كسوة الطفل “الشتوية” تعادل راتب موظف حكومي لثلاثة أشهر.. مواطنون يميلون لشراء الألبسة المستعملة “البالة” في حمص

34

شهدت أسعار الملابس الجديدة في الآونة الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً ضمن المحلات التجارية داخل مدينة حمص مسجلة ارتفاعاً يفوق قدرة شريحة واسعة من الأهالي على شرائها.
وبحسب نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تجاوز سعر كسوة الطفل الواحد “الشتوية” حاجز الـ 300 ألف ليرة سورية أي ما يعادل راتب موظف حكومي لثلاثة أشهر متتالية، حيث سعر بنطال “الجينز” ضمن محلات بيع الألبسة 60 – 80 ألف ليرة سورية، وسعر “الكنزة الصوف” 40 ألف ليرة، وسعر الجاكيت “السترة” ما بين 75 – 120 ألف ليرة سورية.
وأجبر لهيب أسعار الملابس ضمن المحلات التجارية شريحة واسعة من الأهالي على العزوف عن دخولها متجهين إلى محلات بيع الألبسة المستعملة “البالة” التي لم تلبي احتياجاتهم هي الأخرى نظراً لارتفاع أسعارها.
ويتحدث (م.ظ) أحد أصحاب محلات “البالة” الألبسة المستعملة في حي عكرمة بحمص للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً، إن البالات التي يتم شراؤها معظم الأحيان من دولة لبنان يتم دفع سعرها بالدولار الأمريكي، ولا يتم الاعتراف بالليرة السورية مطلقاً خلال عملية التوصية مع التجار اللبنانيين.
مضيفاً، أن الإتاوات التي يجبر المهربون على دفعها لحواجز قوات النظام المنتشرة ضمن القرى الحدودية مع لبنان وعلى رأسها حواجز “الفرقة الرابعة” يتم تحميلها على البضائع المهربة “البالة” الأمر الذي يجبرنا على رفع أسعار القطع أثناء بيعها للأهالي.
من يتحدث تحدث (س.و) أحد أهالي مدينة حمص ممن اعتادوا على ارتياد محلات الألبسة المستعملة التي يفضلها على الألبسة “الوطنية” للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلاً، إن جودة ألبسة البالة على الرغم من كونها مستعملة إلا أنها تضاهي بشكل جذري تلك المصنعة داخل سوريا.
وأردف خلال معرض حديثه أن الأهالي الذين يعولون على شراء الألبسة المستعملة من محلات البالة باتوا عاجزين عن شراء ما يلزم من كسوة لأطفالهم نظراً لتدهور الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي والذي بات يتحكم بجميع مفاصل الحياة على المستوى المعيشي والتجاري والاقتصادي على حد سواء.
من جهتها تتحدث (أ.ع) للمرصد السوري لحقوق الإنسان، عن حرصها الدؤوب بالحفاظ على ألبسة أبناءها الذين يكبرون عاماً بعد عام، الأمر الذي يتيح لها منح الملابس للأخوة فيما بينهم لتتجنب صدمة مواجهة الأسعار في حال أجبرت على شرائها من أسواق المدينة.
وتجدر الإشارة، إلى أن أصحاب عدد من محلات الألبسة قاموا باتباع أسلوب جديد لكسر حاجز رهبة الأسعار من قبل الأهالي الذين يخشون دخول محلاتهم، وذلك من خلال افتراش الأرصفة ببسطات بيع الألبسة “الستوكات” على المارة وإعلانهم عن وجود تنزيلات بأسعارها لكسب أكبر عدد من الزبائن.