قوات النظام تحقق تقدماً في عدد من المناطق من جبهة أثريا وتقرب المسافة بينها وبين جبهة شاعر لتطويق ريف حماة الشرقي

13

لا تزال البادية السورية تشهد معارك عنيفة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في محافظات حمص وحماة والرقة، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار الاشتباكات في جبهة أثريا، بريف حماة الشمالي الشرقي، تمكنت على إثرها قوات النظام من تحقيق تقدم والسيطرة على عدد من المناطق والقرى والمرتفعات، وصولاً إلى منطقة الفاسدة، حيث علم المرصد السوري أن الاشتباكات تتواصل في محاولة من قوات النظام للمحافظة على مواقعها، وتحصينها ضد هجمات معاكسة ومباغتة من قبل التنظيم، الذي يهدف لاستعادة السيطرة على هذه المناطق التي خسرها، فيما تسعى قوات النظام للوصول إلى منطقة جبل شاعر وحقل توينان، وتنفيذ عمليات تقطيع والتفاف وتطويق للمناطق، ضمن عملية تطويق كبيرة يهدف إليها التنظيم عبر المعارك المستمر في منطقة الكوم وشمال مدينة السخنة، إذ بقيت مسافة أقل من 25 كلم تفصل قوات النظام عن الالتقاء في هذين المحورين “الكوم والسخنة” المتقابلين، بينما تقلصت المسافة إلى نحو 23 كلم بين القوات المتقدمة من محور أثريا، مع القوات المتواجدة في منطقة جبل وحقل شاعر.

كذلك رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ الطائرات الحربية مزيداً من الضربات الجوية التي استهدفت مناطق في معدان والقرى التي استعادها التنظيم خلال الـ 48 ساعة الفائتة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بالتزامن مع اشتباكات مستمرة بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها وقوات العشائر المسلحة والمدربة روسياً من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم في المنطقة، واستعادة ما خسرته من قرى واقعة بين غرب معدان وشرق غانم العلي عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الشرقي، ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر قبل ساعات أنه تشهد البادية السورية معارك عنيفة تزداد ضراوتها يوماً بعد الآخر، في محاولة من قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وإقليمية وآسيوية لتحقيق تقدم واسع ينهي وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظات الرقة وحمص وحماة، ويعيدها إلى سيطرة قوات النظام بعد سنوات من خسارتها لهذه المناطق، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين، في عدد من الجبهات المنتشرة على أراضي هذه المحافظات الثلاث، ومحاور التماس بين جانبي القتال، إذ تشهد محاور منطقة حميمة عند الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور القريبة من الحدود السورية – العراقية، وفي شمال مدينة السخنة التي كانت آخر مدينة يسيطر عليها التنظيم في محافظة حمص، ومحور جنوب غرب منطقة الكوم وشرقها وفي منطقة جبال الشومرية ومحيط جب الجراح على بعد حوالي 50 كيلومتر من مدينة حمص ومحور جبل شاعر، بالإضافة لمحور جنوب أثريا ومحور ريف سلمية الشرقي وريفها الشمالي الشرقي، تشهد جميعها قتالاً عنيفاً تتفاوت وتيرته وفقاً لعنف محاولة التقدم، أو عنف الهجمات المعاكسة، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها، تعمد من خلال المعارك والهجمات المتلاحقة على هذه المحاور، بغطاء من الغارات الروسية والقصف المدفعي والصاروخي، إلى تشتيت التنظيم وإضعاف قوته، من خلال إشعال أكثر من جبهة في الوقت ذاته، لتفريق قوته، والحيلولة دون إرسال إمدادات عسكرية إلى محاور القتال المستعر بين الطرفين، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية”، وقلصت قوات النظام خلال عمليتها المستمرة من المسافة المتبقية لالتقاء قواتها المتقدمة من منطقة الكوم وريف الرقة، بمجموعات قواتها المتقدم شمالاً قادمة من جهة السخنة، وباتت نحو 25 كلم تفصل بينهما لتنفيذ حصار مطبق على نحو 7800 كلم مربع يسيطر عليها التنظيم في محافظتي حمص وحماة.

بيْدَ أنَّ تنظيم “الدولة الإسلامية”، بالرغم من خسارته لقرى وتلال ومواقع ونقاط كثيرة في مناطق سيطرته وخطوط التماس وجبهات القتال مع قوات النظام، خلال الشهر المنصرم منذ الـ 17 من تموز / يوليو الجاري، تاريخ إنهاء وجود التنظيم في القسم الغربي من ريف الرقة الجنوبي، وحتى اليوم الـ 16 من آب / أغسطس تمكَّن التنظيم من استعادة قرى خسرها على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات والتي تقع بين غرب معدان وشرق قرية غانم العلي، بعد هجوم عنيف ومعاكس، أوقع خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، كما أوقعت الاشتباكات في المحاور الأخرى في ريفي حمص وحماة، خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، ليرتفع إلى أكثر من 700 عدد القتلى الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان  منذ الـ 17 من تموز / يوليو الفائت من العام الجاري 2017، تاريخ إنهاء قوات النظام تواجد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” في القسم الغربي من ريف الرقة الجنوبي، وحتى اليوم الـ 16 من آب / أغسطس الجاري من العام 2017، إذ ارتفع إلى 298 على الأقل عدد من قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية ولبنانية وإيرانية وعراقية وأفغانية وفلسطينية، ممن قضوا في هذه الفترة خلال التفجيرات والقصف والاشتباكات مع عناصر التنظيم، من ضمنهم 45 ضابطاً برتب مختلفة، كما ارتفع إلى 403 على الأقل عدد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتلهم في الفترة ذاتها، من ضمنهم قيادات محلية وميدانية و 27 على الأقل ممن فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، كذلك تسبب القصف والمعارك بإصابة العشرات من عناصر الطرفين بجروح متفاوتة الخطورة.