لاجئون سوريون في لبنان: ترحيلنا جريمة إنسانية وما يجري مسرحية هزلية أبطالها وسائل الإعلام وأفرع المخـ-ـابر-ات

56

تترقب عشرات عائلات اللاجئين السوريين المقيمين داخل الأراضي اللبنانية لما ستؤول إليه الأوضاع، بعد ترحيل أولى الدفعات إلى الأراضي السورية، وسط حالة من التخوف على مصيرهم ومصير عائلاتهم التي فروا بها من شبح الاعتقالات والملاحقات الأمنية التي تعرضوا لها ضمن مناطقهم التي سقطت تحت سيطرة قوات النظام السوري و”حزب الله” اللبناني بفعل المعارك تارة والتسويات السياسية تارة أخرى.
الناشط (ح.ع) من أبناء حي القرابيص بمدينة حمص وهو لاجئ ضمن إحدى مدن شمال لبنان قال: أنه وبعد نجاح قوات النظام بالسيطرة على مدينة حمص منتصف العام 2014 نزح مع أفراد أسرته نحو ريف حمص الشمالي، قبل أن يقرر التوجه إلى لبنان بالاتفاق مع أحد المهربين بحثاً عن الاستقرار النسبي له ولأفراد أسرته المؤلفة من أربعة أشخاص.
وأضاف أن السنوات السبع الماضية من رحلة لجوئه تخللها العديد من الصعاب تمثلت بتخفيه عن عناصر ميليشيا “حزب الله” اللبناني الموالية للنظام الحاكم خشية تسليمه لسلطات الأمن السورية
كما حصل مع زميله وهو مراسل قناة تلفزيونية، وهو الذي دفعه لاختيار المكوث ضمن قرية نائية في طرابلس الخارجة نسبياً عن سيطرة الحزب.
وأردف بالقول: أنه تقدم مرات عدة لطلب اللجوء إلى إحدى الدول الأوروبية للحفاظ على سلامة أسرته المهددة، بسبب نشاطه في المجال الإعلامي سابقاً، إلا أن مفوضية الأمم المتحدة والسفارات والقنصليات الأجنبية المتواجدة ضمن لبنان رفضت طلباته المتكررة، بحجة وجود لوائح اسمية يتم العمل بموجبها.
من جهته تحدث أبو البراء أحد اللاجئين ضمن مخيم عرسال اللبناني أنه لا يوجد أي شخص مقيم ضمن الأراضي اللبنانية يفكر بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام، باستثناء الموالين له ممن غادروا البلاد بحثاً عن حياة رغيدة أفضل، فضلا عن الأعداد الاخرى من العمالة السورية المتواجدة في لبنان أصلا.
ولفت خلال حديثه إلى وجود عشرات العائلات الذين أجبرتهم الظروف المعيشية للتفكير بالعودة بعدما تم تحميلهم مسؤولية الأزمات الاقتصادية التي مرت على لبنان، ومنها أزمة الخبز والكهرباء والمحروقات، ناهيك عن التصريحات الرسمية لمدير الأمن العام اللبناني الذي قال إن المعتقلين ضمن السجون تبلغ نسبة السوريين منهم 45 في المئة، وهو ما يشكل ثقلاً إضافياً على الحكومة اللبنانية.
ويتعرض عدد كبير من السوريين ونسائهم وأطفالهم لاعتداءات عنصرية بشكل دائم، دون أن تتخذ مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أي موقف للحد من هذه التصرفات، الأمر الذي يضعف موقفهم ويحملهم للتفكير بالعودة إلى مناطق سيطرة النظام “مكرهين”، في الوقت الذي ما زال البعض من اللبنانيين يصرون على الثأر من السوريين الذين أجبرتهم الحرب على مغادرة سوريا، بسبب الانتهاكات التي مارستها قوات النظام السوري أثناء تواجدهم العسكري في لبنان.
ويعد ترحيل العائلات السورية من لبنان جريمة بحق الإنسانية باعتبار أن من يصل إلى مناطق سيطرة النظام سيواجه مصيراً مجهولاً بعد أن يسدل الستار على مسرحية العودة الطوعية التي تحاول وسائل إعلام النظام ترويجها للمجتمع العربي والدولي على حدّ سواء.