مئات المدنيين يخرجون من مدينة الرقة تاركين عشرات آلاف آخرين بين مطرقة التحالف وسندان تنظيم “الدولة الإسلامية”

22

تشهد مدينة الرقة استمرار المعارك فيها بوتيرة عنيفة، بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جهة، وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، على محاور في المدينة القديمة وقسمها الغربي وفي أطراف حي هشام بن عبد الملك في جنوب المدينة، في محاولة من قوات عملية “غضب الفرات” تحقيق مزيد من التقدم في المنطقة، وتوسيع نطاق سيطرتها والتضييق على التنظيم داخل المدينة، وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مئات المدنيين تمكنوا خلال الـ 48 ساعة الفائتة، من الخروج من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى مناطق سيطرة قوات عملية “غضب الفرات” بغرب مدينة الرقة، بينهم أطفال ومواطنات، تمكنوا جميعهم من الوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في حين علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المدنيين المتواجدين في مناطق سيطرة التنظيم بالمدينة يقدر بعشرات الآلاف من أطفال ومواطنات وشبان ورجال، والذين وقعوا بين مطرقة قصف التحالف الدولي والعمليات العسكرية وسندان تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يتخذهم كدروع بشرية.

جدير بالذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر اليوم الأربعاء الـ 12 من تموز / يوليو الجاري، أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من فرض سيطرتها على نحو 50% من مساحة المدينة القديمة في الرقة، بعد التوغل داخلها على عدة محاور متفرقة غرب أسوار المدينة القديمة، كما تمكنت من التقدم في محاور أخرى من المدينة، لتوسع نطاق سيطرتها إلى ما يقرب من 35 % من مساحة مدينة الرقة، وتترافق الاشتباكات اليومية مع قصف عنيف ومتبادل بين طرفي القتال وقصف للتحالف الدولي ولقوات عملية “غضب الفرات” وتفجير تنظيم “الدولة الإسلامية” لعربات مفخخة، ما تسبب في تدمير البنى التحتية للمدينة، ودمار كبير في مئات المنازل ومئات المحال التجارية والمستودعات والمرافق العامة.

كما استمر المرصد في متابعة ورصد وتوثيق ما يجري في مدينة الرقة، من معارك وتقدمات وهجمات وتدمير، ومن قتل يومي أوقع المزيد من الشهداء المدنيين، ليرتفع إلى 233 على الأقل من بينهم ناشط في المرصد السوري لحقوق الإنسان، عدد المدنيين السوريين الذين وثق المرصد السوري استشهادهم في مدينة الرقة، منذ الـ 5 من حزيران / يونيو الفائت من العام 2017 وحتى فجر اليوم الـ 12 من من تموز / يوليو الجاري، ومن ضمن المجموع العام للشهداء ما لا يقل عن 39 طفلاً دون سن الثامنة عشر، و30 مواطنة فوق سن الـ 18، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف ولإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح عدد الشهداء للارتفاع، كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة لهذا القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها.

كذلك تسببت الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية “غضب الفرات” المؤلفة من قوات سوريا الديمقراطية وقوات النخبة السورية والقوات الخاصة الأمريكية بإسناد من طائرات التحالف الدولي، في مقتل ما لا يقل عن 359 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” بينهم قياديين محليين وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين، إضافة لإصابة العشرات، في حين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان 137 مقاتلاً من قوات عملية “غضب الفرات” من ضمنهم مقاتلان اثنان من قوات النخبة السورية، و3 مقاتلين من الجنسيات الأمريكية والجورجية والبريطانية، فيما البقية من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها، ومن مقاتلي قوات مجلس منبج العسكري، ممن قضوا في التفجيرات والقصف والاشتباكات مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة والضفاف الجنوبية لنهر الفرات

صور ترصد خروج عشرات المواطنين من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وقوات عملية “غضب الفرات” في القسم الغربي من المدينة.

https://www.facebook.com/syriahro/posts/10155765386053115

شريط مصور يظهر عشرات المواطنين خلال خروجهم من الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، إلى مناطق سيطرة قوات عملية “غضب الفرات” في غرب المدينة.

https://www.facebook.com/syriahro/videos/10155765388483115/