قيادي في جيش الاسلام ::”الثورة ترفض المؤتمر السوري للحوار الوطني” في روسيا

19

رفضت المعارضة السورية يوم الأربعاء مبادرة جديدة برعاية روسيا للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع السوري فيما اعترضت تركيا على دعوة الأكراد السوريين ليواجه مسعى السلام الروسي عقبات في بدايته.
وتأمل روسيا، التي تدخلت بقوة في الصراع السوري منذ عام 2015 لدعم الرئيس بشار الأسد، في استغلال انهيار تنظيم الدولة الإسلامية لإطلاق عملية سياسية جديدة نحو إنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات.
وقالت الحكومة السورية إنها مستعدة للمشاركة في المؤتمر المقرر عقده في سوتشي يوم 18 نوفمبر تشرين الثاني وينصب تركيزه على صياغة دستور جديد مضيفة أن الفرصة باتت مناسبة لعقد المؤتمر بفضل مكاسب الجيش السوري والقضاء على “الإرهابيين”.
لكن رفض مسؤولون في المعارضة المؤتمر وأصروا على أن تجرى أي محادثات سلام تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف. وفشلت جولات محادثات السلام التي عقدت في جنيف حتى الآن في إحراز أي تقدم تجاه إنهاء الصراع الذي اندلع عام 2011.
وقال محمد علوش عضو الهيئة العليا للمفاوضات والمسؤول الكبير في جماعة جيش الإسلام المعارضة لرويترز “الثورة ترفض هذا المؤتمر.
هو بين النظام والنظام”.
وأضاف علوش لرويترز “الهيئة العليا تفاجأت بذكر اسمهم في قائمة الدعوة وهي بصدد إصدار بيان مع قوى أخرى يحدد الموقف العام الرافض لهذا المؤتمر”.
وأشار الائتلاف الوطني السوري المعارض، ومقره تركيا، إلى أن المؤتمر محاولة للالتفاف على “الإرادة الدولية في الانتقال السياسي في سوريا” والمسار السياسي بقيادة الأمم المتحدة في جنيف.
وقال أحمد رمضان المتحدث باسم الائتلاف لرويترز “الائتلاف لن يشارك في أي مفاوضات مع النظام خارج إطار جنيف أو بدون رعاية الأمم المتحدة”.
وقال مفاوض روسي يوم الثلاثاء إن الجماعات السورية التي تختار مقاطعة المؤتمر تجازف بتهميشها مع مضي العملية السياسية قدما.
ودعت روسيا 33 من الجماعات والأحزاب السياسية السورية لحضور “المؤتمر السوري للحوار الوطني”.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المؤتمر لأول مرة الشهر الماضي وقال إنه يعتقد أن بلاده والحكومة السورية ستهزمان المتشددين في سوريا بشكل نهائي قريبا.
وفي ظل دعم القوات الجوية الروسية والفصائل المسلحة المدعومة من إيران استطاع الأسد التغلب على العديد من جماعات المعارضة التي تقاتل للإطاحة به لتصبح له الغلبة على الصعيد العسكري بينما انحصر مقاتلو المعارضة في جيوب في غرب البلاد.
واستطاعت دمشق وحلفاؤها أيضا استعادة السيطرة على مساحات من الأرض في وسط وشرق سوريا من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد خلال الشهور القليلة الماضية بينما طردت حملة منفصلة يقودها تحالف قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة التنظيم من مناطق أخرى في البلاد.
وتتقارب حاليا خطوط الحملتين المنفصلتين في محافظة دير الزور آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد عند الحدود مع العراق.
وأثار قرار روسيا دعوة الجماعات الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديمقراطية إلى مؤتمر سوتشي غضب تركيا يوم الأربعاء.
وقالت أنقرة، التي ترى في الجماعات الكردية السورية المهيمنة تهديدا لأمنها القومي، إن من غير المقبول دعوة وحدات حماية الشعب الكردية إلى المؤتمر.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن المسؤولين الروس والأتراك ناقشوا القضية وإنه عقد اجتماعات من جانبه “لحل المشكلة على الفور”.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب وجناحها السياسي المتمثل في حزب الاتحاد الديمقراطي امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في تركيا منذ ثلاثة عقود.

المصدر: SWI عربية