قيادي في «التركستاني» في إدلب السورية: «هيئة تحرير الشام» تدعمنا مالياً

53

بات «الحزب الإسلامي التركستاني» المرتبط باسم «حركة شرق تركستان الإسلامية» الصينية، خارج قائمة الإرهاب الأمريكية. وكان وزير الخارجية الامريكية بومبيو برر إلغاء اسم جماعة تركستان الشرقية الإسلامية (ETIM) من قائمة المنظمات الإرهابية، بأن الجماعة لم يعد لها وجود أو نشاط، وحتى لا تستخدمها بكين كذريعة لقمعها للمسلمين، ولكن المؤكد أن عناصر الجماعة ما زال لهم وجود في إدلب السورية.

الحزب يقف على الحياد تجاه خلافات الفصائل ورفع اسمه من قائمة الإرهاب الأمريكية

الحزب الإسلامي التركستاني (TIP) الذي رفع اسمه حديثاً من قائمة الإرهاب، هو حركة جهادية ينتمي منتسبوها للأقلية الإيغورية في تركستان الشرقية «شينجيانغ» في الصين، يشارك كفصيل مقاتل فاعل مع الجهاديين في سوريا ضد النظام السوري منذ 2014 .
في حديث خاصة لـ»القدس العربي» أكد أبو انس «التركستاني» وهو قيادي في الحزب التركستاني في ريف إدلب، أن عناصر الحزب في سوريا هدفهم قتال النظام و حلفائه ضمن الأراضي السورية، مشدداً على أن الحزب ضد العمليات خارج سوريا، وأنهم مهتمون بـ»تحرير الشعب المسلم في سوريا من النظام النصيري» على حد وصفه. وأكد «أبو أنس» أن الحزب قريب من الفصائل السورية التي تعمل في إدلب، ويعمل ضمن غرفة عمليات مع باقي الفصائل السورية والمعروفة باسم «الفتح المبين» التي تضم كلاً من هيئة تحرير الشام وفيلق الشام وجيش العزة وحركة أحرار الشام.
ويعمل الحزب التركستاني ضمن نقاط عسكرية في سهل الغاب وفي جبل الأكراد، في ريف اللاذقية، وله نقاط رباط على جبهات جبل الزاوية في ريف إدلب، ويقول أحد عناصر الحزب «أبو عبد الحق التركستاني» في حديث لـ»القدس العربي» إن الحزب التركستاني لا يتدخل في شؤون المجتمع السوري، «ولا يتدخل بأمور الفصائل، كما يقف على الحياد عند اقتتال الفصائل» ويبدو أنه كسب ود معظم الفصائل بهذا الأسلوب.
ويرى الصحافي السوري في إدلب همام عيسى بأن دور «التركستان» العسكري في بدايات دخولهم إلى الأراضي السورية كان مميزاً، وانهم في البداية كانوا منعزلين ضمن مناطق لا يوجد بها سواهم، لأسباب منها اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد، إلا أن الحال تبدل مع مرور الوقت، ومع ازدياد أعدادهم بشكل كبير، حيث باتوا يشاركون السوريين ضمن مناطقهم ويختلطون بهم.
والتقت «القدس العربي» بـ»أبو محمد التركستاني» وهو مقاتل تركستاني متزوج من سورية في بلدة حارم بريف إدلب، ويقول إن الحزب سعى في بداية توافدهم إلى سوريا للاندماج مع المجتمع السوري، بالاعتماد على مشاركتهم العسكرية الفارقة في إدلب، ويؤكد أبو محمد في حديثه ل «القدس العربي» أن عدداً كبيراً من الإيغور تزوج من سوريات من أجل الاندماج في المجتمع السوري.
قيادي آخر في الحزب التركستاني أكد لـ»القدس العربي» أن هيئة «تحرير الشام» هي من تقوم بتكفل أغلب مصاريف مقرات الحزب والمجموعات التي تعمل على الجبهات مع هيئة «تحرير الشام» ضمن غرفة العمليات، ولا يوجد أي دعم خارجي لهم، ويعمل العديد من عناصرهم في الأسواق وبالتجارة في قرى ومدن ريف إدلب، من أجل توفير المال لعائلاتهم. وبعد قدومهم لسوريا أواخر 2013، استقر معظم المقاتلين بداية في جبال الساحل والريف الغربي لإدلب، ضمن مناطق حدودية مع تركيا.
ثم انتشر «التركستاني» في مناطق ممتدة من مدينة جسر الشغور وريفها الغربي، حتى جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، بالإضافة لسهل الغاب. وأسس تلك الحركة حسن محسوم المعروف أيضًا باسم أبو محمد التركستاني، وقد قتل في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2003 بعملية للجيش الباكستاني. وسبق ان حكم على محسوم بالسجن لثلاث سنوات قبل أن يهرب من الصين عام 1997، لينضم إلى حركة طالبان ويتنقل بين الاراضي الأفغانية والباكستانية؛ فيما أشارت مصادر إعلامية إلى لقاءات له بأسامة بن لادن والذي قدم له دعماً لنشاطه في تركستان الشرقية. لكن محسوم نفى سابقاً وجود روابط تنظيمية مع القاعدة، وقال إن الصين روجت مثل تلك المعلومات للحصول على دعم واشنطن.

المصدر: القدس العربي