قوات النظام بدعم المسلحين الموالين لها وبغطاء ناري مكثف تحقق تقدماً واسعاً في البادية السورية جنوباً وعمقاً وتتجه لدعم جبهة التنف

15

تواصل قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها وبغطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي المكثف، عملياتها العسكرية في باديتي حمص الشرقية والجنوبية الشرقية، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان معارك بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جانب آخر، مستمرة بوتيرة عنيفة وبقصف متبادل بين طرفي القتال، وبمشاركة مروحيات قتالية في عمليات التقدم.

 

تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي انسحب بشكل متلاحق من مناطق سيطرته في الريف الجنوبي الغربي لمدينة تدمر، نتيجة القصف المكثف والعنيف، لتتمكن قوات النظام من تحقيق تقدم واسع في هذا المحور، أسفر عن تقدمها إلى مناطق كانت خسرتها منذ أواخر النصف الأول من العام الفائت 2015، ومكَّنت قوات النظام من تحقيق هدفين في وقت متزامن، تجلى الأول في محاصرة مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية في القلمون الشرقي، والثاني في التقدم الواسع على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” واستعادة مئات الكيلومترات المربعة، واستعادة السيطرة كذلك على الطريق الدولي دمشق – تدمر، وتمكنت قوات النظام من الوصول بقواتها المتقدمة من ريف حمص الجنوبي الشرقي إلى مناطق سيطرة قواتها الممتدة من مثلث تدمر – بغداد – الأردن، وصولاً إلى منطقة زوكار والشحمي إلى الشرق باتجاه معبر التنف الحدودي، الذي كانت تنوي قوات النظام التقدم إليه واستعادته على الحدود مع العراق، إلا أن الأمر أثار استياءاً ورفضاً من التحالف الدولي، لتعمد الطائرات الأمريكية إلى قصف رتل لقوات النظام وقتل 8 من المسلحين الموالين للنظام غالبيتهم من جنسيات غير سورية وتدمير آليات وعتاد لقوات النظام، خلال محاولة الرتل التقدم نحو معبر التنف الحدودي.

 

أيضاً فإن قوات النظام تستمر في محاولتها توسيع نطاق سيطرتها بشكل أكبر نحو كامل منطقة العليانية ببادية حمص الجنوبية الشرقية، واتباع تكتيك قضم المناطق على حساب الفصائل المقاتلة المعارضة المدعومة أمريكياً للوصول عبر العليانية إلى منطقة حاجز ظاظا الذي تسيطر عليه قوات النظام، وإجبار الفصائل على الانسحاب من عدد من المناطق قبيل تمكن قوات النظام من حصارها، بالتزامن مع محاولتها تحقيق تقدم على حساب التنظيم في محيط جبال الشومرية، حيث تسعى قوات النظام لتحقيق تقدم نحو منطقة مفرق عقيربات الواقع نحو 30 كلم شرق جبال الشومرية، حيث تدور معارك عنيفة منذ عدة أيام تسعى خلالها قوات النظام لاستعادة السيطرة على مواقع متبقية للتنظيم، وقرى أخرى انتزعها تنظيم “الدولة الإسلامية” من النظام في الأشهر والسنوات الفائتة.

 

أيضاً تدور اشتباكات بشكل متقطع بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المؤلفة من جيش مغاوير الثورة وجيش أسود الشرقية ولواء شهداء القريتين وفصائل مقاتلة أخرى من جهة ثانية، في البادية السورية على محورين متقابلين، هما البحوث العلمية في القلمون الشرقي بريف دمشق، ومنطقة الرحبة بريف السويداء، وتهدف قوات النظام إلى التقدم في المسافة الممتدة بين هاتين الجبهتين واللتين تبعدان عن بعضهما نحو 35 كلم، بهدف فرض حصار على مساحة واسعة من هذه المنطقة وصولاً إلى مناطق قرب محطة تشرين الحرارية ومطار الضمير العسكري