لحظات ما قبل الفاجعة..أحد الناجين يروي تفاصيل غرق “مركب الموت” قبالة الساحل السوري

36

يروي “جهاد مشلاوي” وهو أحد الناجين من “مركب الموت” تفاصيل الساعات الأخيرة من الفاجعة، وذلك خلال مقابلة له مع قناة “الغد العربي”، ويقول جهاد: بدأ تجميع ركاب المركب في الساعة الثالثة والنصف فجر يوم الأربعاء، حيث تم جمع الركاب عبر 5 زوارق يحمل كل منها نحو 30 شخصاً إلى القارب الرئيسي، ثم قاموا بجلب القبطان “أسامة نافذ” من مخيم نهر البارد.
عند وصول القبطان برفقة عائلته إلى المركب رفض في البداية قيادة المركب محذراً أنه لا يمكن الإبحار بهذا العدد الكبير من الركاب، وأن ذلك يعد مخاطرة بأرواحهم، وبعد رفضه القاطع لذلك، قام المدعو “أبو علي” “المهرب” بتهديده بالقتل فكان جواب القبطان” أسامة نافذ” “أقتلني أنا بروح ضحية هالـ 150”.
وبعد جدال بين القبطان و”المهرب”، أقدم الأخير على إشهار مسدس حربي مهدداً بقتل أطفال القبطان بحال لم يوافق على قيادة المركب، وهنا بدأت صرخات أطفاله وزوجته، فوافق القبطان تحت التهديد مشترطاً ذهاب شقيقته وابنتها، بالإضافة إلى طبيب ليرافق الركاب في رحلتهم بحال أصيبوا بأمراض، وكانت تلك حيلة من القبطان “أسامة نافذ” ليتأخر موعد انطلاق المركب لعلمه أن الطبيب سيتأخر لمدة نصف ساعة تقريباً، لكن المفاجئ أنهم قاموا بإحضار الطبيب بمدة لا تتجاوز الـ 10 دقائق.
بعد وصول الطبيب بقي القبطان لمدة ربع ساعة رافضاً الإنطلاق وبدأت الزوارق التي ابتعدت عن المركب تعود من جديد وعاد معها “المهرب ” أبو علي” ليبدأ من جديد بتهديد القبطان وشتمه، وهنا انطلق المركب، وكان يتوقف كل 10 دقائق ويتعطل المحرك، علماً أن أمامه مسافة طويلة جداً للوصول إلى إيطاليا، وهنا اتصل القبطان “أسامة” بالمهرب وأخبره بأن المركب يستحيل أن يوصل الركاب لإيطاليا لأنه معطل تماماً، لكن الأخير أمره بمواصلة الطريق، فاضطر لمواصلة الرحلة لخوفه من العودة إلى لبنان وأن تلقي السلطات اللبنانية القبض عليه بتهمة التهريب.
توقف محرك المركب عن العمل بشكل نهائي وبدأت صرخات الأطفال والنساء والتوسل للقبطان بإعادتهم إلى لبنان، وبدأت أمواج البحر تتلاعب بالمركب، وفي النهاية ضربت المركب موجة كبيرة جداً وبدأ المركب يتقلب في عرض البحر.
ويصف الناجي “مشلاوي”، اللحظات الأكثر رعباً في تلك الفاجعة، يقول، أن أحد الركاب ويدعى “محمد” لا يجيد السباحة توسل إليه لمساعدته ممسكاً به، لكنه اضطر لتركه وقفز في الماء، واستمر بالسباحة لمسافة 100 متر، ثم نظر خلفه فإذا بأكثر من 70 جثة قد طافت على سطح الماء محيط المركب في أقل من دقيقتين، ومن بينها كانت جثة لطفل لا يتجاوز الشهور من عمره.
يذكر أن الناجي “جهاد مشلاوي” من منطقة مخيم نهر البارد، وكان بقي لليوم الثاني في المياه قبل وصوله إلى الشاطئ بمفرده و عند وصوله للشاطئ لاحظه أهل طرطوس فأغمي عليه من التعب و تم إسعافه إلى مشفى الباسل و بقي بالمشفى يتعالج ليومين ثم تم تخريجه إلى لبنان.