لماذا ترفض الولايات المتحدة مشاركة روسيا في ضرب الإرهابيين

18

نشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” مقالا لمعلقها العسكري فيكتور بارانيتس، تناول فيه أسباب رفض واشنطن مشاركة موسكو في ضرب الإرهابيين.

 جاء في المقال :

اقتحم الجيش التركي الأراضي السورية. وترسل أنقرة قوات جديدة إليها. ومن الجو تساند الطائرات الأمريكية العملية العسكرية. ولكن الولايات المتحدة ترفض رفضا قاطعا كما في السابق أي عمل مشترك مع روسيا ضد الإرهابيين. لنر لماذا؟

توجد عدة أسباب لذلك. فـ”داعش”، وكما أظهرت الوثائق غير مرة، وحتى في الولايات المتحدة نفسها، هو صنيعة الأجهزة الأمنية الأمريكية. ومنذ البداية، عول السياسيون والجنرالات الأمريكيون على أن تكون هذه القوات القوة الضاربة الموجهة لإسقاط الرئيس الأسد. لكن زعماء هذه العصابة رفضوا أن يكونوا دمى طيعة، وقرروا ليس إدارة الحرب كما يشاؤون فحسب، بل وإنشاء دولتهم الخاصة.

لكن الولايات المتحدة وحلفاءها وجهوا منذ بدء الحرب إلى مواقع “داعش” ضربات شكلية، وشنوا أكثر من ستة آلاف وخمسمئة غارة جوية، وكانت النتيجة أن مساحة التنظيم الجغرافية اتسعت من 18 % إلى 70 % من مساحة البلاد. و كان هذا الوضع مربحا للأمريكيين، لأن الإرهابيين أنهكوا الجيش الحكومي . في حين أن التعاون العسكري مع روسيا يحول الحرب ضد الإرهاب من حرب كرتونية إلى حرب فعلية.

وهناك سبب آخر ويتلخص في الحرص الأمريكي البالغ على حماية ما يسمى “المعارضة المعتدلة”، التي أعدتها وسلحتها واشنطن، وهي في حقيقة الحال مجرد مجموعات مسلحة غير قانونية تحارب ضد سلطة قانونية.

وقبل أن يبدأ الطيران الحربي الروسي بتوجيه ضرباته إلى مواقع الإرهابيين، عرض الجنرالات الروس على الطرف الأمريكي وضع خريطة جغرافية تكشف مواقع القوى على الأرض كافة. ولكن الطرف الأمريكي رفض ذلك لأن المرشدين العسكريين الأمريكيين ينتشرون في مواقع “المعارضة المعتدلة”، التي يخافون عليها من التدمير. فهي لاحقا يجب أن تلعب دورها “كقوة ضاربة إضافية” في مواجهة الجيش السوري .

أما بالنسبة إلى العملية العسكرية التركية على الأراضي السورية، فقد أعلنت الحكومة التركية أنها أقحمت جيشها لتغطية مساحة الـ900 كم الحدودية مع سوريا لوقف عبور اللاجئين والإرهابيين، ولكن ذلك كان إعلانا ماكرا. إذ، فورا بعد ذلك ومن دون إبلاغ دمشق اقتحمت وحدات وقطعات الجيش التركي أراضي دولة ذات سيادة. ويمكن توصيف ذلك احتلالا، بل حربا من دون إنذار.

هذا، وتتكون حالة من التناقض، فتركيا تصرح بأنها أرسلت جيشها “لمحاربة الإرهابيين”، مع أن المعارك في الواقع اندلعت مع الأكراد، ولكن ليس الأكراد الذين أمدتهم الولايات المتحدة بالأسلحة الذخائر، بل أبناء قومهم، الذين يحاولون من دون المساعدة الأمريكية في جنوب تركيا وشمال سوريا دولتهم. وهذا يسبب أكبر صداع لتركيا.

     ويحاول أردوغان (بمساندة الطيران الحربي الأمريكي) إحباط نيات الأكراد “السيئين”. وبغض النظر عن الخلافات الجدية التي ظهرت في الأشهر الأخيرة، فمن الواضح أن دخول الجيش التركي إلى سوريا تم “بمباركة” من البيت الأبيض.

 وهكذا، ظهر في ميدان المعركة في سوريا “لاعب” آخر، يحل تحت ستار محاربة الإرهاب مشكلاته الخاصة.

المصدر: روسيا اليوم