قوات تدعمها واشنطن تشن هجوما على الرقة في سوريا

17

قال تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعوم من الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنه بدأ معركة لانتزاع السيطرة على مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في مزيد من الضغوط على التنظيم الذي تتراجع خلافته التي أعلنها في سوريا والعراق.

وقال العميد طلال سلو المتحدث باسم التحالف في حديث هاتفي مع رويترز إن العملية بدأت يوم الاثنين وإن المعركة “ستكون قوية لأن داعش سيستميت للدفاع عن عاصمته المزعومة”.

ويتزامن الهجوم مع المراحل الأخيرة من الحملة العسكرية المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الموصل العراقية من الدولة الإسلامية.

كان تنظيم الدولة الإسلامية انتزع السيطرة على المدينة من جماعات معارضة في عام 2014 واستخدمها كقاعدة للتخطيط لعمليات في الغرب.

وقالت قائدة الحملة العسكرية في الرقة روجدا فلات لرويترز إن الهجوم بدأ على منطقة المشلب عند مشارف المدينة من ناحية الجنوب الشرقي مؤكدة تقريرا سابقا بهذا المضمون من المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال سلو عبر الهاتف من منطقة مزرعة الحكومية، التي تبعد عشرة كيلومترات إلى شمالي الرقة “التحالف له دور كبير جدا لنجاح العمليات… إضافة للطيران هناك قوات تابعة للتحالف تعمل جنبا إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية”.

وقال شاهد من رويترز في المنطقة إنّه يسمع أصداء القصف المدفعي والغارات الجوية من بعيد.

وقال التحالف بقيادة الولايات المتحدة إن معركة الرقة ستكون “طويلة وصعبة” لكنها “ستوجه ضربة قاصمة لفكرة داعش على أنها خلافة موجودة”.

نقل بيان التحالف عن قائد التحالف اللفتنانت جنرال ستيف تاونسند قوله “من الصعب إقناع المجندين الجدد (بالانضمام) إلى داعش كقضية رابحة بعد خسارتها عاصمتيها في العراق وسوريا”.

وأضاف تاونسند “شهدنا جميعا الهجوم الشنيع في مانشستر ببريطانيا… داعش تهدد كل دولنا وليس فقط العراق وسوريا ولكن أيضا داخل دولنا. هذا لا يمكن أن يستمر”.

ومضى قائلا “ما إن تهزم داعش في الموصل و(الرقة) سيكون أمامنا خوض المزيد من القتال الشرس”.

وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف إنه خلال الفترة بين ظهر الاثنين وظهر يوم الثلاثاء قصفت طائرات ومدفعية التحالف وحدات تكتيكية للتنظيم ومواقع قتالية ومركبات ومخزن أسلحة.

وأضاف أن التحالف دمر 19 قاربا كان المتشددون يستخدمونها لنقل المسلحين والعتاد عبر نهر الفرات وهو وسيلتهم الوحيدة للوصول إلى المدينة من الأراضي التي يسيطرون عليها على الضفة الجنوبية.

وحذر مسؤولون أمنيون في الغرب من زياد احتمالات شن هجمات مثل تفجير مانشستر الشهر الماضي وهجوم لندن يوم السبت مع خسارة تنظيم الدولة الإسلامية أراض في سوريا والعراق. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجومين.

وقال محمد الشاكر المتحدث الرسمي باسم قوات النخبة السورية (العربية) التي انضمت إلى قوات سوريا الديمقراطية في فبراير شباط إنها دخلت حي المشلب بدعم جوي من طائرات التحالف.

وأضاف “قوات النخبة السورية دخلت منذ ساعة أو ساعتين أول أحياء مدينة الرقة وهو حي المشلب (انطلاقا) من الجهة الشرقية… طبعا بإسناد من قوات التحالف الدولي، إسناد جوي ودعم لوجستي على الأرض”.

كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على عدد من المباني في منطقة المشلب كما هاجمت ثكنات عسكرية والفرقة 17 عند مشارف الرقة الشمالية.

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف من مقاتلي التنظيم المتشدد يعتقد أنهم متحصنون بالرقة حيث أقاموا دفاعات لمواجهة الهجوم المتوقع. وتبعد المدينة نحو 90 كيلومترا من الحدود مع تركيا.

وتضم قوات سوريا الديمقراطية وحدات حماية الشعب الكردية.

وتسبب القتال حول الرقة منذ أواخر العام الماضي في نزوح عشرات الآلاف اتجه كثير منهم إلى مخيمات بالمنطقة وتقطعت السبل ببعضهم وسط الصحراء.

* قتلى من المدنيين

أعرب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن قلقه بشأن تقارير متزايدة عن قتلى بين المدنيين مع تصاعد وتيرة الضربات الجوية.

وقال في تقرير لشهر مايو أيار إن حملة الرقة “أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين ودمار واسع بالبنية التحتية” حتى الآن.

وأضاف أن تقارير أفادت بأن الدولة الإسلامية تمنع المدنيين من مغادرة المدينة.

ولا يُعرف عدد المدنيين الذين لا يزالون داخل الرقة.

وقال ينس لايركه المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في تصريح لرويترز إن المنظمة تعتقد أن نحو 160 ألف شخص لا يزالون في مدينة الرقة لكنه أوضح أن الرقم ليس تقديرا رسميا.

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن 200 ألف شخص لا يزالون محاصرين في الداخل وحذرت من أن المدنيين داخل الرقة معرضون للقتل بنيران قناصة التنظيم أو الألغام إذا حاولوا الفرار وأن التنظيم قد يستخدمهم دروعا بشرية إن بقوا بالمدينة.

وقال مدير الشؤون العامة لمنطقة الشرق الأوسط في لجنة الإنقاذ الدولية توماس جاروفالو “لاحظت اللجنة انخفاضا في عدد الفارين من الرقة خلال الأسبوع الماضي” مضيفا أن الانخفاض ربما يشير إلى اعتزام التنظيم استخدامهم كدروع بشرية.

وقال إن قوات سوريا الديمقراطية حثت الناس على مغادرة الرقة للنجاة من الوقوع في أيدي التنظيم الذي قد يستخدمهم كدروع بشرية مضيفا أن القوات أقامت مواقع تفتيش عند الخطوط القتالية الأمامية لفصل المدنيين عن أي مقاتلين يندسون بينهم .

وأضاف أن “الخيار المفضل” للتنظيم هو السيارات المدرعة الملغومة التي تستهدف مواقع دفاعية أو تركيزات للقوات. وتقي هياكل السيارات المدرعة من نيران الأسلحة الخفيفة التي توجه عليها لقتل سائقها أو تفجير شحناتها من المتفجرات قبل وصولها لأهدافها.

وقال ديلون “قضوا ثلاثة أعوام يبنون في دفاعاتهم هناك. نتوقع قتالا مشابها لما شاهدناه في الموصل” لكنه أوضح أن الرقة أصغر كثيرا من حيث مساحتها.

وأثارت عملية الرقة توترا في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا التي تخشى تنامي النفوذ الكردي في شمال سوريا وسعت لممارسة ضغوط على واشنطن للتخلي عن حلفائها في وحدات حماية الشعب الكردية.  

وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إنها بدأت في توزيع السلاح على وحدات حماية الشعب الكردية للمساعدة في هجوم الرقة في إطار خطة أثارت غضب تركيا.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية أنها ستسلم إدارة المدينة بعد تحريرها إلى مجلس مدني كما فعلت في المناطق الأخرى التي حررتها قبل ذلك من الدولة الإسلامية.

وقال مسؤول من المجلس المدني خلال المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه سلو إن المجلس سيتسلم المدينة “من القوات المحررة”.

المصدر: رويترز