لافروف يبحث مع ظريف غداً جهود حلّ الأزمة السورية قصف على الزبداني والفوعة وكفريا بعد انهيار الهدن

23

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ما لا يقل عن 200 صاروخ سقط منذ صباح أمس، على قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، آخر منطقتين يسيطر عليهما النظام السوري في محافظة إدلب، فيما قصفت القوات النظامية مدينة الزبداني، آخر معقل للمعارضة قرب الحدود مع لبنان.

ووفقاً للتلفزيون السوري الرسمي، قتل طفل ووالده، وجرح 12 شخصاً آخرين بـ«قصف إرهابي» طال قريتي الفوعة وكفريا.

وفي الفوعة، أكد أحد سكان البلدة القصف، طالباً عدم الكشف عن اسمه، وقال «سمعنا أصوات انفجارات منذ ساعات الفجر الأولى، هي الأصوات نفسها التي تصدر عن القذائف التي كانت تسقط علينا». وأضاف أن «الهدنة فشلت، والمسلحون عاودوا الهجوم».

يذكر ان المعارضة المسلحة والقوات الموالية للنظام و«حزب الله»، وافقوا على وقف لإطلاق النار مدته 72 ساعة في الزبداني والبلدتين الشيعيتين.

وعقدت مفاوضات مكثفة لانسحاب المسلحين من الزبداني، في مقابل إجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا.

لكن هذه المحادثات تتعثر في ظل طلب المعارضة الإفراج عن آلاف المعتقلين من سجون الحكومة، وفقاً لمدير المرصد رامي عبدالرحمن.

وأعلن المرصد في وقت سابق، أن المفاوضات مستمرة حول الزبداني وكفريا والفوعة بين الوفود الإيرانية و«حزب الله» ومقاتلي الزبداني المحليين ومقاتلي الفصائل وأطراف محلية مفاوضة.

لكنه عاد فأكد أنها «توقفت، وعاد كل طرف إلى قيادته».

وعزا المرصد ذلك إلى «عدم التوصل إلى توافق حول المقاتلين الأسرى لدى النظام، الذين من المفترض أن يفرج عن 1000 أسير منهم في أقصى الحالات، فيما تطالب الفصائل بالإفراج عن 20 ألف أسير مقاتل ومعتقلين مؤيدين لفصائل إسلامية».

من جهتها، أكدت حركة «أحرار الشام الإسلامية» المعارضة ، أمس، أن وقف إطلاق النار مع القوات السورية و«حزب الله» في الفوعة وكفريا «انتهى». وقال المتحدث باسم الحركة، أحمد قره علي، إن تحالفاً لجماعات معارضة بدأ تصعيد العمليات العسكرية. وكان وقف إطلاق النار صمد منذ صباح الأربعاء الماضي.

والزبداني، هي محور هجوم يشنّه «حزب الله» والقوات النظامية منذ أسابيع ضد جماعات معارضة مختبئة داخلها.

ونفذت الجماعات المسلحة هجوماً موازياً على بلدتي الفوعة وكفريا، وأفاد التلفزيون الرسمي بأن قصف الجماعات للقريتين يوم الأربعاء الماضي تسبب في مقتل طفل وإصابة 12.

وقالت مصادر من الجانبين، إن المحادثات استهدفت تأمين انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني، وخروج المدنيين من البلدتين.

وقال قره علي، إن السبب وراء انهيار الهدنة، هو أن «أحرار الشام» كانت تريد الإفراج عن 40 ألف سجين، وهو ما رفضه الإيرانيون.

وفي حلب، قتل ثلاثة أشخاص، وأصيب 14 آخرون، في قصف للمسلحين استهدف مدرسة في حي سيف الدولة في غرب المدينة، الخاضع لسيطرة القوات النظامية، بحسب التلفزيون الرسمي.

من جهته، أفاد المرصد ان شخصين قتلا وأصيب عشرات غيرهم في قصف للمسلحين استهدف عدداً من الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في المدينة.

سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن لافروف ونظيره الإيراني سيلتقيان غداً، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني وجهود إحلال السلام في سورية، وذكرت الوزارة في بيان أن الاجتماع سيعقد خلال زيارة عمل لظريف إلى موسكو.

وتوثقت العلاقات بين روسيا وإيران في السنوات الأخيرة، مع اتخاد البلدين مواقف مناهضة للسياسة الخارجية الأميركية، ودعمهما نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضاف البيان أنه «سيكون هناك تبادل لوجهات النظر بشأن المشكلات الأساسية على جدول الأعمال العالمي والإقليمي، التي تشمل تخطي الأزمة في سورية». ويأتي الاجتماع وسط حملة دبلوماسية عامة تقودها روسيا في الشرق الأوسط، سعياً لتشكيل تحالف دولي ضد تنظيم «داعش» يضم السعودية وتركيا وإيران والنظام السوري.

والتقى لافروف، الثلاثاء، وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في موسكو، كما سافر في وقت سابق من الشهر الجاري إلى قطر، حيث التقى بالجيبر ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.

وترى روسيا في الاتفاق الذي أبرم مع إيران بشأن برنامجها النووي مدخلاً لبيع طهران أنظمة دفاعية صاروخية، والفوز بعقود لإنشاء محطات لتوليد الطاقة النووية السلمية.

وأضاف البيان أن الوزيرين سيناقشان العلاقات الثنائية «آخذين في الاعتبار، خطة العمل المشتركة للتحكم بالوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني».

 

المصدر: الإمارات اليوم