات النظام نحوها بدعم روسي – إيراني.

وقال أحمد أبو خولة، رئيس «المجلس العسكري لدير الزور» الذي يحارب تحت لواء «قسد» إن الهجوم ربما يبدأ «خلال أسابيع عدة»، بالتزامن مع معركة تحرير مدينة الرقة التي تخوضها قوات «قسد».

وأضاف في تصريحات لوكالة «رويترز»، أمس، «تبدأ عملية تحرير دير الزور قريباً جداً جداً. نحن دخلنا في أراضي دير الزور فحررنا عدة قرى بينها قرى كبيرة».

وكشف أن هناك أربعة آلاف مقاتل، معظمهم من العرب ومن دير الزور، في «المجلس العسكري لدير الزور» الذي يرأسه، مشيراً إلى أن هؤلاء المقاتلين شاركوا في جميع الحملات التي شنتها «قسد» ويقاتلون الآن داخل الرقة.

ورداً على هذه المعلومات، قال الناطق باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون إن التركيز ما زال على الرقة، حيث تتواصل المعارك الطاحنة بين «قسد» و«داعش».

في غضون ذلك، قتل 34 عنصراً من قوات النظام وقوات موالية له إثر هجوم شنه «داعش» لاستعادة مناطق كان الجيش سيطر عليها في محافظة الرقة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ان التنظيم تمكن من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في شرق محافظة الرقة وطرد قوات النظام منها خلال المعارك التي جرت اول من امس.

وكان الجيش السوري وحلفاؤه نجحوا بتطويق التنظيم بشكل كامل في البادية السورية وسط البلاد تمهيداً لبدء المعركة من أجل طرده منها.

ويخوض الجيش السوري بدعم روسي منذ مايو الماضي حملة عسكرية واسعة للسيطرة على البادية التي تمتد على مساحة 90 ألف كيلومتر مربع وتربط محافظات سورية عدة وسط البلاد بالحدود العراقية والاردنية.

ويهدف الجيش السوري من خلال عملياته هذه الى استعادة محافظة دير الزور من «داعش» عبر ثلاثة محاور: جنوب محافظة الرقة، والبادية جنوباً، فضلاً عن المنطقة الحدودية من الجهة الجنوبية الغربية

وذكر المرصد ان «داعش» تمكن من «تحقيق تقدم مهم واستعاد السيطرة… ليوسع سيطرته عند ضفاف الفرات الجنوبية»، موضحاً أنه «تمكن من اعادة قوات النظام على بعد 30 كيلومتراً من الضواحي الغربية لمعدان» آخر معاقل التنظيم في ريف الرقة الشرقي والمتاخمة لدير الزور، والتي تمكنت قوات النظام في وقت سابق من هذا الشهر من الوصول الى اطرافها.

وفي موسكو، أعلن رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية سيرغي رودسكوي، أن تطور الوضع في سورية العام 2015 «كان يشكل خطراً مباشراً على أمن روسيا».

وأثناء مشاركته أمس في فعاليات طاولة مستديرة، في إطار معرض «الجيش-2017»، أشار رودسكوي إلى أن تقدم التنظيم نحو آسيا الوسطى ومنطقتي القوقاز والفولغا الروسيتين كان واضحاً في ذلك الحين.

وذكر ضابط رفيع المستوى أن القوات الجوية الفضائية الروسية نفذت، منذ انطلاق عملياتها في سورية العام 2015، «نحو 28 ألف تحليق قتالي و90 ألف غارة على مواقع للإرهابيين، ما ألحق أضرارا هائلة بالنظام الإداري والبنى التحتية للمتطرفين».

وتطرق الضابط إلى نتائج العمليات الروسية في سورية، موضحاً أن مساحة الأراضي الخاضعة للقوات الحكومية ازدادت 4 أضعاف من 19 إلى 78 ألف كيلومتر مربع بفضل العمليات الروسية، مشدداً على أن الدعم الروسي أتاح للجيش السوري إنجاز «تحول جذري» في سير الحرب الدائرة في البلاد.

من جانبه، أكد رئيس الإدارة العامة لهيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية إيغور كوروبوف أن تعداد عناصر «داعش» المتبقين في سورية يقدر، حسب معلومات استخباراتية روسية، بأكثر من 9 آلاف مسلح، علاوة على أكثر من 15 ألف مسلح، معظمهم سوريون، ينتمون إلى تنظيم «جبهة النصرة».

وقال إن نحو 9 آلاف عنصر من «النصرة» موجودون في محافظة إدلب، كثفوا عملياتهم القتالية ضد فصائل المعارضة المعتدلة في محاولة الاستيلاء على المنطقة، ويرجح أن يكون ذلك قصد منع إقامة منطقة تخفيف التوتر في المحافظة.

وخلال مشاركته في نقاشات الطاولة المستديرة، كشف نائب قائد القوات الجوية الفضائية الروسية سيرغي ميشيرياكوف أن الخبراء العسكريين الروس والسوريين أنشأوا نظام دفاع جوي موحد ومتكامل على الأراضي السورية.

وقال: «في الوقت الحالي، تم إنشاء نظام الدفاع الجوي المتكامل الموحد، حيث جرى دمج المعدات الاستخباراتية الجوية الروسية والسورية في نظام موحد فنياً ومعلوماتياً»، مشيراً إلى أن كل المعلومات الخاصة بالوضع في السماء السورية التي توفرها محطات الرادارات السورية تتلقاها مراكز المراقبة التابعة لمجموعة القوات الروسية في سورية.

المصدر: انفراد