قوات تدعمها أمريكا تفتح جبهة كبرى في الحرب السورية

20

فتح آلاف المقاتلين الذين تساندهم الولايات المتحدة جبهة جديدة كبرى في الحرب السورية ببدء هجوم يهدف لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مناطق يسيطر عليها في شمال سوريا ويستخدمها كقاعدة لوجيستية ووردت أنباء يوم الأربعاء عن أن الهجوم يحقق تقدما سريعا.

وتهدف العملية التي بدأت يوم الثلاثاء بعد أسابيع من التحضير لمنع وصول الدولة الإسلامية إلى أراض سورية بطول الحدود التركية طالما استغلها المتشددون لنقل مقاتلين أجانب من أوروبا وإليها.

وقال مسؤول عسكري أمريكي “إنها مهمة نظرا لأن هذا آخر ممر لهم” إلى أوروبا.

وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم إن عددا صغيرا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية سيدعم الهجوم على الأرض وإن تلك القوات ستعمل كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة.

وأضاف المسؤولون “سيكونون على مقربة بقدر ما ينبغي لهم كي يستكمل (المقاتلون السوريون) العملية. لكنهم لن يشاركوا في قتال مباشر.”

وستعتمد العملية أيضا على دعم الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي نفذ 18 غارة جوية على مواقع للدولة الإسلامية قرب منبج يوم الثلاثاء بينها ست وحدات تكتيكية للمتشددين ومقران للقيادة وقاعدة للتدريب.

* هجوم

جعلت الولايات المتحدة طرد التنظيم من آخر مناطقه على الحدود التركية أولوية قصوى للحملة العسكرية التي تقودها ضد الدولة الإسلامية. ويسيطر التنظيم على نحو 80 كيلومترا من الحدود الممتدة إلى الغرب من جرابلس‎‎.

لكن بعض ضباط الجيش والمخابرات الأمريكيين يحذرون من أن الدولة الإسلامية أثبتت قدرتها على التأقلم وتغيير التكتيكات.

ففي العراق على سبيل المثال واجه التنظيم فقد بعض الأراضي وخسائر أخرى بشن هجمات في بغداد مقر الحكومة التي يقودها الشيعة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات جوية تقودها الولايات المتحدة دعما للعملية البرية قتلت 15 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال قرب منبج في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضاف أن تحالف قوات سوريا الديمقراطية وهو القوة التي تشن الهجوم لاستعادة الأراضي المعروفة باسم باب منبج قد سيطرت على 16 قرية وباتت تبعد 15 كيلومترا فقط عن بلدة منبج نفسها.

وقال مسؤولون أمريكيون إن العملية ستتشكل في أغلبها من عرب سوريين بدلا من قوات وحدات حماية الشعب الكردية التي ستشكل نحو الخمس أو السدس فقط بالقوة الإجمالية.

وينظر لهذا بوصفه أمرا مهما لتركيا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تعارض أي توسع جديد للأكراد في الأراضي المتاخمة لحدودها.

وتعتبر تركيا مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تسيطر على 400 كيلومتر متصلة من الحدود التركية السورية جماعة إرهابية وغضبت أنقرة من الدعم الأمريكي لهذه القوات في معركتها ضد الدولة الإسلامية بسوريا.

لكن المرصد قال إن وحدات حماية الشعب تشكل غالبية المقاتلين المشاركين في هجوم تحالف قوات سوريا الديمقراطية.

ولم يتسن الحصول على تعليق على الفور من تحالف سوريا الديمقراطية أو وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال المسؤولون الأمريكيون لرويترز إن وحدات حماية الشعب ستقاتل فقط للمساعدة في طرد الدولة الإسلامية من المنطقة المحيطة بمنبج. وتفيد خطط العمليات بأن المقاتلين العرب السوريين سيتولون إعادة الاستقرار والأمن فور رحيل مقاتلي الدولة الإسلامية.

وقال المسؤول “بعد أن يسيطروا على منبج. الاتفاق يقضي بألا تبقى وحدات حماية الشعب الكردية… ولذلك ستكون القوات العربية هي من يسيطر على أراض عربية تقليدية.”

* حساسيات تركية

وقال مسؤول أمريكي إن تركيا تدعم الهجوم لكن مسؤولا آخر أوضح أنه لا يتوقع من تركيا مشاركة مباشرة في العمليات العسكرية.

وذكر مصدر عسكري أن واشنطن أبلغت أنقرة بشأن الهجوم لكن أنقرة لا تستطيع دعم العملية بسبب مشاركة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية ولوقوع المنطقة خارج مرمى المدفعية المتمركزة في تركيا.

غير أن تركيا تقصف منذ أسابيع مواقع للدولة الإسلامية في شمال سوريا عبر الحدود.

وتنفذ العملية قبل محاولة من قوات سورية تدعمها الولايات المتحدة للتقدم صوب مدينة الرقة معقل الدولة الإسلامية الرئيسي في سوريا والتي تمثل هدفا أساسيا للمخططين العسكريين الأمريكيين.

وقال المسؤول العسكري الأمريكي إن طرد الدولة الإسلامية من باب منبج سيساعد في تشديد عزلة المتشددين وتقويض قدرتهم على إيصال الإمدادات إلى الرقة.

ووافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على نشر حوالي 300 من عناصر القوات الخاصة الأمريكية للعمل على الأرض في مواقع سرية داخل سوريا للمساعدة في التنسيق مع قوات محلية لقتال الدولة الإسلامية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن أحد جنودها أصيب شمالي الرقة في مطلع هذا الأسبوع.

ووحدات حماية الشعب الكردية هي الحليف الأكثر فعالية على الأرض لحملة الغارات الجوية الأمريكية ضد الدولة الإسلامية واستعادت العام الماضي أراضي شاسعة من قبضة التنظيم في محافظة الحسكة.

وتأمل الولايات المتحدة أن يؤدي النجاح لمشاركة عدد أكبر من العرب في سوريا في قتال المتشددين واستعادة الأراضي منهم.

لكن مسؤولين أمريكيين يحذرون من أن السيطرة على أراض لن تؤدي للقضاء على الدولة الإسلامية التي “تغلغلت” في العراق وسوريا وتمددت أيضا في ليبيا وأفغانستان وغيرهما.

وقال أحد المسؤولين “سيكون من المبكر القول إن المكاسب في سوريا- حتى إذا استمرت- ستؤدي لإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية.”

وقال “هذه ليست دولا لتستسلم” مضيفا أن الأفكار التي تحركهم “يصعب القضاء عليها”.

 

المصدر:swissinfo