كتائب المعارضة تتقدم في الشمال والجنوب وتسوية أوضاع 60 مدنيا بحمص

14

25349669-3

تزامن تقدم قوات المعارضة السورية في القنيطرة (جنوب البلاد)، أمس، مع تقدم آخر ملحوظ لها في محافظة حلب في الشمال التي شهدت اشتباكات عنيفة على أكثر من محور، أعنفها في محيط مطار النيرب العسكري في المدينة. وفي حين سيطر مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، على صوامع الحبوب في دير الزور، اعتقلت كتيبته النسائية (الخنساء) طالبات في الرقة، بذريعة أن حجابهن «غير شرعي».

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، أن قوات المعارضة حققت تقدما ملحوظا في محافظة حلب، بسيطرتها على نقطة عسكرية للجيش النظامي تقع بين جسر النيرب وقرية عزيزة في حلب، بعد اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى في محيط مطار النيرب العسكري.

في موازاة ذلك، قالت مصادر معارضة إن عناصر من «الجبهة الإسلامية»، سيطروا على أربعة مواقع جديدة ببلدة عزيزة في ريف حلب، وأوقعوا خسائر بشرية في صفوف القوات النظامية. وتواصلت الاشتباكات على عدد كبير من الجبهات في محيط قرية الشيخ نجار التي يسيطر على أجزاء واسعة منها عناصر «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين»، وترافقت مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في بلدة تل بلاط بريف مدينة السفيرة. وتواصل القصف على مواقع وأحياء تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب وريفها، حيث أفاد ناشطون بقصف مدفعي استهدف أحياء حلب القديمة، إضافة إلى أحياء طريق الباب والحيدرية وبستان القصر شرقي مدينة حلب. كما قصف الطيران حي الشيخ، ومناطق في حيي الحيدرية والسكري ومنطقة جسر دوار الحج. وطال القصف بالبراميل المتفجرة أحياء الشعار ومساكن هنانو وأقيول، مما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى.

وتزامنا مع التقدم شمالا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسيطرة الكتائب المقاتلة على سرية أبو ذياب في القنيطرة، جنوب سوريا، بعد أقل من أسبوع على تسلم رئيس المجلس العسكري في القنيطرة عبد الإله البشير، موقع رئاسة هيئة أركان الجيش السوري الحر. وجاء تقدم المعارضة عقب اشتباكات مع القوات النظامية أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية، تخللها قصف بالطائرات الحربية استهدف قرية قرقس في المدينة.

في غصون ذلك، أكد محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الصحافة الفرنسية، تسوية أوضاع 60 مدنيا أوقفوا لدى خروجهم من مدينة حمص القديمة «لدراسة أوضاعهم» وخرجوا إلى «أماكن يرغبون بها»، مشيرا إلى أن «هناك 181 شابا لا يزالون في مركز مخصص لهذه الغاية»، لافتا إلى أن أوضاعهم ستُسوّى خلال هذا الأسبوع.

وكان هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و55 عاما، من بين 1400 مدني خرجوا منذ 7 فبراير (شباط) الحالي من حمص القديمة بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة. وكان هؤلاء موجودين في أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتحاصرها قوات النظام منذ نحو 20 شهرا، ويعانون الجوع ونقصا فادحا في الأدوية والحاجات الأساسية.

وفي سياق متصل، أفرج الأمن السوري عن الكاتب والصحافي المعارض والسجين السابق أكرم البني بعد يومين من توقيفه في دمشق. وقال شقيقه المحامي أنور البني: «جهاز أمن الدولة أفرج عن أكرم بعد استجوابه عن عدد من المقالات التي كتبها في صحف عربية»، ومنها «الشرق الأوسط» و«الحياة».

وكان عناصر في جهاز أمن الدولة أوقفوا أكرم البني ظهر السبت الماضي وسط دمشق، وسبق له أن اعتقل مرات عدة، آخرها بين عامي 2007 و2010 مع 11 معارضا آخرين، إثر توقيعهم «إعلان دمشق» الذي طالب بـ«تغيير ديمقراطي وجذري» في سوريا. وفي ريف دمشق، تواصلت الاشتباكات بين القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى، على أطراف مدينة يبرود وبلدة السحل، مما أدى إلى مقتل مقاتلين اثنين من حزب الله اللبناني، بحسب المرصد السوري الذي أشار أيضا إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين. وتزامنت الاشتباكات مع قصف تعرضت له مناطق في ريف دمشق والغوطتين الشرقية والغربية، أسفر عن وقوع إصابات.

في غضون ذلك، نفذت كتيبة «الخنساء» النسائية التابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروفة بـ«داعش»، حملة اعتقالات في ثانوية حميدة الطاهر للبنات بمدينة الرقة، حيث «اعتقلت أمينة السر ومدرّسة، إضافة إلى ثلاث طالبات، وذلك بتهمة أن نقابهن (غير شرعي)». ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الطالبة في الثانوية سارة سليمان قولها إن عناصر من الكتيبة النسائية دخلن إلى المدرسة ضمن دورية تفتيش، حيث ضربن طالبتين قبل اعتقالهن، ومن ثم اعتقلن الطالبة الثالثة. وعلى تخوم الرقة، سيطر مقاتلة «داعش» على صوامع الحبوب في منطقة جزرة البو حميد غرب دير الزور، بعد قصف في المنطقة استمر ثلاثة أيام، مما أجبر عناصر «جبهة النصرة» التي كانت تسيطر على المنطقة على التراجع والانسحاب. وقال ناشطون سوريون في الرقة إن صوامع الحبوب تعد «من أهم الصوامع التي تغذي محافظتي الرقة ودير الزور، وذلك بسبب مكانها الجغرافي الفاصل بين المحافظتين». وتعرضت مناطق في مدينة دير الزور لقصف من قبل القوات النظامية، بموازاة وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمعارضة في حيي الرشدية والحويقة وفي محيط مطار دير الزور العسكري. وفي سياق منفصل، تنطلق اليوم (الثلاثاء) الجولة الثانية من حملة التلقيح الجوالة لمكافحة شلل الأطفال في سوريا «من بيت لبيت» التي يشرف عليها فريق عمل مكافحة شلل الأطفال. وأعلن الفريق الفني المسؤول عن الحملة إتمام التجهيزات الفنية واللوجستية الخاصة بإطلاق الجولة الثالثة حيث وزعت اللقاحات المتسلمة تحضيرا لانطلاق الحملة.

كونا