قلق صحي في مناطق النظام السوري والمعارضة والأكراد

31

سجلت سوريا ارتفاعاً قياسيا في حصيلة الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد وتجاوزت عدد الحالات خلال الشهر الحالي بنحو ضعفين منذ بداية تسجيل أول حالة بشهر مارس (آذار) العام الجاري، حيث وصلت عدد الإصابات إلى 608 حالات، في وقت لم تتخط الحالات عتبة 300 إصابة حتى نهاية الشهر الماضي، وارتفع العدد في دمشق ليصل إلى 340 إصابة، في حين سجلت محافظة ريف دمشق 140 حالة، وارتفعت أعداد الحالات المسجلة في شمال غربي البلاد إلى 26 حالة إصابة، فيما أعلنت الإدارة الذاتية شرقي الفرات عن تسجيل 4 إصابات بالفايروس، وفرضت الحجر الصحي على 88 حالة اشتباه بمدينتي القامشلي والحسكة.

وقالت وزارة الصحة بالحكومة السورية في بيان نشر أمس إنها سجلت 24 حالة جديدة ليرتفع العدد إلى 608، ووفاة ثلاث حالات ليصل عدد المتوفين منذ تاريخ تسجيل أول إصابة بشهر مارس (آذار) الماضي إلى 35. وتعافي 184 حالة. وحذر وزير الصحة نزار يازجي في تصريحات صحافية من زيادة ارتفاع الحصيلة المحلية لفيروس كورونا، وقال: «توسع انتشارها أفقياً وعمودياً قد ينذر بتفشي أوسع في حال عدم الالتزام، والتهاون بالإجراءات الوقائية الفردية والمجتمعية»، لافتاً بعدم معرفة دقيقة عن أعداد الوفيات ويعزو السبب إلى: «يمكن أن تكون لعدم الإبلاغ عن حالات مرضية تعالج منزلياً والتأخر بطلب الاستشارة».

كما قررت الحكومة السورية منع صلاة عيد الأضحى المبارك في دمشق وريفها وإغلاق جميع صالات المناسبات، وكلفت جميع الوزارات باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس.

وفي مناطق المعارضة السورية؛ عزلت «حكومة الإنقاذ» المحلية مدينة سرمين التابعة لريف إدلب بعد تسجيل أول حالة إصابة ومخالطتها مع آخرين قادمة من دمشق، وشهدت الأيام الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين وسجلت الطواقم الطبية 26 حالة توزعت معظمها على مدينتي سرمدا بريف إدلب وأعزاز في ريف حلب الشمالي، وكانت أول حالة إصابة بفيروس كورونا تظهر في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، بالعاشر من الشهر الماضي ما أثار مخاوف المدينة المكتظة بالسكان من سرعة انتشار الوباء سيما في مخيمات النازحين.

وحذر فريق «منسقو الاستجابة السوري» من تدهور القطاع الطبي في المنطقة بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في شمال غربي سوريا، وقال قائد الفريق محمد حلاج: «تزداد المخاوف من انتشاره ضمن المخيمات وتحولها إلى بؤرة كبيرة للوباء يصعب السيطرة عليها، فأغلب المخيمات تعاني من شح كبير بالمستلزمات الأساسية الخاصة بمجابهة فيروس كورونا».

وبعد خلوها على مدار أشهر من أي إصابة بفيروس كورونا المستجد، سجلت مدينة القامشلي ومحافظة الحسكة إصابة 4 حالات، وفرضت «منظمة الهلال الأحمر الكردي» الطبية الحجر الصحي على 88 حالة اشتباه، وتدرس «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا فرض حظر عام بعد تسجيل حالات إصابة جديدة بجائحة كوفيد 19. وأغلقت كافة المعابر والمنافذ الحدودية وفرضت الحجر الصحي على كل مسافر مدة 14 يوما، وأوعزت إلى المؤسسات المختصة في المعابر الحدودية اتخاذ الإجراءات الصحية المشددة على البضائع والسائقين.

وقالت منظمة «الهلال الكردي» في بيان نشر على حسابها الرسمي يوم أمس، بأن عدد المخالطين للحالات المصابة الأربعة بفيروس كورونا بلغ 88 شخصاً أغلبهم من مدينة القامشلي: «لم تظهر أي أعراض أو علامات بالإصابة، لكن سيبقى فريق العمليات على تواصل يومي معهم ومع عائلاتهم لمتابعة أي تطور في حالتهم الصحية»، وطلبت المنظمة أن يبقوا في المنازل وعدم الاختلاط مع أي شخص آخر خلال فترة الحجر وحددت مدتها الزمنية 15 يوماً.

وناشد الدكتور جوان مصطفى مدير هيئة الصحة بالإدارة اتخاذ التدابير الوقائية الشخصية، وحذر من دخول المنطقة في مرحلة جديدة وسط مخاوف من انتشار الفايروس بالمنطقة، وقال: «يجب اتباع الإرشادات الصحية بكيفية التعامل مع الجائحة، والتعاون مع اللجان والفرق الصحية من أجل تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار المرض ومعالجة المصابين». وتسبب النزاع الدائر في سوريا منذ 9 سنوات في خسائر فادحة في أنظمة الرعاية الصحية، حيث دُمرت الكثير من المستشفيات وخرجت العديد من النقاط الطبية والعيادات عن الخدمة، وبحسب ناتالي بكداش مندوبة الإعلام بـ«اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بمكتب الحسكة: «من أصل 16 مشفى يعمل مشفى واحد بكامل طاقته، وثمانية مستشفيات تعمل بطاقة جزئية، وسبعة لا تعمل على الإطلاق مع نقص في الغذاء والدواء»، وحذرت بأن هذه الحالة: «لا تستوفي أي منطقة في شمال شرقي البلاد حد الطوارئ وهو 10 أسرة لكل 10.000 شخص».

 

 

المصدر:الشرق الاوسط