لماذا يلتف السوريون حول الجبهة الوطنية الديموقراطية (جود)

35

مضت عشر سنوات من عمر ثورة الشعب السوري ضد نظام الإستبداد والفساد واحتكار الثروة والسلطة؛ بحثاً عن الحرية والكرامة وبناء الدولة الوطنية الديموقراطية الحديثة، دولة المواطنة والعدالة. لن ندخل بتفاصيل الأحداث والمراحل والمحطات التي مرت بها مسارات الثورة وبات معظم السوريين يعرفها. إلّا أننا كلنا يجمع على أن المسألة السورية وصلت إلى طريق شبه مسدود، وضاقت آفاق الحلول، وبات الشعب السوري منقسماً مشتتاً بين واقع الدمار الشامل والنزوح والهجرة والمعتقلات، وباتت عصابات المال والقتل ومرتزقة العسكر تتحكم بحياة البلاد.
وقد أصبح جلياَ أن الحوامل السياسية التي أنتجتها الثورة، وتصدرت المشهد بتمثيل الشعب السوري، فشلت فشلا ذريعاً في مساراتها، وفي حمل الأمانة وإيجاد الحلول، وجمع الصف الوطني الشريف، وفرض صوت السوريين وقضيتهم في جميع المحافل الإقليمية والدولية، والبدء بتطبيق القرارات الدولية المنصفة لحقوقه.
جاءت مبادرة (جود) ولن ندعي أنها الخلاص الكامل الشامل، وأن طريقها معبد بالورود لتحقيق آمال وتطلعات، أنتفض الشعب لأجلها، إلاّ أنها بارقة أمل صحيحة وصادقة ولا بد منها، وآن الآوان أن ينتج الشعب السوري بعد هذه السنوات العجاف (حاملاً سياسياً واجتماعياً جامعاً وصادقاً)، يوحّد الجهود ويضع خارطة طريق وطنية بعيدة عن الأجندات والمصالح الدولية، ويضع مصلحة الشعب السوري وما يريده السوريون أولاً.
عوامل نجاح وشهرة (جود):
1- إنطلاقتها من الداخل السوري ومن العاصمة دمشق.
2- الذين أطلقوا المبادرة والدعوة لها مشهود لهم بمواقفهم الوطنية ونظافة الفكر واليد من موبيقات الأجندات والفساد.
3- وهذا لا يعني أن جميع الباقين من السوريين ومن لم ينخرط في مشروع (جود) فاسدون وملوثون وغير وطنيين، أبدا لا. فالآمال معقودة على وحدة جميع الجهود سابقا ولاحقا.
4- نبذ العنف والعسكرة والتطييف والأسلمة السياسية للثورة وخاصة الأحزاب الدينية.
5- طرح الحل بوضوح تام (تغيير النظام بكل رموزه ومرتكزاته ومحاسبة عادلة للقتلة والفاسدين).
6- هيئة حكم انتقالية مدنية تمثل جميع السوريين ممن لم تتلطخ أيديهم بالدم والفساد، وهيكلة الجيش والأجهزة الأمنية.
7- تطبيق القرارات الدولية والأساس فيها بيان جنيف واحد، والقرار ٢٢٥٤ الصادر عن مجلس الأمن.
8- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والمدنيين والكشف عن مصير المغيبين والمفقودين… وعودة آمنة وكريمة لجميع المهجرين والنازحين وإعادة الإعمار.
9- رفض جميع الإحتلالات العسكرية ووجودها على الأراضي السورية. والحفاظ على سورية دولة موحدة أرضا وشعباً.
10-بناء علاقات إقليمية ودولية متوازنة وفق مصالح الشعب السوري وضمان سيادته الوطنية.
على هذه الأسس والعوامل انطلقت مبادئ وتوجهات (جود)، أملاً لأن تكون هذه المبادرة بوابة حل للخروج من المأزق وصولاً إلى شواطئ تطلعات وأحلام السوريين جميعاً.

الكاتب: قاسم نصر الدين (أبو حيان)

 

الآراء المنشورة في هذه المادة تعبر عن راي صاحبها ، و لاتعبر بالضرورة عن رأي المرصد.