قوات النظام وحزب الله يقصفان بعنف مضايا المحاصرة من قبلهما ويواصلان محاولات توسعة نطاق سيطرتهما في وادي بردى بغطاء من القصف المكثف

28

محافظة ريف دمشق- المرصد السوري لحقوق الإنسان:: أصيبت مواطنة بجراح إثر إطلاق قوات النظام لنيران قناصتها على مناطق في بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية، في حين شهدت مدينة مضايا المحاصرة قصفاً عنيفاً من قبل قوات النظام مناطق أسفر عن أضرار مادية وسقوط جريحين على الأقل، جراء القصف الذي يستهدف بشكل متكرر المدينة المحاصرة منذ منتصف العام 2015، والتي تعاني من حصار مطبق نفذته قوات النظام وحزب الله اللبناني على المدينة يقطنها نحو 40 ألف نسمة، بينهم حوالي 20 ألفاً نزحوا إليها قادمين من مدينة الزبداني التي شهدت معارك ضارية وقصفاً مكثفاً بآلاف القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة من قبل قوات النظام وطائراتها، ومن مناطق أخرى محاذية لمضايا والزبداني، كما استشهد وجرح العشرات من أبناء المدينة بانفجار الألغام وقذائف ورصاص قناصة الفصائل وقوات حزب الله اللبناني، وجراء الجوع ونقص الأدوية والأغذية ونتيجة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المدينة.

 

على صعيد متصل تستمر الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف في محيط عين الفيجة ومحاور أخرى في الوادي بين الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام من جهة، وحزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محاولة للأخير تحقيق تقدم جديد والسيطرة على مزيد من المناطق، وتوسيع نطاق سيطرته العسكرية داخل قرى وبلدات الوادي، التي تشهد منذ صباح اليوم قصفاً مكثفاً من قوات النظام والطائرات الحربية والتي استهدفتها بعشرات الضربات الجوية والصاروخية والمدفعية بالتزامن مع فتحها نيران رشاشاتها الثقيلة على قرى وبلدات وادي بردى وجرودها، فيما لم ترد إلى الآن معلومات عن الخسائر البشرية.

 

جدير بالذكر أن مسلحين مجهولين اغتالوا قبل أيام رئيس لجنة التفاوض في وادي بردى، بعد أقل من 24 ساعة على تكليفه من قبل رئيس النظام السوري بشار الأسد لإدارة شؤون المنطقة والإشراف على عملية إعادة ضخ المياه إلى العاصمة دمشق، وتنسيق الأمور مع كافة الجهات المتواجدة في الوادي، وأن يجري تطبيق بنود الاتفاق، على أن يدخل عناصر من شرطة النظام بسلاحهم الفردي إلى منطقة نبع عين الفيجة للإشراف على الأمور الأمنية، كما عدلت سلطات النظام في أحد شروط الاتفاق وهي إتاحة المجال لكافة المقاتلين السوريين المتواجدين في وادي بردى من داخل قراها وخارجها، والراغبين في “تسوية أوضاعهم”، بتنفيذ التسوية والبقاء في وادي بردى، في حين من لا يرغب بـ “التسوية”، يحدد مكان للذهاب إليه وتسمح له قوات النظام بالخروج إلى المنطقة المحددة، فيما يقوم أهالي الوادي من المنشقين والمطلوبين لخدمة التجنيد الإجباري، بأداء خدمتهم في حراسة المباني الحكومية ومحطات ضخ المياه ونبع الفيجة، وسيتم لاحقاً البدء بإعادة تأهيل المناطق المتضررة نتيجة القصف الجوي والمدفعي والصاروخي والعمليات العسكرية التي شهدتها قرى وبلدات وادي بردى بين قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام من جهة أخرى، في حين كانت مصادر موثوقة أكدت للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن المقاتلين الغير سوريين غير مشمولين باتفاق “تسوية الأوضاع والمصالحة”، وسيجري إخراجهم من وادي بردى، نحو مناطق خارجها.