لانقطاع الدعم عن المعلمين.. عشرات المدارس في إدلب تعلن توقفها عن التدريس 

38

أعلنت عشرات المدارس التابعة لمديريتي إدلب وحماة التابعتين لـ “حكومة الإنقاذ” في إدلب إضراباً مفتوحاً عن العمل وإغلاق أبوابها بوجه تلاميذ المدارس، وذلك بسبب سوء أوضاع الكوادر التدريسية واستمرارهم بالعمل بشكل تطوعي دون مقابل منذ أكثر من عام.
وأعلنت مؤخراً قرابة 30 مدرسة تتبع لمديرية تربية حماة عن توقف التدريس فيها بسبب تراجع العملية التعليمية إلى حد كبير، بسبب عدم حصول هذه المدارس على الدعم وتهميشها بشكل كامل من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المعنية في إدلب.
وتتخذ مديرية تربية حماة مقراً لها في بلدة كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي بعد انتقال مقرها جراء سيطرة قوات النظام على كامل منطقة ريف حماة الشمالي، وتتبع لها العديد من المدارس.
وفي شهادته لـ”المرصد السوري” يتحدث(ح.أ) وهو مدير لإحدى المدارس التي أعلنت عن إيقاف العملية التعليمية، قائلاً، أن “مديرية تربية حماة الحرة” لا زالت قائمة في الشمال السوري وتمارس دورها في إدارة العديد من المدارس التي تنتشر في عدة بلدات في ريفي إدلب الشمالي والغربي مثل بلدات دركوش وأرمناز وسرمدا وكفرلوسين وغيرها، لكن ومنذ أكثر من عام انقطع الدعم بشكل كامل عن هذه المدارس ومع ذلك تابعت الكوادر التدريسية عملها بشكل تطوعي.
ويضيف، أن سبب الإضراب الذي بدأته أكثر من 30 مدرسة هو تراجع العملية التعليمية إلى حد كبير، بسبب غياب المستلزمات الضرورية للتعليم، مع استمرار انقطاع الدعم، وغالبية المدرسين لديهم عائلات ويحتاجون لمصاريف شهرية لسد احتياجات عائلاتهم حتى يتمكنوا من الاستمرار في التدريس وهذا من أبرز الأسباب التي دعت للإضراب وإغلاق المدارس بشكل كامل
ويوضح أن الكوادر التدريسية تدرك سلبية إيقاف عملها وأن هذا سيؤثر على آلاف التلاميذ الذين لا يستطيعون التوجه للمدارس الخاصة بسبب الرسوم المالية التي تفرض على طلابها شهرياً، لكن ليس هناك خيار آخر سوى أن يتم إعادة النظر في هذه المدارس من قبل المنظمات الإنسانية التي تقدم دعمها لمئات المدارس في الشمال السوري ومدارس أخرى لا يصلها شيء.
وهذا الإضراب لمدارس تابعة لمديرية تربية حماة سبقه إعلان العديد من المدارس التابعة لمديرية تربية إدلب إضراباً أيضاً عن العمل لذات الأسباب، حيث أعلنت العديد من المدارس في كل من منطقة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي ومناطق أخرى بتاريخ 21 كانون الثاني/ يناير الجاري عن البدء بإضراب كامل عن التدريس وإغلاق المدارس حتى تحقيق مطالب المدرسين في توجيه الدعم لهذه المدارس.
“المرصد السوري” رصد المدارس التي أعلنت عن الإضراب في ريف إدلب وذلك بسبب توقف دعمها، وهي كل من مدرسة” ثانوية بنات جسر الشغور وثانوية البنين في جسر الشغور وثانوية الفريكة وثانوية بنات البشيرية وثانوية البنين في البشيرية وثانوية كنيسة بني عز وثانوية مشمشان وثانوية بزيت وثانوية بنات الحمامة ومدرسة الجديدة ومدرسة عمرو بن العاص وثانوية بنات الجديدة ومدرسة الذكور في الحمامة وإعدادية بنات الجانودية ومدرسة مخيم الأرامل ومدرسة القنية ومدرسة سلهب ومدرسة السكرية وإعدادية كفرنجد وثانوية جوزف وثانوية ذات النطاقين وثانوية عبد الرحمن عبيدو في أريحا ومدرسة عري القبلي ومدرسة المأمون ومدرسة مزرعة الزهراء ومدرسة بلميس ومدرسة بشير حللي ومدرسة جب الصفا وثانوية الملند وثانوية ابن خلدون ومدرسة طيبة ومدرسة القيسية ومدرسة غالب شحادة ومدرسة كنيسة نخلة.
وتعاني معظم المدارس التابعة لمديرية التربية في إدلب من تهميش واضح وعدم حصولها على الدعم اللازم في سبيل استمرارها بتدريس آلاف التلاميذ في كافة المراحل التعليمية، خصوصاً مع دخول المدارس الخاصة ومنافستها للمدارس العامة من ناحية جودة التعليم والخدمات، وبدوره يتحدث الناشط (م.أ) عن نتائج توقف هذه المدارس قائلاً، توقف المدارس واضرابها جاء في وقت ينتقل فيه التلاميذ للمرحلة الثانية من العام الدارسي و سيتسبب توقفها بإيقاف دراستهم وضياع السنة الدراسية بشكل كامل.
مضيفاً، في الوقت الذي تتوجه فيه المنظمات لدعم مخيمات النازحين بالغذاء والتدفئة وتلبية حاجة العائلات، يجب أن تعطي اهتماماً أيضاً للناحية التعليمية فهي مهمة جداً لاسيما وأن حركات النزوح المتكررة خلفت وجود آلاف الأطفال الذين تركوا مقاعد دراستهم، فلا نريد أن يكون مصيرهم التشرد في الشوارع والعمالة أو التسول، الجميع يعلم أن هناك حالة من نقص الدعم في العديد من القطاعات مثل القطاع الطبي والخدمي والتعليمي، لكن يجب السعي أكثر لدعم القطاع التعليمي بشكل أكبر.
ويلفت إلى أن استمرار انقطاع الدعم عن المدارس قد ينتج عنه مستقبلاً توقف المزيد من المدارس وبالتالي تصبح العملية التعليمية محصورة في المدارس الخاصة التي تتجه غالبيتها لتكون ذات أهداف ربحية وتجارية بالدرجة الأولى، ويجب على المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري إعادة دعم المدارس المتوقفة بأقرب وقت لتعود لاستكمال العام الدراسي.
وتعاني معظم المدارس في الشمال السوري ولاسيما ضمن مناطق إدلب وريفها من شح الدعم الموجه لها من قبل المنظمات الإنسانية والمعنية بدعم التعليم، ومن أبرز المنظمات التي تقدم الدعم للمدارس تعتبر منظمة”سيريا ريليف” إضافة لمنظمات أخرى، كما بات ينتشر في مناطق إدلب وريفها عشرات المدارس الخاصة التي تفرض رسوم مالية شهرية على تلاميذها تتراوح ما بين 100 إلى 400 ليرة تركية.