قوات سوريا الديمقراطية تحاصر عاصمة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومعقلها في سوريا وتقطع طرق الإمداد البرية بشكل كامل عنها

24

بالتزامن مع إنهاء عملية “غضب الفرات” التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من قوات خاصة أمريكية وإسناد من طائرات التحالف الدولي، لشهر الحملة الرابع، والتي أطلقت في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق هدف الحملة الرئيسي والتي جرت على 3 مراحل متتابعة شملت الأرياف الشمالية والغربية والشرقية على التتالي، وبتقدم هذه القوات اليوم وقطعها للطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والرقة، تكون قد تمكنت من حصار عاصمة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومعقله في سوريا، عبر قطع خطوط الإمداد البرية بشكل كامل عن مدينة الرقة ومحيطها، ولم يتبق للتنظيم سوى جسور خشبية وطرق مائية للوصول إلى مدينة الرقة، عبر الزوارق التي يستخدمها التنظيم في عملية التنقل بين مدينة الرقة ومحيطها والضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بعد تدمير التحالف الدولي لجسري الرقة القديم والجديد في الثالث من شباط / فبراير المنصرم من العام الجاري، قبيل يوم من بدء المرحلة الثالثة من عملية “غضب الفرات” في ريف الرقة الشرقي، والتي قطعت الإمداد بين مدينة الرقة وريفها الجنوبي.

 

كذلك سمح هذا التقدم من عدة محاور في محافظة الرقة، نحو معقل تنظيم “الدولة الإسلامية”، عبر الوصول إلى سد الفرات والجسر الذي يربط بين منطقة الطبقة التي تعد ذات ثقل أمني لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن ثم الوصول لمسافة 8 كلم إلى الضفاف الغربية لنهر البليخ في شمال شرق مدينة الرقة، والوصول إلى طريق دير الزور –  الرقة، سمح لقوات سوريا الديمقراطية وأتاح لها محاصرة مدينة الرقة ومحيطها، حيث تعتزم هذه القوات متابعة تقدمها واقترابها من مدينة الرقة، تمهيداً لبدء معركة واسعة تهدف لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مدينة الرقة، والسيطرة على المدينة التي تعد عاصمة التنظيم في سوريا ومعقلها الرئيسي.

 

وكانت قوات سوريا الديمقراطية أعلنت عن المرحلة الأولى من عملية “غضب الفرات”، الهادفة لعزل مدينة الرقة عن ريفها، تمهيداً للسيطرة عليها وطرد تنظيم “الدولة الإسلامية”، حيث جرى إعلان المرحلة الأولى في الـ 6 من تشرين الثاني / نوفمبر من العام الفائت 2016، وشملت هذه المرحلة الريف الشمالي للمدينة، في حين أعلن عن المرحلة الثانية في الـ 10 من كانون الأول / ديسمبر من العام الفائت 2016، والتي شملت الريف الغربي فيما أعلن عن المرحلة الثالثة في الـ 4 من شباط / فبراير من العام الجاري 2017، والتي تشمل الريفين الشمالي الشرقي والشرقي للمدينة.

 

هذه التطورات في الرقة تأتي بعد يوم مما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد الـ 5 من آذار / مارس من العام الجاري 2017، عن إجبار تنظيم “الدولة الإسلامية” الذكور المدنيين من أبناء مدينة الرقة وقاطنيها، على ارتداء “اللباس الأفغاني” وقيام التنظيم بتسيير دوريات مكثفة في المدينة، واعتقال كل من يخالف التعميم والقرار، وإجباره على شراء اللباس وارتدائه، الأمر الذي أثار استياءاً شعبياً واسعاً في أوساط المدنيين بمدينة الرقة، متهمين التنظيم باتخاذ المدنيين بشكل غير مباشر كدروع بشرية، عبر إيهام التحالف الدولي والطائرات الحربية والتحامي بالمدنيين، من خلال صبغ المدينة بصبغة لباس واحد، بعد أن كانت في وقت سابق عمدت لإجبار المواطنين على إطلاق لحاهم وحلق شواربهم، ويخشى الموطنون أن يتم استهداف المدينة من قبل الطائرات الحربية  تحت ذريعة أنهم عناصر من التنظيم بسبب تشابه اللباس بينهما.

 

بعد هذه التطورات من صبغ المدينة بزي موحد، فإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان ندعو قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ونطالبها بشدة بتوخي الحذر في حال تنفيذها ضربات جوية أو صاروخية على مدينة الرقة، فلا مبرر لقتل المدنيين من أي طرف كان، فوجود عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” أو من “المجموعات الجهادية” في منطقة مدنية، لا يبرر ولا بأي شكل قصف هذه المنطقة، فالشعب السوري لا ينقصه الموت، حتى يتم استهدافه بمزيد من الطائرات الحربية والمروحية والمسيرة من دون طيار، حيث أسفر قصف التحالف الدولي منذ بدء ضرباته على سوريا في الـ 23 من أيلول / سبتمبر من العام الفائت 2014، عن استشهاد 890 شهيد مدني سوري، بينهم 212 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و132 مواطنة فوق سن الـ 18، في محافظات الحسكة والرقة وحلب وإدلب ودير الزور، بينهم أكثر من 63 ضمنهم 12 طفلاً استشهدوا في قصف لطائرات التحالف على منطقة التوخار بريف منبج الشمالي، و64 مواطناً تم توثيق استشهادهم في المجزرة التي ارتكبتها طائرات التحالف العربي – الدولي، ليل الخميس – الجمعة، (30-4 // 1-5) 2015، بقرية بير محلي الواقعة قرب بلدة صرين في جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب، وتوزع الشهداء على الشكل التالي:: 31 طفلاً دون سن الثامنة عشر هم 16 طفلة و15 طفلاً ذكراً، و19 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و13 رجلاً فوق سن الـ 18، وفتى في الثامنة عشر من عمره.