قوات حرس الحدود التركي”الجندرما” تعاود مسلسل التعذيب والإهانة، وتعتدي بالضرب على 3 نشطاء إعلاميين مع عوائلهم هجروا من الغوطة الشرقية

34

لا تزال رصاصات الموت القادمة من بندقيات حرس الحدود التركي تعبر الحدود متوجهة نحو الهاربين من أتون الحرب، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام حرس الحدود التركي”الجندرما” بالإعتداء بالضرب المبرح على ناشطين من ريف حمص الشمالي مع عوائلهم أثناء محاولتهم العبور إلى تركيا،من ريف إدلب الشمالي حيث ترافق الإعتداء بإطلاق النار على قدم أحد النشطاء وظهر النشطاء الثلاثة في شريط مصور أظهر الإعتداء على أجسادهم، يذكر أن النشطاء هجروا من الغوطة الشرقية إبان سيطرة قوات النظام عليها برفقة القوات الروسية ، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الـ 6 من شهر نيسان/ أبريل الفائت أنه لم ترحم رصاصات قوات حرس الحدود التركي ” الجندرما” العابرة للحدود، من لجأ إلى بلادهم، خوفاً من البطش والقتل والقصف والدمار، بل طالت من هم باسعافهم ومساعدتهم وتأمينهم، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد شاب أثناء محاولته إسعاف الأم مع أطفالها الذين حاولوا عبور الريف الإدلبي نحو لواء اسكندرون، حيث أكدت المصادر الموثوقة أنه جرى قتل طفلة وإصابة أخرى، من قبل قوات الجندرما التركية، وسط استياء من السكان من قيام القوات التركية بقتل المواطنين العابرين للحدود والاعتداء عليهم بالضرب، وممارسة الانتهاكات بحقهم، في الوقت الذي عبرت فيها العشرات من عوائل عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” الفارين من الباغوز ومناطق سورية أخرى نحو الأراضي التركية، دون أن تطلق عليهم رصاصة واحدة، ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، ليرتفع إلى 423 مدني سوري تعداد من استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية برصاص قوات الجندرما، من ضمنهم 76 طفلاً دون الثامنة عشر، و38 مواطنة فوق سن الـ 18،  ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه تواصل قوات حرس الحدود التركية أو ما يعرف “بالجندرما” استهدافها بالرصاص الحي للباحثين عن حياة أمنة بعيداً عن مآسي الحرب في سوريا، عبر محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية مجازفين بأرواحهم وأموالهم، حيث وثق المرصد السوري استشهاد طفلة جراء إصابتها برصاص حرس الحدود التركي أثناء محاولتها العبور باتجاه تركيا عبر الريف الإدلبي عند الحدود مع لواء اسكندرون، فيما رصد المرصد السوري إصابة المئات برصاص قوات الجندرما التركية “حرس الحدود” في استهداف المواطنين السوريين الذين فروا من العمليات العسكرية الدائرة في مناطقهم، نحو أماكن يتمكنون فيها من إيجاد ملاذ آمن، يبعدهم عن الموت الذي يلاحقهم في بلادهم سوريا، وأن ينجوا بأطفالهم، حتى لا يكون مصير أطفالهم كمصير أكثر من 20 ألف طفل استشهدوا منذ انطلاقة الثورة السورية، ومصير عشرات آلاف الأطفال الآخرين الذين أصيبوا بإعاقات دائمة، أو مصير آلاف الأطفال الذين أقحموا في العمليات العسكرية وحوِّلوا إلى مقاتلين ومفجِّرين.

ونشر المرصد السوري في الـ 27 من شهر فبراير الفائت من العام الجاري، أنه يواصل الموت ملاحقة المواطنين السوريين أينما حلوا وكيفما ارتحلوا، فالموت مصيرهم من قصف بالطائرات الحربية إلى القصف البري إلى الاغتيالات والعبوات والتفجيرات، لينتهي بهم المطاف إلى القتل برصاص الضامن لهم في إدلب ومحيطها والقاتل لهم على حدود الأخيرة مع بلاده، أثناء محاولة المواطنين السوريين، الفرار من أتون الحرب، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد شاب محافظة دير الزور برصاص قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” أثناء محاولته العبور إلى تركيا من ريف إدلب الشمالي، فيما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان  في الـ 14 من شهر شباط / فبراير الفائت أنه مفارقة رجل للحياة أثناء محاولته العبور نحو الأراضي التركية من الريف الإدلبي، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن الرجل فارق الحياة عند الحدود السورية مع لواء اسكندرون في ريف جسر الشغور الشمالي، نتيجة البرد القارس وانخفاض درجات الحرارة فضلاً عن المعوقات التي يمر بها الراغب بالوصول إلى الأراضي التركية من مروره بمستقنعات وحفر مملؤة بالمياه والطين، ونشر المرصد السوري في العاشر من شهر فبراير الجاري، أنه وكأن الموت لا يترك وسيلة، إلا ليغرز أنيابه في لحم السوريين، فيظهر مستسيغاً لطعم جثث المدنيين اللباحثين عن مكان يبتعدون في عن الموت، لطالما لم يبتعد الموت عنهم إلى الآن على أرض بلادهم، وكان آخر ملاحقة الموت للسوريين ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان عن فقدان نحو 12 مدني سوري على الحدود السورية – التركية، خلال الأيام الأخيرة، أثناء محاولتهم الوصول إلى الجانب التركي، وأكدت المصادر الموثوقة للمرصد السوري أن المدنيين ومن ضمنهم مهجرين من مناطق سورية أخرى، حاولوا الخروج والوصول إلى الجانب التركي عبر المناطق الحدودية مع ريف إدلب، عبر مهربين أرادوا استغلال الأحوال الجوية السيئة والضباب للحيلولة دون اعتقالهم من قبل الجندرما التركية، إلا أن العمليات هذه تسببت في فقدان 12 شخصاً على الأقل، تأكد مفارقة اثنين منهم للحياة إلى الآن، فيما لا يزال مصير البقية مجهولاً، واكدت مصادر أخرى أن الخارجين نحو الجانب التركي يخشون طلب المساعدة في حال فقدانهم للخارجين معهم، بسبب الخوف من اعتقالهم من قبل الجندرما التركية التي قتلت مئات المدنيين السوريين خلال الأيام الفائتة، حيث وثق المرصد السوري قتل الجندرما التركية، كما نشر المرصد السوري في وقت سابق أنه في خضم كل هذا الموت والخوف، يعمد تجار الموت (مهربو البشر على الحدود) إلى استغلال ظروف المدنيين الفارين من مدنهم وبلداتهم وقراهم وخيم النزوح، ليطالبوهم بمبالغ مالية ضخمة لقاء نقلهم إلى الجانب التركي، حيث وردت إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان نسخة عن أشرطة مصورة، يعمد فيها المهربون إلى تصوير “زبائنهم” ممن يصلون إلى الأراضي التركية أو لواء إسكندرون، ليصرحوا بأنهم وصلوا بأمان وأن الطريق الذي يسلك منه المهرب هو طريق آمن ولا مخاطر تتخلله، فيما ورد في أحد الأشرطة أن بعض الطرق هي “طرق إذن”، حيث تحدث الواصلون إلى تركيا، عن أن المهربين أبلغوهم بأن الطريق جرى فتحه بإذن من ضباط أتراك عاملين في الجندرما التركية، لقاء بمالغ مالية تسليم إليهم بشكل متفق عليه مع المهربين، كما أن المرصد السوري نشر في الـ 26 من شهر آب الفائت من العام الجاري، أنه لا يزال القتل هو الحدث الأبرز على الشريط الحدودي بين الأراضي السورية والجانب التركي، فلم يعد هناك متسع سوى للقتل، ولم تعد هناك شراهة إلا لإطلاق النار وإيقاع الفارين من جحيم الحرب بين قتيل وجريح أو معتقل، وفي كل الأحوال النتيجة متقاربة، وتجتمع كلها في شيء واحد، هو المدني الضحية، إذ رصد المرصد لحقوق الإنسان مواصلة أعداد الخسائر البشرية ارتفاعها، نتيجة استهداف الجندرما التركية لمزيد من المواطنين في رحلتهم  للبحث عن الملاذ الآمن، لتحصد المزيد من الأرواح لمن حاولوا العبور إلى تركيا

كذلك كان أبلغ متنقلون عبر الحدود السورية – التركية، المرصد السوري أن عمليات إطلاق النار والقتل من قبل الجندرما التركية، تجري بشكل يومي تقريبا، ففي بعض الأحيان ينجح المهربون في إيصال زبائنهم ونقلهم إلى الجانب التركي، إلا أن كثيراً من الحالات تشهد فشلاً في عملية التهريب، حيث يجري في كثير من الأحيان اعتقال المهربين وزبائنهم والتعرض لهم من قبل حرس الحدود التركية بالضرب والإهانات، وأكدت المصادر أن المهربين يتلقون نصيباً كبيراً من الضرب العنيف، الذي يؤدي إلى تكسير أطرافهم أو إعاقتهم، وتتعدى العملية الضرب بالأيادي، إلى الضرب بالهروانات والأسلحة البيضاء وأعقاب البنادق، لحين الوصول إلى إطلاق نار على بعض المهربين لإعاقتهم ومنعهم من العودة إلى التهريب بشكل نهائي، ووثق المرصد السوري بعض الحالات التي تعرض لها المهربون لإطلاق نار في منطقة الساق والقدم ما تسبب لهم بإعاقات دائمة، بعد اعتقالهم لعدة مرات، إذ أكد أحد المهربين للمرصد السوري أنه اعتقل عدة مرات وأنكر أنه يعمل كمهرب وأنه قادم لدخول تركيا بغرض العمل، لحين اكتشاف أمره من قبل أحد الضباط الذي تصادف رؤيته للمهرب السوري المعتقل، حيث عاجله بإطلاق النار على قدمه وتسببه بإعاقة دائمة للشاب، في حين أن عملية التهريب هذه لم تتوقف عند عملية إغراء بالخروج، وصدمة من وعورة الطريق وصعوبة التهريب الذي يستغرق عدة ساعات، ومن التعامل المهين للمهربين، بالإضافة للتعامل اللاإنساني من قبل الجندرمة التركية، بل تعدت إلى قيام مهربين بمحاولة الاعتداء، والاعتداء على فتيات خلال تهريبهن، بالإضافة لعمليات قتل زبائنهم، ورمي جثثهم في الاحراش أو في نهر العاصي، بعد سلبهم أموالهم وممتلكاتهم، والادعاء بأنهم قتلوا على يد الحرس التركي، إلى جانب عمليات القتل التي تنفذها الجندرما التركية بحق المدنيين والذي وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان المئات منهم منذ انطلاقة الثورة السورية، كما يشتمل التهريب على نقل بضائع ومواد ممنوعة كالمخدرات وغيرها، فيما تتعدى معاملة المهربين اللا إنسانية لحد ترك من لا يقدرون على إكمال مسيرهم في الوديان والأحراش على طريق التهريب إلى تركيا، حيث رصد المرصد السوري فقدان العشرات خلال عمليات التهريب هذه، بالإضافة لفرار المهرب في حال شعر بخطر اعتقاله من قبل حرس الحدود التركي.