مئات المتطوعين في التعليم ضمن مدارس إدلب ينتظرون حلول تنهي معاناتهم والمرصد السوري يسلط الضوء عليها

38

مابين طامح في تحصيل راتب شهري ولو بشكل رمزي مستقبلاً ليسد رمق عائلته، وآخر شدته رغبته في تعليم الأطفال السوريين الذين شردتهم آلة الحرب المدمرة وأبعدتهم عن مقاعد الدراسة، يواصل الكثير من المدرسين في مدارس إدلب وريفها عملهم بشكل تطوعي ودون أي مقابل ضمن مدارس غابت عن أعين المنظمات الإنسانية والجهات المعنية.

فالديون تتراكم والأعباء تزيد على كاهل المدرس(ح.ر) الذي قد بدأ عامه الثاني من تدريسه في إحدى مدارس مخيمات دير حسان بشكل تطوعي دون أي مقابل مع وعود أضلت طريقها للتنفيذ من قبل إحدى المنظمات بكفالة المدرسة.

وفي شهادته”للمرصد السوري” يقول، أنه وبعد أن نزح من منطقته ريف حماة الشمالي بدأ يبحث عن فرصة عمل في إحدى المدارس ليسد حاجته ومتطلبات النزوح فلم يتمكن من إيجاد هذه الفرصة، لينتهي به المطاف مدرساً لمادة “اللغة العربية” في إحدى المدارس “الغير مكفولة” بشكل تطوعي على أمل أن تقوم إحدى المنظمات المعنية بشؤون التعليم بدعم المدرسة

مضيفاً، أنه قد دخل العام الدراسي الثاني ولم يقدم له أي مقابل مادي في ظل تردي وضعه المعيشي وعدم قدرته على تحمل المزيد من الأعباء في إعالة أسرته المكونة من أربعة أفراد، وقد وعدت إحدى المنظمات بتقديم رواتب للمدرسين لكن لم يلتمس جدية في وعودها لعدم وجود اهتمام من جانبها بالمدرسة

ويشير إلى أن هناك ازدواجية وإجحاف بحق المنشآت التعليمية في الشمال السوري بشكل عام وظلم يقع على عاتق المدرسين والمدرسات، فهناك مدارس تقدم للمدرسين راتباً يصل لأكثر من 250 دولار أمريكي خصوصاً المدارس الخاصة، ومن ناحية أخرى فهناك الكثير من المدرسين من لا يتقاضون أي مقابل ويدفعهم للعمل أملهم بوجود راتب شهري بالمستقبل أو من يدفعه رغبته بتعليم الأطفال

ويوضح أنه وبأفضل الأحوال يتم تقديم سلة غذائية للمدرس من قبل منظمة أو من قبل مديرية “التربية والتعليم” التي يتقاضى المسؤولين فيها مبالغ كبيرة شهرياً، ويعرب أخيراً عن استياءه من هذا الواقع الذي يصيب التعليم في الشمال السوري الذي يدل على وجود تقصد لعدم تطوير التعليم فيه على حد تعبيره

وفي شهادته “للمرصد السوري” تحدث الناشط (م.ع) والمقيم في ريف إدلب الشمالي، قائلاً، هناك طريقة متبعة لدى “مديرية التربية والتعليم” في إدلب التي تنسق بين المنظمات الداعمة والمدارس في جميع مناطق إدلب وريفها، الطريقة تتمثل في توجيه الدعم للمدارس المتواجدة في الأماكن الأكثر كثافة سكانية وهذا أثر كثيراَ على أعداد كبيرة من المدارس التي لم يصلها الدعم إلى الآن

ويوضح، أنه فقط في منطقة أطمة في ريف إدلب الشمالي يوجد أكثر من 30 مدرسة غير مدعومة، وهناك مدارس كثيرة في بلدات كفرتخاريم وسلقين وأرمناز وحارم غير مدعومة، ويعود سبب ذلك أن “حكومة الإنقاذ” قامت بدمج “مديرية التربية في حماة” مع “مديرية التربية في إدلب” بعد سيطرة النظام على مناطق واسعة شملت ريفي حماة الشمالي والغربي، وقامت بتوجيه المدرسين الذين كانوا في “مديرية تربية حماة” إلى مدارس هذه المنطقة

ويعرب عن أسفه للحال الذي وصل إليه المدرسين المتطوعين في مدارس إدلب وريفها، فقد أصبح الواحد منهم ينتظر إحدى المنظمات أو الجمعيات الخيرية لتقدم له سلة غذائية أو مبلغاً رمزياً.

وبدورها بررت “مديرية التربية” في إدلب على لسان أحد العاملين فيها في حديثه “للمرصد السوري” عدم وجود دعم للكثير من المدارس في إدلب وريفها لسياسة المنظمات الداعمة للتعليم، وأن دور المديرية ينحصر فقط في تنسيق الدعم الموجه من هذه المنظمات للمدارس

موضحاً، أنه عندما تأتي أي منظمة لتدعم التعليم في إدلب يكون ضمن مشروع كامل والمنظمة هي من تحدد عدد المدارس التي ترغب بكفالتها مالياً وقد تعطي”المديرية” بعض التوجيهات للمنظمة الداعمة وتوجهها لمدارس معينة ضمن معايير محددة مثل أن يكون هناك كثافة سكانية وعدد طلاب كبير في المنطقة

ويضيف، أن المديرية لا تستطيع الضغط على هذه المنظمات وتوجهها بشكل كامل حتى لا تبدأ المنظمات بالتراجع عن دعم التعليم بشكل كامل وهذا ليس من صالح المنطقة وسينعكس سلباً عليها، نافياً بالوقت ذاته أي تدخل من قبل”تحرير الشام” بشؤون التعليم أو اقتطاعها لجزء من الدعم المقدم من قبل المنظمات للتعليم في إدلب.

ويعاني القطاع التعليمي في إدلب وريفها من ضعف كبير في الإمكانيات وتشتكي الكوادر التعليمية من تدني الرواتب بشكل كبير فضلاً عن دخول مدارس خاصة منافسة للمدارس التابعة لمديرية التربية، وتسببت الأحداث الدامية الأخيرة في ابتعاد آلاف الطلاب عن مقاعد دراستهم لأسباب كثيرة من أهمها الأحوال المعيشية القاسية.