لقاء لافروف ـ بن فرحان: هل تدعم السعودية مسار «أستانة» للحل في سوريا؟

23

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده أبلغت المملكة العربية السعودية عن خطوات عبر مؤتمر “أستانة” بشأن الأزمة السورية. وأضاف الوزير الروسي في مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان أمس الخميس في موسكو، تبادلنا المعلومات مع السعودية بشأن صيغة “أستانة”، ونحرص على عودة سوريا إلى الأسرة العربية. ويلاحظ من قراءة تصريحات لافروف وجود دعم سعودي لمسار “أستانة” للحل في سوريا وهو المسار الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران، وفق مصادر “القدس العربي”.

وتشير المصادر إلى أن حديث لافروف يأتي بعد يومين من حديث وزير الخارجية السعودي، عن وجود حوار من أجل عودة النظام السوري إلى الحضن العربي.

وكان فيصل بن فرحان قد قال الثلاثاء، على هامش زيارته إلى بريطانيا إن هناك “إجماعاً عربياً على أن الوضع في سوريا غير مقبول”، وأضاف أن “ثمة حواراً من أجل عودة النظام السوري إلى الحضن العربي، لكن من المبكر الحديث عن ذلك”. وفي هذا الإطار، يقول الكاتب والباحث عمار جلو، إن موافقة السعودية على إعادة سوريا للجامعة العربية، هي بداية للعودة الدولية كما كانت بداية للعزلة الدولية بالنسبة للنظام، وذلك في حال كانت مخرجات “أستانة” مرضية سعودياً وعربياً.

ويضيف لـ”القدس العربي”، أن تصريحات وزير الخارجية الروسي تأتي بعد تحسن العلاقات بين تركيا الشريكة في مسار أستانة والسعودية، وذلك بعد إدراك أنقرة لعدم إمكانية الاستغناء عن المملكة والخليج العربي بالمجمل في الملف السوري وغيره. وتابع بأن هناك توجهاً سعودياً لتفعيل حل سوري، على أساس قرار مجلس الأمن 2254، ويقول: “الأمور ستبقى محكومة بموازين وتقلبات ميزان القوى الموجودة في سوريا، لاسيما القوة الإيرانية المعطلة، والحاجة الروسية لإيران في مجال التهرب من العقوبات”.

ويرى المحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي، أن مسار أستانة لم يكن ناجحاً أو على الأقل كافياً لإيجاد أبسط صيغة من صيغ الحل في سوريا، رغم مرور 6 سنوات عليه، ورغم أنه حظي بدعم ضمني وأحياناً صريح من الأمم المتحدة والدول المهتمة بالملف السوري.

وفي حديثه لـ”القدس العربي” أضاف المعراوي أنه “بسبب الظروف المستجدة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا وتراجع الدور الروسي الحامل لهذا المسار على حساب تنامي الدور الإيراني والتركي، فإن السعودية ليست في وارد دعم مسار للحل في سوريا تكون إيران أحد أبرز المستفيدين منه”.

وبذلك يضع المعراوي تصريحات وزير الخارجية السعودي المتكررة عن أن الوضع في سوريا ليس مقبولاً بشكله الحالي، في إطار اعتراض الرياض على تنامي الدور الإيراني في سوريا”، ويقول: “لذلك لا أرى في التصريحات الروسية أي جدية ولو كان غير ذلك لكان ابن فرحان قد أعلن ذلك بنفسه”. والأربعاء، كان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قد أكد أن عودة سوريا إلي الجامعة لم تحسم بعد، وقال: إنه “بالرغم من مناقشة عودة مقعد سوريا إلى الجامعة العربية خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم، لكن مع ذلك لم يكن هناك توافق أو معارضة، ولم يتم حسم عودة سوريا بسبب مواقف بعض الدول”.

بموازاة ذلك، قال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إن موسكو ستحتضن الأسبوع المقبل اجتماعاً رباعياً بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، تمهيداً لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية. وأكد في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، نية بلاده حضور الاجتماع الذي تحضره إيران أيضاً، مشيراً إلى أن مؤتمر أستانة هو الصيغة الوحيدة الباقية للتوصل إلى حل في سوريا.

المصدر: القدس العربي