كيري: الأسد لن يكون جزءاً من العملية الانتقالية بسوريا

34

أشاد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني غيدو فيستر فيلا، بتوحد صف المعارضة السورية.

وفي موقف أميركي واضح ومتجدد، قال كيري: إن “الأسد لن يكون جزءا من العملية الانتقالية، وموسكو جادة بشأن الدفع بعملية السلام في سوريا”. وزاد بقوله “أفضل فرصة لإنقاذ سوريا هي الحل السلمي الذي سينتج عن عملية منظمة مثل مؤتمر جنيف2″، وإن “الهدف من مؤتمر جنيف2 هو وضع آليات لتطبيق ما جاء في جنيف1”.

إلى ذلك، أوضح كيري الجمعة، بخصوص مؤتمر جنيف2، أنه “مقتنع تماماً بأن المعارضة السورية ستشارك فيه”، مؤكداً أنها حققت إنجازا بتوحيد صفوفها”، كما اعتبر أن مؤتمر جنيف سيختبر الجادين بشأن سوريا، وإرسال روسيا صواريخ متطورة لن يساعد أبدا في التوصل إلى حل، ونأمل من الروس أن يمتنعوا عن تقديم هذه الأسلحة إلى النظام السوري، ووصف قرار روسيا بإرسال صواريخ إلى النظام بغير المسؤول. وعن ذلك قال: سواء كان عقد الأسلحة جديداً أم قديماً فإن له أثراً سلبياً على توازن المصالح وعلى الاستقرار في المنطقة.

من جهته، اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فستر فيلا أن “تسليم أسلحة لنظام الأسد أمر خاطئ تماما”، وهو انتقاد صريح للموقف الروسي من الأزمة السورية.

من ناحية أخرى، لفت كيري إلى أن إصرار روسيا على مواصلة تسليم الأسلحة إلى نظام الأسد وفق عقود قديمة وجديدة يهدد عملية تسوية هشة تسعى واشنطن إلى تسويقها في مؤتمر جنيف2.

وشدد كيري على ضرورة حضور المعارضة للمؤتمر رغم أصوات معارضة تتحفظ على المشاركة أو تضع شرط بحث تنحية الأسد أساساً لحضورها.

وبخصوص الملف النووي الإيراني، أكد وزير الخارجية الأميركي على أنه لا ينتظر كثيراً من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وقال “لا نعتقد أن تغييراً سيحدث بعد إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران، ولن نتساهل مع الملف النووي الإيراني ولن نسمح بإيران نووية”.

تصريحات كيري تأتي في وقت نشرت فيه وزارة الخارجية تقريرها السنوي عن الإرهاب حول العالم، والذي يشير إلى زيادة الدور الإيراني في دعم الإرهاب عالمياً بشكل غير مسبوق منذ التسعينيات. الكثير من هذا الدعم موجه للنظام السوري ولحزب الله.

الأمر الذي دفعه إلى القول إن الإيرانيين يدعمون مؤتمر جنيف، وإن كانوا يؤمنون بذلك يجب أن يكفوا عن إرسال قواتهم عبر الحدود، فهم الدولة الوحيدة في العالم التي أرسلت قوات لها على الأراضي بهذه الطريقة المنظمة والمدعومة من قبل الحكومة بشكل مباشر.

تطابق مع الموقف الفرنسي

يأتي الموقف الأميركي ليتفق مع الموقف الفرنسي، حيث سبق لوزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن صرح بأن بشار الأسد لا يمكنه المساعدة في حل الأزمة السورية باعتباره مسؤولا رئيسا عنها. وكان فابيوس أعلن في 22 مايو/أيار في مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي انعقد في الأردن، أن الأسد يجب عليه أن يسلم السلطة التنفيذية إلى حكومة انتقالية، ستكون لها السلطة التنفيذية الكاملة في البلاد”. وأضاف أن “الصلاحيات التي بيد الرئيس حالياً ستنتقل إلى الهيئة الانتقالية. وهذا أمر واضح”.

الموقف الغربي المتجدد من دور الأسد في المستقبل السوري جاء قبيل انعقاد مؤتمر جنيف2 وسط تسريبات عن اتفاق ضمني بين موسكو وواشنطن على تحييد موضع الرئيس والأمن والجيش من جدول الحوار في جنيف2 مقابل الحصول على ضمانات بمشاركة دمشق فيه. ما قد يعرقل مسيرة التحضير للمؤتمر، فضلاً عن مسألة مشاركة المعارضة السورية.

 

العربية