قوات النظام تُطبِق الحصار على «داعش» في حمص وحماة.. والمعارضة تحذّر من مجازر

23

أطبقت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها الحصار على مسلحي تنظيم «داعش»، في ريفَي محافظتَي حمص وحماة وسط سورية، وسط مخاوف من حدوث مجازر في تلك المناطق، في حين دعت الأمم المتحدة إلى هدنات في القتال ضد التنظيم في مدينة الرقة لإفساح المجال للمدنيين للخروج منها هرباً من المعارك الطاحنة.

وتفصيلاً، قال مصدر عسكري سوري، أمس، إن «الجيش السوري والقوات الرديفة فرضا حصاراً على مسلحي تنظيم داعش في مساحة تقدر بنحو 2000 كم مربع في ريف حمص الشمالي الشرقي، بعد سيطرتهما على جبل الضاحك وخربة الطلاع ووادي أبوقلة، والتقائهما بالقوات الموجودة شمال مدينة السخنة، وأوقعا قتلى وجرحى في صفوف تنظيم داعش».

وأضاف المصدر أن «القوات العاملة على جبهة عقيربات في ريف حماة الشمالي الشرقي، فرضت سيطرتها الكاملة على بلدة جنى العلباوي والتلال المحيطة بها بريف حماة الشرقي».

وأكد المصدر: «لم يعد أمام عناصر داعش طريق سوى الاستسلام وتسليم أنفسهم للجيش السوري، وإن القرار اتخذ بقتالهم حتى النهاية».

وأبدى القائد العسكري خشيته من أن «يتخذ مسلحو داعش من المدنيين في تلك المناطق دروعاً بشرية، ويطالبوا بخروجهم إلى ريف دير الزور».

ودعا مصدر مسؤول في المعارضة «الأمم المتحدة للتدخل وإنقاذ سكان منطقة عقيربات ومناطق ريف حمص الشرقي التي أصبحت تحت حصار قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، من مجازر بحق سكان تلك المناطق، بحجة قتال عناصر تنظيم داعش، الذين يقدر عددهم في منطقة عقيربات بأكثر من 10 آلاف مدني، يقطنون المنطقة التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي عنيفين على مدار الساعة، وأن مجزرة ارتكبت بحقهم قبل يومين، إضافة إلى المنطقة التي فرضت قوات النظام حصاراً حولها، والتي تمتد من شمال تدمر إلى جنوب الرصافة، والسخنة شرقاً إلى حقل الشاعر غرباً، مع مساعي قوات النظام لفصل هذا الجيب إلى قسمين أيضاً لتسهل السيطرة عليه».

وأوضح المصدر أن «تنظيم داعش صد، أمس، محاولة تقدم لقوات النظام على محور خط البترول جنوب قرية قليب الثور شرقي حماة، وأن قتلى وجرحى من قوات النظام سقطوا في الهجوم».

وفي ريف الرقة، أعلن تنظيم «داعش» أن أكثر من 50 عنصراً سقطوا بين قتيل وجريح في صفوف القوات السورية والمسلحين الموالين لها، بعد هجوم شنه صباحاً على أطراف قرية «الغانم علي» في ريف الرقة الجنوبي الشرقي.

من جانبه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي في مدينة السخنة بمحافظة حمص، وأضاف المرصد، في بيان، أن قوات الحكومة تمكنت من حصار المنطقة المتبقية الخاضعة لسيطرة «داعش» في غرب السخنة، ووصف المرصد ذلك الحصار بأنه «الأكبر» منذ بدء معارك قوات الحكومة ضد التنظيم مطلع العام الجاري.

وكان المرصد قد ذكر، الاثنين الماضي، أن القوات الحكومية حققت «تقدماً مهماً»، وسيطرت على بلدة الطيبة وعلى تلال ومرتفعات قريبة منها، «ما مكنها من تحقيق تقدم نحو السخنة».

من جهتها، دعت الأمم المتحدة، أمس، إلى هدنات في القتال ضد تنظيم «داعش» في مدينة الرقة لإفساح المجال للمدنيين للخروج منها هرباً من المعارك الطاحنة.

وتمكنت «قوات سورية الديمقراطية»، وهي تحالف من المقاتلين العرب والأكراد، بدعم من طائرات التحالف، من استعادة 60% من أراضي الرقة التي كانت تحت سيطرة التنظيم، إلا أن 25 ألف مدني مازالوا عالقين في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.

وصرح رئيس بعثة الشؤون الإنسانية الدولية في سورية، يان إيغلاند، للصحافيين في جنيف: «الآن هو الوقت المناسب للتفكير في الاحتمالات والهدنات، أو غيرها من الأمور التي يمكن أن تسهل فرار المدنيين».

وذكرت منظمة العفو الدولية أن سكان الرقة يواجهون حالة من «التيه القاتل»، بسبب تعرضهم لإطلاق النار من جميع الجهات، مع استمرار ارتفاع عدد قتلى الضربات الجوية التي يشنها التحالف وقصف «قوات سورية الديمقراطية».

وقال إيغلاند إن أي هدنة إنسانية لن تشمل بالطبع تنظيم «داعش» الذي يفعل «كل ما بوسعه لاستخدام المدنيين دروعاً بشرية».

وأضاف: «لقد دعت الأمم المتحدة جميع منظمات الإغاثة والمنظمات الإنسانية، اليوم، إلى ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لتمكين السكان من الفرار من الرقة». ويشارك في المهمة العديد من الدول التي تدعم «قوات سورية الديمقراطية» بما فيها الولايات المتحدة.

وقال إيغلاند «لا يمكن تعريض الأشخاص، الذين يتمكنون من الخروج، للقتل بالغارات الجوية».

وأضاف إيغلاند «لا أستطيع أن أتخيل مكاناً أسوأ من ذلك المكان على وجه الأرض الآن».

وسعت الأمم المتحدة في السابق إلى التوصل إلى هدنات إنسانية، وكانت تنجح في ذلك في بعض الأحيان، خصوصاً في حلب التي واجه فيها المدنيون المحاصرون نقصاً حاداً في الغذاء والماء.

المصدر: الامارات اليوم