قوات النظام تعاود خرق هدوء مناطق الهدنة عقب مظاهرات واسعة طالبت بـ”الحماية التركية” في نحو 100 منطقة ورفعت العلم التركي

26

عادت قوات النظام لاستهداف مناطق سريان الهدنة الروسي – التركية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً من قبل قوات النظام طال مناطق في بلدة اللطامنة، الواقعة في القطاع الشمالي من ريف حماة، ما تسبب بوقوع أضرار مادية، في حين لم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن، وياتي هذا القصف بعد مظاهرات شهدتها نحو 100 بلدة وقرية ومدينة ومنطقة، في أرياف حلب وحماة وإدلب، والتي خرج فيها آلاف المواطنين يطالبون بإسقاط النظام وبتحرك دولي فاعل تجاه تحضيرات النظام والروس لعملية عسكرية في محافظة إدلب وحماة واللاذقية وحلب، والتي تحشد لها النظام بعشرات آلاف العناصر وأكثر من ألفي عربة مدرعة ومئات الآليات خلال الأسابيع الأخيرة، وشهدت معظم المظاهرات رفع الأعلام التركية بشكل واسع، ممن طالبوا بـ “الحماية التركية وحماية الفصائل”، فيما حمل متظاهرون صورة قاتل السفير الروسي في تركيا، على لافتة للحظة اغتيال السفير الروسي، وكتب على اللافتة “بمثل هؤلاء ننتصر..الأتراك إخواننا”

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر صباح اليوم أنه يسود الهدوء الحذر مناطق الهدنة الروسية – التركية في حلب وحماة وإدلب واللاذقية، منذ ما بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، وحتى اللحظة، وذلك مع اقتراب الهدنة المزعومة من شهرها الأول حيث كان قد جرى توافق بين الجانبين الروسي والتركي وبدأ تطبيقها في 15 من آب / أغسطس الفائت من العام 2018، على صعيد موازي تستمر التحضيرات والتجهيزات للخروج في مظاهرات حاشدة بعد ظهر اليوم الجمعة الـ 14 من أيلول / سبتمبر الجاري، في كل من حماة إدلب وحلب، ضمن استمرار المظاهرات المتصاعدة للأسبوع الثالث على التوالي، وكان المرصد السوري نشر خلال الساعات الفائتة، أنه تعرضت أماكن في قريتي السكيك والخوين بريف إدلب الجنوبي الشرقي، لقصف صاروخي نفذته قوات النظام، لتستمر الخروقات في الهدنة الروسية – التركية المزعوم تطبيقها في حلب وحماة وإدلب واللاذقية، على صعيد متصل رصد المرصد السوري تحضيرات لفعاليات أهلية ومحلية للخروج في مظاهرات حاشدة يوم غد الجمعة للأسبوع الثالث على التوالي وذلك في كل من حلب وحماة وإدلب، حيث كانت مظاهرات خرجت في الأسبوعين الماضيين طالب المتظاهرون من خلالها بإسقاط النظام والتنديد بالمجتمع الدولي ومواقفه مع حشودات قوات النظام للهجوم على محافظات إدلب، كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق استشهاد 53 شخصاً منذ الـ 15 من آب / أغسطس الفائت وإلى اليوم الـ 13 من أيلول / سبتمبر الجاري من العام 2018، هم 3 مواطنين بينهم طفلان استشهدوا في قصف للطائرات المروحية التابعة للنظام بالبراميل المتفجرة، و15 مواطناً بينهم 5 أطفال ومواطنتان استشهدوا في القصف من قبل قوات النظام بالقذائف الصاروخية والمدفعية، وعلى مناطق سريان الهدنة التركية – الروسية في إدلب وحماة وحلب، و17 مواطناً بينهم 7 أطفال و4 مواطنات استشهدوا في قصف للطائرات الحربية الروسية، والشهداء جميعهم قضوا في محافظات إدلب وحماة وحلب، غالبيتهم الساحقة في إدلب وحماة، كما قضى 7 مقاتلين من الفصائل المقاتلة والإسلامية جراء القصف الجوي والقصف من قبل قوات النظام على ريفي إدلب وحماة، أيضاً استشهد 11 مواطناً بينهم 5 أطفال و5 مواطنات، جراء سقوط قذائف أطلقها فصيل أنصار التوحيد على مدينة محردة التي تسيطر عليها قوات النظام في ريف حماة الشمالي الغربي، كما أصيب عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

كما كان المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أمس ما حصل عليه من معلومات من عدد من المصادر الموثوقة، والتي أكدت للمرصد السوري أن القوات التركية تعمل من خلال زيادة تحشدها، على حماية ما أسمته المصادر بـ “مناطق تعود ملكيتها للأتراك”، ضمن محافظة إدلب، الواقعة في الشمال السوري والتي تشهد تحضراً لعملية عسكرية قد تطلقها قوات النظام وحلفاؤها في أي وقت، في حال لم يجرِ التوصل لتفاهم روسي – تركي حول مستقبل المحافظة، ومستقبل التنظيمات الجهادية كالحزب الإسلامي التركستاني وتنظيم حراس الدين وهيئة تحرير الشام العاملة في المحافظة، وأكدت المصادر للمرصد السوري أن هناك 15 قرية تقع في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف إدلب، في المنطقة الممتدة بين معرة النعمان ومنطقة سنجار، من ضمنها الصيادي والبرسة والخيارة وصراع وصريع، حيث تعود ملكيتها إلى الأتراك، منذ زمن التواجد العثماني في المنطقة، وهذا ما دفع الأتراك للتدخل بقوة بحسب المصادر واستقدام قوات عسكرية كبيرة وأعداد كبيرة من العناصر والمعدات والذخيرة والآليات وتحصين نقاطها العسكرية المتركزة في إدلب وحماة وحلب.

المصادر الموثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تركيا تعتمد على ملكيتها لهذه المناطق، على سندات تمليك وثبوتيات لملكيتها لهذه القرى، وما يدعم ذلك هو تعمد تركيا لإنشاء 3 نقاط مراقبة واقعة شرق الطريق الدولي المار من محافظة إدلب والواصل بين الحدود السورية مع تركيا والحدود السورية – الأردنية، كما تعتمد تركيا على ثبوتيات مماثلة لإثبات ملكيتها في مناطق مثل جرابلس ومنبج ومناطق دفن قادة عثمانيين وأضرحة تتبع للزمن ذاته، ضمن الأراضي السورية، فيما كان المرصد السوري رصد قبل أيام اجتماعاً تضمن مطالب قدمها ممثلو المناطق في ريف إدلب الغربي، إلى القوات التركية، تعلقت بـ “المطالبة بالحماية التركية من خلال منع قوات النظام من قصف هذه المناطق، ومصير هذه المناطق وموقف تركيا الرسمي في حال نفذت قوات النظام تهديدها بشن هجوم على المنطقة، والمطالبة بمساهمة ومساعدة الأخوة الأتراك في تفعيل الخدمات الأساسية”، في المناطق التي تقع ضمن مناطق حمايتهم مثل جسر الشغور وقرى ريفها الغربي والغاب، وبخاصة ترميم المدارس والمستوصفات والمشافي ومؤسسات الماء والكهرباء وطرق المواصلات البرية الواصلة بين القرى والبلدات، وقطاع الاتصالات، التي تعرضت للأضرار البالغة  خلال الأعوام السابقة، والمطالبة بضم منطقتي جبلي الأكراد والتركمان إلى نقاط الحماية التركية حتى العمق كمناطق ونواحي ربيعة، كنسبا وسلمى، مما سيساهم في عودة أهالي هذين الجبلين إلى قراهم، وتخفيف أعداد النازحين في مخيمات النزوح، المنتشرة بالقرب من الحدود التركية، التي يعيش الناس فيها في ظروف مأساوية.

وجاء حينها الرد التركي على الشكل التالي خلال الاجتماع:: “لا تغيير على موقف تركيا بشكل كامل وحرفي حيال مسؤوليتها عن حماية المناطق الخاضعة لإشرافها، ضمن مهمتها في جسرالشغور وريفها الغربين وسهل الغاب، وأنه تم وقف القصف منذ 15 يوماً على ناحية بداما والناجية ومحيطهما بموجب تدخل رسمي تركي وطلب رسمي من الأطراف المؤثرة في هذا الشأن، كما أنه لم يتغير الموقف الرسمي التركي نهائيا بشأن رئيس النظام السوري، فيما ستعمل تركيا على منع قيام النظام لأي معركة في الريف الغربي لإدلب، ولن تسمح بذلك مع الطلب من الفصائل على أن تكون بجهوزية كاملة في حال حصول أي متغيرات، فيما سيرفع طلب لأنقرة من أجل الخدمات وكذلك ترميم المدارس، بالإضافة لطلب سيرفع بشأن المطالبة بعودة جبلي الأكراد والتركمان ووضعهما تحت الحماية التركية وعودة سكانهما إليهما””، كما كان المرصد السوري رصد قبل أيام، توقيع كل من “مجلس مدينة خان شيخون، مجلس تجمع أم الخلاخيل، مجلس خفسين، مجلس تجمع البرسة، مجلس صراع، مجلس معرشمشة، مجلس جرجناز، مجلس التح، مجلس كفر سجنة، مجلس معصران، مجلس الفرجة، مجلس معرشمارين، مجلس معرشورين، مجلس الدير الشرقي، مجلس الهلبة”، ومجالس أخرى عاملة في ريف محافظة إدلب، على بيان وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة منه وجاء فيه، “نتيجة لما يحاك في منطقتنا من مؤامرات داخلية وخارجية، فإننا نؤكد على مايلي:: تمسكنا بثوابت الثورة السورية المباركة، المحافظة على حرمة دماء شهدائنا، نرفض رفضاً قاطعاً أي تدخل للعاصبة الأسدية أو المحتل الروسي إلى منطقتنا، كل شخص داخل العصابة الأسدية يدعي أنه يمثل أي قرية أو بلدة في المحرر فهو لا يمثل إلا نفسه، نطالب الحكومة التركية بالتدخل الفوري والسريع بتطبيق الوصاية التركية، ونتعد بمساعدة الأخوة الأتراك بإدارة المنطقة، كما نطالبهم بتفعيل وتنشيط عمل المؤسسات التعليمية والخدمية والصحية وغيرها في المحرر””