قوات النظام السوري تتقدم غرب مدينة تدمر الاثرية

24

سيطرت قوات النظام اليوم (الاثنين) على طريق استراتيجي لنقل النفط يمر غرب مدينة تدمر وسط سورية التي كان سيطر عليها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) قبل شهر، واقدم أخيراً على تفخيخ مواقعها الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي.

وعلى رغم من إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية وتكثيف قصفها الجوي على انحاء عدة داخل تدمر، فإن أولوية دمشق في الوقت الراهن تتركز على حماية حقول النفط والغاز في محيط تدمر وضمان امن خطوط الامداد المتفرعة منها الى مناطق سيطرة قوات النظام.

وافادت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات اليوم عن «تقدم بري ملموس على الأرض لعناصر المشاة في الجيش في منطقة البيارات الغربية».

وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» أن «تمكنت قوات النظام من طرد الجهاديين خلال اليومين الماضيين من منطقة البيارات».

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن اليوم إن «سيطرة قوات النظام على هذه المنطقة تمكنها من ضمان امن طريق لنقل النفط»، يمتد من «حقل جزل النفطي الواقع على بعد نحو 20 كيلومتراً في شمال غرب تدمر».

واضاف أنه «بات إمكان النظام نقل النفط من جزل عبر البيارات نحو المدن السورية الاخرى الواقعة تحت سيطرة قواته».

وسيطر التنظيم في 21 ايار (مايو) الماضي على مدينة تدمر، بعد اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام استمرت تسعة ايام. وتشتهر المدينة التي تعرف باسم «لؤلؤة الصحراء» بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المدرجة على لائحة التراث العالمي.

وأفاد عبد الرحمن أن «اولوية النظام في الوقت الراهن هي حماية وتأمين حقول النفط والغاز في تدمر ومحيطها، والتي يعتمد عليها في توليد الكهرباء للمناطق تحت سيطرة قواته وتحديداً دمشق وبانياس (الساحل) وحمص».

ورجح الا تهاجم قوات النظام تدمر في الوقت الراهن، باعتبار أن «النظام لا يحظى بحاضنة شعبية داخل المدينة يمكنه الإعتماد عليها لاستعادة السيطرة على تدمر».

ويعد حقل «جزل» الذي استعادت قوات النظام سيطرتها عليه كاملة نهاية الاسبوع الأخير وحقل «شاعر» للغاز آخر حقلين تحت سيطرة قوات النظام في وسط سورية.

وذكرت النشرة الاقتصادية الإلكترونية «سيريا ريبورت» أن حقل «جزل» ينتج ألفي و500 برميل يومياً.

من جهتها، أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية السورية عن تراجع انتاج الغاز من 8.7 بليون متر مكعب، قبل بدء النزاع في العام 2011 الى 3.6 بليون متر مكعب حالياً.

وانخفض انتاج البترول السوري الرسمي العام 2014 الى 9 آلاف و 329 برميلاً في اليوم الواحد، بعدما بلغ 380 الفا قبل بدء النزاع.

وأورد المرصد في بيان أن مقاتلو «داعش» فخخوا امس المواقع الاثرية في تدمر بالالغام والعبوات الناسفة، ما يثير مخاوف جدية حول مصير الإرث التاريخي.

ولم تتضح اهداف التنظيم من التفخيخ وما اذا كان يخطط إلى تفجيرها ام وضعها لمنع تقدم قوات النظام التي باتت موجودة غرب تدمر.

وقال عبد الرحمن اليوم إن «قوات النظام واصلت شن غارات جوية كثيفة على أحياء عدة داخل تدمر».

وابدى الناشط المعارض محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر إن «الوضع في المدينة صعب جداً»، مضيفاً أن «تعرضت منازل إلى التدمير وابيدت أحياء باكملها نتيجة الغارات الجوية لا وجود إلى الكهرباء ضمن المدينة والمياه تصل على نحو متقطع».

في شمال سورية، سيطر المقاتلون الأكراد اليوم على أجزاء واسعة من مقر اللواء 93 في الريف الشمالي لمدينة الرقة أحد أبرز معاقل تنظيم «الدولة الاسلامية»، وذلك بعد اسبوع على خسارة المتشددين مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا والتي تشكل طريق امداد رئيس لهم.

وذكر المرصد أن «وحدات حماية الشعب الكردية مدعمة بالفصائل المقاتلة وطائرات التحالف الدولي سيطرت على أجزاء واسعة من اللواء 93، بعد تراجع عناصر التنظيم في اتجاه المدينة وإلى شرق اللواء».

وسيطر التنظيم على اللواء 93 وهو قاعدة عسكرية لقوات النظام في العام 2014. وفقاً إلى عبد الرحمن، تحظى هذه القاعدة بأهمية لدى المتشددين لأنها «تشرف على عقدة طرق تربط معاقلهم في الرقة بمعاقلهم في محافظات حلب (شمال) والحسكة (شمال شرقي)».

واعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» على موقعها الالكتروني أن «تقدمها في مواجهة التنظيم جنوب تل ابيض»، تزامنا مع عودة مئات السكان إلى المدينة بعد نزوحهم عنها خلال المعارك الماضية.

في موازاة ذلك، تعاني المناطق تحت سيطرة فصائل المعارضة، لا سيما محافظة حلب من شح في الوقود جراء تقنين تنظيم «داعش» دخول المحروقات من مناطق سيطرته في شرق البلاد.

وقال مدير وكالة «شهبا» المحلية في حلب مأمون ابو عمر عبر الانترنت إن «ادى غلاء المحروقات إلى إرتفاع أسعار المواد الغذائية والالبسة والمواصلات وغيرها».

وقالت منظمة «اطباء بلا حدود» اليوم انها «استجابت إلى طلبات تلقتها من مستشفيات تدعمها في شمال سورية» و«وفرت حتى الآن نحو 6 آلاف و200 ليتر من الوقود لـ 15 مرفقاً صحياً في محافظات حلب وادلب(شمال غربي) وحماة (وسط) وإلى شبكات إسعاف». وتخطط إلى تقديم المزيد في الايام المقبلة.

وحذرت المنظمة في تقرير امس من «تداعيات نقص الوقود على الخدمات الطبية، بعد اضطرار مشاف ومراكز طبية إلى الاقفال أو تقليص خدماتها». وتشهد سورية نزاعاً مستمراً منذ اربعة اعوام تسبب في مقتل اكثر من 230 الف شخص.

 

المصدر: الحياة