قوات النظام ونخبة حزب الله يقلصان المسافة إلى نحو 6 كلم بينهم وبين مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري في استمرار لرسم الحدود مع قوات عملية “درع الفرات”

22

تتواصل الاشتباكات في الريف الشمالي الشرقي لحلب، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك العنيفة تستمر بين قوات النظام المدعمة بقوات نخبة حزب الله والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، في شرق بلدة تادف، في عملية تقدم للنظام وتوسيع لنطاق السيطرة على حساب التنظيم، الذي يحاول النظام بدعمة إسناد من المدفعية الروسية ومقاتلي النخبة من حزب الله، تقليص مناطق سيطرتها عبر التقدم نحو مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، بغية حصار أكثر من 13 قرية خاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، أو إجبار الأخير على الانسحاب من القرى الـ 13، كما علم المرصد السوري أن قوات النظام تمكنت قبل قليل من السيطرة على قرية جب الحمام القريبة لتصبح المسافة من 5 – 6 كلم عن مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان كان نشر صباح اليوم أنه وبعد تقدم قوات النظام والمسلحين الموالين لها وقوات النخبة من حزب الله اللبناني، والسيطرة على قريتين على الأقل، أتاح لها هذا التقدم تقليص المسافة المتبقية بين المواقع التي تقدمت إليها قوات النظام ومناطق سيطرة قوات مجلس منبج العسكري، إلى نحو 7 كلم، وتهدف قوات النظام من خلل هذا التقدم، إلى رسم الحدود مع القوات التركية والفصائل العاملة في “درع الفرات”، عند طريق الباب – الحسكة، باستثناء 3 قرى في شرق الطريق خاضعة لسيطرة قوات عملية “درع الفرات”، كما أن هذا التقدم سيتيح لقوات النظام محاصرة 13 قرية على الأقل أو إجبار تنظيم “الدولة  الإسلامية” على الانسحاب منها قبل محاصرتها.

 

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة، أن هناك أوامر روسية لقوات النظام والقوى الموالية لها العاملة على خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل المقاتلة والإسلامية لـ “درع الفرات”، بعدم الاحتكاك أو الاشتباكات مع الأخيرة لأي سبب كان، وعدم الرد على أية إطلاقات نارية تأتي من طرف قوات عملية “درع الفرات”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر أن قوات النظام المدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية دخلت أمس الأحد الـ 26 من شباط / فبراير الجاري، بلدة تادف الواقعة جنوب مدينة الباب، وذلك عقب انسحاب  تنظيم “الدولة الإسلامية” منها منذ يوم أمس الأول، فيما كان المرصد السوري نشر أن قوات النظام المدعمة بمسلحين موالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بدأت بالتوجه من ريف دير حافر الشمالي وريف الباب الجنوبي الشرقي، باتجاه بلدة الخفسة الاستراتيجية الواقعة قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات، والتي تحتوي محطة لضخ المياه إلى مدينة حلب، بعد استجرارها من نهر الفرات، وهذه المعارك التي لا تزال على بعد نحو 21 كلم من الخفسة، تصاعدت وتيرتها خلال الأيام الأخيرة مع انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الباب وبلدتي بزاعة وقباسين.

 

جدير بالذكر أن المرصد السوري نشر أمس الأول السبت ما حصل عليه من معلومات من مصادر موثوقة، أكدت أن تنظيم “الدولة الإسلامية” سحب معظم عناصره من بلدة تادف الواقعة بريف الباب الجنوبي، بالتزامن مع انتهاء عملية انسحاب التنظيم من الباب وبزاعة وقباسين والتمشيط الذي جرى فيها من قبل الفصائل العاملة ضمن “عملية “درع الفرات” والقوات التركية لهذه المناطق آنفة الذكر، وأنه لا يزال مجهولاً مصير تادف، فيما إذا كانت ستكون من نصيب قوات النظام، أم أنها من نصيب القوات التركية ضمن الاتفاق السري الذي جرى بين الروس والأتراك حول تقاسم النفوذ في محافظة حلب، حيث أن عملية سحب تنظيم “الدولة الإسلامية” لعناصره من تادف، تأتي بالتزامن مع تمكن قوات النظام من تحقيق هذا التقدم السابق الذكر، والالتفاف حول المساحة الترابية التي تركت له من قبل النظام والقوات التركية في جنوب غرب منطقة الباب، والتي تمت عبرها عملية انسحاب التنظيم نحو الريف الجنوبي الشرقي للباب.

 

أيضاً يهدف هذا التقدم الذي يتجه نحو شرق المناطق التي تقدمت إليها قوات النظام في ريف حلب الشرقي، مدعمة بقوات النخبة من حزب الله اللبناني وبإسناد من المدفعية الروسية، إلى الوصول إلى أطراف مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية في غرب نهر الفرات، حيث نشر المرصد أن هذا التقدم يأتي في سياق محاولة إجبار تنظيم “الدولة الإسلامية” على الانسحاب من عدد كبير من القرى التي تدخل في حصار من قبل 3 أطراف عسكرية هي قوات مجلس منبج العسكري من جهة، وقوات “درع الفرات والقوات التركية من جهة ثانية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة ثالثة.