ما يزيد عن 5 أشهر .. منظمات دعم المخيمات بمياة الشرب تتوقف عن توريد نحو 25 مخيم في شمال إدلب

33

تتزايد الحاجة للمياه مع بداية ارتفاع درجات الحرارة، وتعتبر من الأساسيات التي يحتاجها الإنسان، لاسيما الحاجة اليومية لسكان المخيمات في شمال غربي سورية، لمياه الشرب والنظافة.

وتعتمد معظم مخيمات الشمال السوري على مشاريع دعم المياه من قبل بعض المنظمات الإنسانية المانحة، حيث يتم تزويد العوائل بصهاريج المياه بشكل دوري مجاناً، بينما يتم قطع دعم المياه عن بعض المخيمات أحياناً لأسباب تتعلق بالمنظمة المانحة مثل توقف الجهات الممولة للمنظمة وغيرها.

ومع نهاية العام الفائت 2020، انقطع تزويد المياه لأكثر من 25 مخيماً في مناطق مختلفة في الشمال السوري، مثل مناطق سرمداً وأطمة وكللي وحربنوش وغيرها، مما زاد في معاناة سكان هذه المخيمات، بسبب غلاء أسعار المياه التي يقومون بشرائها، ويقدر عدد سكان هذه المخيمات ما بين 10 إلى 15 ألف نسمة.

أحد المسؤولين عن مخيم” حربنوش” في ريف إدلب الشمالي، يتحدث لـ”المرصد السوري” عن أزمة المياه التي حدثت بعد انقطاعها من قبل المنظمة التي كانت تدعم المخيم بالمياه، يقول: توقف دعم مياه الشرب منذ الشهر 11 من العام الفائت 2020، توقف المشروع بشكل كامل، حيث بات يُجبر سكان المخيم على شراء المياه على نفقتهم رغم غلاء سعرها وضعف إمكانياتهم، ولا تزال تلك المخيمات دون تأمين مياه منذ أكثر من 5 أشهر دون وجود بوادر لحل هذه المعضلة.

ويضيف، أن المياه والخبز هما أكثر ما يحتاجه سكان المخيمات يومياً ويجدون صعوبة في تأمينهما، وتقوم منظمات في الكثير من المخيمات بدعم مشاريع للمياه والخبز، ما يساعد العوائل على تحمل أعباء شرائه، ويختم حديثه آملاً في القريب العاجل أن يتم إعادة تفعيل مشروع دعم المياه، وتخفيف الأعباء عن العائلات النازحة في جميع المخيمات التي انقطع عنها دعم المياه.

(م.س) نازح من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الشمالي، ويقيم في أحد مخيمات كللي في ريف إدلب الشمالي، في حديثه “للمرصد السوري” يقول ، أنه يقوم بشراء صهريجين من المياه شهرياً بتكلفة 80 ليرة تركية، وهو مبلغ يصعب عليه تأمينه بسهولة بسبب وضعه المعيشي الحرج، وعدم وجود فرص عمل، وهو على هذا الحال منذ قرابة 5 أشهر، ويؤكد بدوره، أن دعم المياه كان يوفر عليه هذا المبلغ شهرياً فقد كان يأخذ ما يكفيه من المياه عبر صهاريج مخصصة للمنظمة الداعمة، ولكن الآن بدأت تزيد الأعباء عليه بسبب انقطاع الدعم، فيما ترتفع أيضاً أسعار المياه وتنخفض دائماً بسبب أسعار تصريف الدولار وغلاء أسعار المحروقات، وأحياناً يصل سعر الصهريج الواحد البالغ سعته 20 برميل، 50 ليرة تركية.

بدوره تحدث (أ.م)، وهو نازح من بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي، ويقطن في أحد مخيمات أطمة في ريف إدلب الشمالي، عن معاناته ، يقول: أنه يحاول جاهداً تقنين استخدام المياه بسبب غلاء سعرها، وأن موضوع تأمين المياه هو من أكثر ما يعاني منه خلال هذه الفترة، بسبب عدم توفر المبلغ المطلوب بشكل شهري، وفي سياق حديثه لـ”المرصد السوري” يوضح السيد (أ.م) : أن الحاجة باتت ملحة بشكل كبير لوجود حلول جذرية لموضوع المياه في المخيمات وعدم انتظار المشاريع حتى تعود من جديد، فيجب العمل على توفير المياه بشكل أكثر سهولة لجميع المخيمات في الشمال السوري، ويختم (أ.م) حديثه بأن المخيم الذي يقطن فيه غالبية سكانه من العائلات الفقيرة التي بالكاد تستطيع تأمين مصروف معيشتها اليومية، وأسعار المياه تزيد من معاناة الأسر بشكل أكبر، ويتخوف سكان المخيم من استمرار هذا الانقطاع لفترة طويلة، في ظل اقتراب دخول موجات الحرارة على المنطقة، وارتفاع أسعار المحروقات التي تستخرج وتنقل عن طريقها المياه