قوات أميركية خاصة تنفذ عمليات في الرقة

19

مع احتدام المواجهات الدائرة منذ أكثر من شهر في معقل “داعش” بسورية، كشف المتحدث باسم التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الكولونيل راين ديلون، عن قيام مستشارين عسكريين أميركيين بعمليات داخل مدينة الرقة، موضحا أن معظمهم من القوات الخاصة، ويؤدون مهمة “مشورة ومواكبة” لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد).

وأكد ديلون أن المستشارين الأميركيين، الذين لا يبلغ عددهم المئات، لا يقاتلون بشكل مباشر، بل ينسقون خصوصا الضربات الجوية، لكنهم أقرب من مناطق القتال و”على تماس مع العدو أكبر مما كان عليه الأمر في العراق”.

وذكر أن قوات التحالف لاحظت أن “داعش” بات يستخدم الطائرات المسيرة المفخخة بشكل أكبر، وهو الأسلوب نفسه الذي اعتمده في الموصل، مبينا أنه “في الأسبوع أو الأسبوعين الاخيرين ازداد هذا الأمر مع تقدمنا أكثر في وسط مدينة الرقة”.

كذلك، يستخدم مشاة البحرية الأميركية بطاريات مدفعية دعما للعمليات العسكرية في الرقة. والأربعاء وصفت منظمة “إيروورز” غير الحكومية العمليات العسكرية في مدينتي الرقة والموصل بـ”المدمرة”.

سياسيا، وفي اليوم قبل الأخير من مفاوضات “جنيف 7″، أعلن المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا أنه لم يدفع خلال مفاوضات “جنيف 7” باتجاه عقد مفاوضات مباشرة بين الأطراف، معتبرا ان ذلك “يمكن أن يكون قريبا، ويجب أن يكون نابعا من إرادة السوريين أنفسهم، وعندما يحصل سيبدأ العمل الحقيقي”.

وقال ديمستورا، الذي ذكّر بأن الجولة الحالية ستنتهي اليوم، “نركز الآن على القواسم المشتركة بين الأطراف”، مشيراً إلى أن جلسات أمس كانت مكثفة وبدأت بلقاء وفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري وبعده وفود المعارضة.

وبعد الاجتماع الأول مع وفد الهيئة العليا للمفاوضات، اتهم رئيس وفد المعارضة نصر الحريري النظام برفض الدخول في المفاوضات بشكل جدي، لكنه أشار إلى تقديم مقترحات للانتقال السياسي، وتقدم حصل بشأن القضايا المطروحة مع فرق الأمم المتحدة خلال الاجتماعات الفنية، وأيضا في توحيد المعارضة من خلال فتح بين الهيئة العليا ومنصتي القاهرة وموسكو.

ترامب وبوتين

وعن اجتماعه المطول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة مجموعة العشرين، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، إلى علامة طيبة تظهر أن البلدين يمكنهما العمل معا بشأن قضايا محل اهتمام، ووقف إطلاق النار في سورية مثال على نجاح التعاون مع روسيا.

وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة “سي بي إن”: “وقف إطلاق النار صامد منذ 4 أيام بخلاف الاتفاقات الأخرى، لأن من أبرم الاتفاق هما الرئيس بوتين والرئيس ترامب ولذلك هو صامد”.

إلى ذلك، أعلن الوزير الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن “خبراء من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل سيناقشون في فيينا منطقة تخفيف التصعيد في جنوب غرب سورية”، محذرا من أن “إيران اليوم تجعل من كل سورية، بما في ذلك الجنوب، رأس جسر ضد إسرائيل.

وشدد ليبرمان، في تصريح أمس، “نحن لسنا على استعداد لتمرير ذلك، ولسنا على استعداد للتسليم بذلك، نحن نسعى، بحيث الا يكون لهم أثر هناك وهذا أحد الشروط الرئيسية التي نصر عليها”.

وفي إدلب، فجر انتحاري سيارة ملغومة وسط تجمع لعناصر “هيئة تحرير الشام” أمس الأول، ما أسفر عن مقتل 12 وإصابة العشرات.

وهز الانفجار مصنع نسيج تستخدمه “تحرير الشام”، التي تشن منذ أيام حملة واسعة لضبط خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش في محافظة إدلب.

وفي خان شيخون، أحيا الأهالي ذكرى مرور 100 يوم على مقتل العشرات منهم جراء هجوم بالغازات السامة، وأقفلت المحال التجارية حدادا أمس الأول، وزار ذوو الضحايا المقابر وشاركوا في وقفة احتجاجية، مطالبين بمعاقبة الجناة.

في غضون ذلك، جددت القوات الكردية أمس نفيها التوصل الى اتفاق مع روسيا يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب و”قسد” من منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، تجنبا لهجوم تركي على هذه المناطق.

ونقل المرصد عن مصادر قيادية كردية رفض وحدات الحماية اقتراحات موسكو لنشر شرطة عسكرية روسية أو مدنية تابعة للنظام في القرى والبلدات الواقعة بين مدينة مارع ومنطقة دير جمال، مؤكدة استمرار التوتر في المنطقة نتيجة استمرار القصف المتبادل مع القوات التركية.

وعلى الجهة المقابلة، اندلع حريق ضخم فجر أمس داخل مستودعات للذخيرة في ثكنة للجيش التركي على الطريق السريع بين مدينتي كيليس على الحدود السورية وغازي عنتاب، وترددت أصوات انفجارات الذخائر في المنطقة جراء الحريق الذي لم يتم الكشف عن أسبابه على الفور.

ولاحقا، أفاد المرصد السوري بمقتل ثلاثة مدنيين سوريين بنيران حرس الحدود التركي خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرا إلى ارتفاع عدد قتلى من حاولوا الهرب من العمليات العسكرية منذ مطلع العام الماضي وحتى أمس إلى 233.

 
المصدر: الجريدة