مؤتمرون سوريون معارضون: النظام عطل المفاوضات ست مرات.. ولا للتطبيع معه

39

بحثا عن الخلاص والمضي نحو الحلّ السياسي السلمي على أساس القرارات الدولية وأبرزها 2254، عرفت سورية مجموعة من المؤتمرات في الداخل  والخارج حيث تجنّدت المعارضة دفاعا عن  الثورة وحق الشعب السوري في تقرير مصيره، من جنيف مرورا بالرياض والقاهرة وصولا إلى أستانا وسوتشي، وانبثقت عديد القرارات الأممية والتفاهمات التي ظلّت حبرا على ورق ولم تلقَ حظّها لِتتجسد على أرض الواقع ليخرج السوريون من هذه الدائرة الضيّقة ومحيط اللاّ أمل الذي تتخبّط فيه البلاد طيلة عقد من الزمن.
ومع استمرار الحرب منذ 10 سنوات دخلت على الخط عديد التحركات في محاولات لحلحلة الأوضاع  وحل الأزمة، في حين زادت أخرى من تعقيدها، وخاصة التحرك الروسي والأمريكي والإيراني والتركي، وتكرّرت الاجتماعات فيما اتّهمت أمريكا بأنّها المعرقل للحل لإبقاء سورية رهينة للمساومة والابتزاز.. الاقتصادي.
ونظم أول أمس معارضون سوريون في اسطنبول التركية مؤتمرا مضيّقا حضره عديد الأطراف، جدّد مطالب رفض إعادة التطبيع مع النظام في دمشق، وشدد على أهمية رحيل النظام كمدل لتنفيذ القرارات الأممية وأبرزها2254.
ويرى علي كيالي، أحد منظّمي هذا المؤتمر، في حديث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنّ هذا المؤتمر يختلف عن سابقيه كونه يستند إلى  الحاضنة الشعبية التي غيّبت عن العملية السياسية من خلال ما يسمّى بتنظيمات المعارضة الحالية، وقد تركّز على بعث رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أننا ضد التطبيع مع النظام، ومع بعث الأمل لدى السوريين كون النضال لا يزال مستمرّا، لافتا إلى أنّ المؤتمر كان سوريّا وطنيا بامتياز بتمويل سوري وبعيدا عن أي إملاءات خارجية.
وفي إجابته على  سؤال المرصد السوري عن اللقاء الأخير للمعارضة في العاصمة القطرية الدوحة، أكّد محدثنا أنّ هناك ردود أفعال إيجابية وأبرزها تلك التصريحات من المسؤولين الأمريكيين، وخاصة جول ريبورن الذي قال علنا وبدون تحفظ إنّ التطبيع مع النظام لن يعيد سورية إلى ما قبل الثورة وأنه لا مكان لبشار الأسد في الانتقال السياسي المرتقب، مشددا على أنّ مشروع خط الغاز المصري الأردني السوري مصيره الفشل.
وبخصوص حالة التشرذم والانقسام التي تعيشها المعارضة السورية، علّق علي كيالي قائلا:إنّ هناك حاجة لإصلاح مؤسسات المعارضة ورفدها بالشخصيات الوطنية ذات السمعة الجيدة والمنبثقة من القاعدة الشعبية، والتي تمثّل فعلا الثورة والشعب المهمّش لتُوصل معاناة الشعب طيلة عقود من الزمن إلى العالم ووضع حد لكل الانتهاكات والتجاوزات.
واعتبر محدثنا أنه مع غياب أي حلّ عسكري كان ولايزال الضغط الاقتصادي والسياسي والجماهيري وتشديده على النظام المتهالك هو أهم خطوة لإقناع روسيا للتخلّي عن النظام والبحث عن عملية تسوية سياسية وفق القرار 2254.
واعتبر عديد الخبراء والمتابعين للشأن السوري أنّ مختلف اللقاءات والمؤتمرات لم تفلح في إيجاد سبل الحلّ السياسي بل دفعت إلى تعكير الحالة السورية سيما بعد التدخلات الأجنبية التي أرهقت البلد وقسّمته وخلقت هوة بين مختلف أطيافه، ويعتبر البعض أن الانفتاح  على النظام قد يكون وراءه مساعي للضغط وإضعاف المعارضة التي انخرطت في مختلف المباحثات لكنها فشلت في فرض القرارات الأممية بسبب تعنتها وتعنّت وفد النظام من أجل استكمال كتابة دستور يلبي تطلعات  الشعب السوري في العيش ضمن دولة ديمقراطية حرّة تؤمن بالتداول السلمي على السلطة عبر انتخابات نزيهة.
وأفاد حسن الحريري، عضو اللجنة الدستورية في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن غير بيدرسون تحصّل على وعد من دمشق خلال زيارته الأخيرة لعقد جولة سابعة في الشهر المقبل، موجّها رسائل إلى الوفود مفادها الاستعداد لذلك سيما بعد التعطيلات الكبيرة للجنة ماحال دون تقدّم أعمالها.
ويتّهم العضو باللجنة الدستورية النظام بتعطيل المفاوضات حيث تفنّن وفده في رفض الانصياع لمختلف الأوامر والقرارات الصادرة عن المجموعة الدولية، وتعطيل المنهجية التي كان الجميع متّفقا عليها في مساعي حثيثة من المعارضة لإنجاح المفاوضات وتقدّمها لتحقيق أولى خطوات الحلّ السياسي.
بدوره علّق أحمد العسراوي، عضو اللجنة، في تصريح للمرصدالسوري ،قائلا” لا جديد يذكر خاصة مع تمسّك وفد النظام بتعطيل المفاوضات ست مرات سابقة.
وعبّر العسراوي عن أمله في الوعود المقدّمة من قبل الجهات الدولية للمضي قُدما بأعمال اللجنة وانجاحها.