لليوم الثالث على التوالي.. طلاب جامعة “النهضة” يتظاهرون في مدينة إعزاز ضد قرار مجلس التعليم العالي في “الحكومة المؤقتة”

84

محافظة حلب – المرصد السوري لحقوق الإنسان: رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، خروج العشرات من طلاب ” الجامعة الدولية للعلوم والنهضة” بمظاهرة لليوم الثالث على التوالي، في مدينة إعزاز شمالي حلب، ضد قرار مجلس التعليم العالي في “الحكومة المؤقتة” وجامعة حلب الحرة ، حيث طالب الطلاب بالتراجع عن قرار خضوع طلاب في الأفرع الطبية للفحص المعياري في جامعة حلب الحرة، جرى إصداره في وقت سابق، والذي بموجبه سيحرم عدد كبير من الطلاب من مقاعدهم الدراسية في جامعة “حلب الحرة”، في حين اعتقلت “الشرطة العسكرية ” في منطقة إعزاز شبّان اعتدوا على مظاهرة طلاب “جامعة النهضة”، وفي سياق متصل استقال رئيس “الجامعة الدولية للعلوم والنهضة” بعد 4 سنوات من ترأسه الجامعة، بسبب الصراعات التي تشهدها الجامعة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر تقريرًا في الـ 2 من نيسان/أبريل الجاري، جاء فيه: لا يقتصر الصراع على الناحية العسكرية ضمن المناطق الخاضعة لنفوذ الفصائل بمختلف تشكيلاتها العسكرية في إدلب، وريف حلب، بل بات صراع المؤسسات التعليمية بمختلف أسمائها وانتماءاتها يتصاعد فيما بينها في الآونة الأخيرة، مما زاد من معاناة الطلاب الجامعيين، في ظل التغلغل التركي في مناطق ريف حلب الشمالي وإدلب وتدخل المؤسسات التركية التعليمية التي أصبح لديها جامعات رسمية في مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، في المقابل تسعى الجامعات المحسوبة على “المعارضة” لنيل الاعتراف من الجهات الخارجية كدرجة أولى لتأمين مستقبل طلابها المستمرين في تعليمهم ولكي لا تصطدم الجامعات بصراعات مع الحكومات المسيطرة على إدلب وريف حلب.

“جامعة النهضة” إحدى الجامعات التي تشهد صراعًا مستمرًا لكونها جامعة خاصة وكانت تتبع لحكومة الإنقاذ الموالية لـ “تحرير الشام” حيث تعرضت لعدة إشكالات ومحاولات السيطرة على إدارتها بشكل كامل من قِبل “حكومة الإنقاذ”، مما دفع إدارة الجامعة إلى نقلها لمدينة اعزاز في أواخر 2019 مع العمل على تأمين الاعتراف الكامل بعد قرار المجلس التعليم العالي التي تم تشكيله حديثاً من قبل الحكومة المؤقتة بإستثناء الأفرع الطبية من الإعتراف ونقلهم إلى جامعة حلب الحرة واشترط القرار على الجامعة تأمين باقي الملفات مقابل السماح بمتابعة عمل الكليات والمعاهد النظرية والتي يبلغ عدد طلابها 2800 طالب وطالبة من كافة الاختصاصات، وتتراوح الأقساط مابين 150 دولار للمعاهد النظرية و 400 دولار للمعاهد الطبية و 900 دولار للكليات الطبية سنويا، فيما قررت الجامعة بالرغم من كل الظروف التي تمر بها من عدم اعتراف على الأفرع الطبية وتهديدها بالإغلاق مستقبلا بالإصرار على مشروع بناء مستشفى يحمل اسمها بالقرب من مدينة اعزاز، لتعليم الطلاب في الفروع الطبية، إذ تحتوي المشفى على مايقارب 70 سريرا يشمل كافة الأقسام والعيادات، ويهدف لمساعدة الطلاب والخريجين من الجامعة

في حين تسعى جامعة حلب الحرة بإشراف “الحكومة المؤقتة” الموالية لتركيا والتي تتخذ مدينة اعزاز شمالي حلب مقرًا لها لنيل الاعتراف من الجانب التركي، ويقدر عدد طلاب “جامعة حلب الحرة” حوالي 7200 طالب وطالبة موزعين على كامل الاختصاصات، وبذلك يصبح طلاب كليات الطب “جامعة النهضة” الذين انتقلوا بشكل فردي لمتابعة دراستهم في “جامعة حلب الحرة” لديهم بعض الأمل من عدم ضياع سنوات الدراسة من دون اعتراف، حيث انتقل العديد من طلاب “النهضة” إلى جامعة “حلب الحرة” خوفًا من عدم اعتراف الخارج بجامعتهم، رغم إصرار جامعة “النهضة” على متابعة تعليمها ومساعي إدراتها لجلب اعترافات دولية للجامعة

في المقابل تعد جامعة إدلب من أكبر الجامعات في منطقة شمال غرب سوريا، إذ يبلغ عدد طلابها نحو 15 ألف طالب وطالبة وهي جامعة بإشراف “حكومة الإنقاذ التابعة” الموالية لـ”هيئة تحرير الشام” في إدلب وسط مخاوف كبيرة حول مستقبل الطلاب الذين تخرجوا أو سيتخرجون منها في السنوات القادمة كونها في خلاف مع الجهات الأخرى من ناحية الإعتراف بشهاداتهم فضلًا عن مخاوف الطلاب من عدم توفير فرص عمل، وفي خضم ما سابق، يعاني طلاب الجامعات الواقعة ضمن مناطق الفصائل في إدلب وريف حلب، من صعوبات كبيرة في تأمين أقساط ورسوم الجامعة السنوية، بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها، ومرارة النزوح ولجوئهم إلى المخيمات،وترك بعض الطلاب تعليمهم بسبب انقطاع مصدر الرزق لديهم والتحاقهم بأعمال حرة، وتعد المسافات الكبيرة بين أماكن السكن والجامعات مشكلة كبيرة يعانيها الطلاب في ظل ارتفاع أجور التنقل، حيث يحتاج الطالب بمعدل وسطي نحو 50 دولار أمريكي شهريًا للمواصلات عدا عن المستلزمات الأخرى، إضافة إلى إغلاق الطرقات في الكثير من الأحيان بسبب الظروف الأمنية.