“متذرعة بالحد من عمليات التهريب”… هيئة تحرير الشام تدمر جسر التوينة الذي يربط بين مناطق الفصائل وقوات النظام بسهل الغاب

59

علم المرصد السوري لحقوق الإنسان من عدد من المصادر الموثوقة أن هيئة تحرير الشام عمدت اليوم الأربعاء الـ 17 من شهر نيسان / أبريل الجاري، إلى تفجير جزء جديد من جسر التوينة بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، حيث يعد الجسر صلة وصل تربط مناطق قوات النظام بمناطق تحرير الشام والفصائل، ويعد ممر لتهريب البضائع والمحروقات بين الطرفين، فيما كان نشر المرصد السوري يوم أمس في الـ 16 من شهر نيسان الجاري، تقريراً حول الجسور في الريف الحموي، وجاء فيه تتقاسم كل من قوات النظام والميليشيات الموالية لها، وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى، السيطرة على الجسور ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة سهل الغاب ضمن ريف محافظة حماة الشمالي الغربي، حيث تتواجد في منطقة سهل الغاب العديد من الجسور التي تربط مناطق سيطرة قوات النظام بمناطق سيطرة الفصائل المعارضة، هذه المنطقة التي يتخللها نهر العاصي قبل أن يدخل في مناطق ريف محافظة إدلب الغربي, وبعد مرور ثمان سنوات من عمر الثورة والحرب السورية, لا تزال بعض هذه الجسور تتوزع فيها جهات السيطرة بين الطرفين, فمنذ بداية الصراع المسلح دأبت الفصائل إلى السيطرة على منطقة سهل الغاب في ريف محافظة حماة الغربي, والتي تتواجد فيها العديد من القرى والبلدات ذات الأهمية العسكرية البالغة, وبالتزامن مع ذلك حاولت فصائل المعارضة التمسك بالجسور في المنطقة لما تحمله من قيمة عسكرية كبيرة أيضاً, مما يدعم وجودها في المنطقة وتسهيل تقدمها على حساب قوات النظام السورية.

** جسر  التوينة : هو من بين أهم الجسور الواقعة في منطقة سهل الغاب في ريف محافظة حماة الغربي, وهو يصل بلدتي قلعة المضيق والتوينة الخاضعتين لسيطرة الفصائل، ببعض القرى التي تسيطر عليها قوات النظام, كقريتي الحرة والخندق, ويعتبر الجسر هذا ذو أهمية بالغة بالنسبة للمدنيين خصوصاً المزراعين منهم والذين يمتلكون العشرات من الدنومات الزراعية غرب نهر العاصي, وفي تاريخ 5 من شهر أيلول من العام 2018 , قامت حركة أحرار الشام الإسلامية بتدمير جسر التوينة وذلك تحسباً لاستخدامه من قبل قوات النظام السورية في تقدمها بتلك الأثناء باتجاه بلدة قلعة المضيق.

** جسر الشريعة : يقع هذا الجسر شمال جسر التوينة بحوالي 2  كم, ويعتبر هذا الجسر الشريان الرئيسي لقرى الرملة والكريم والأشرفية وقبر فضة وعدة قرى أخرى تتبع لقوات النظام, ويعتبر أيضاً ذو أهمية زراعية كبيرة بالنسبة للسكان, وقد قامت أيضاً حركة أحرار الشام الإسلامية في تاريخ 31  أيلول / 2019، بتفجير الجسر بالكامل وإخراجه عن الخدمة, ويذكر أنه وبتاريخ سابق كانت قوات النظام تتمركز على الجسر قبل أن تنسحب منه بتاريخ 2 أيار / 2015.

** جسر الحويز : يقع هذا الجسر شمال جسر الشريعة, ويصل قرية الحويز التي تخضع لسيطرة الفصائل بقرية الرصيف التي تخضع لسيطرة قوات النظام, وقد خرج هذا الجسر عن الخدمة بشكل جزئي بسبب استهدافه من قبل قوات النظام في تاريخ 7  آذار / مارس من العام الجاري 2019 وذلك تخوفاً من تسلل الفصائل عبره, وبهذه العملية حرم العشرات من المزراعين الذين تقع أراضيهم الزراعية غرب نهر العاصي من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها ومتابعتها, وتقدر مساحة الأراضي الزراعية المتضررة جراء تفجير جسر الحويز بحوالي 5  آلاف دونم.

** جسر بيت الرأس  : يقع هو الآخر شمال جسر الحويز ويصل قرى سهل الغاب الواقعة تحت سيطرة الفصائل مثل قرى بيت الرأس والحواش والحويجة، بالقرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام كقرى الجيد وتمانعة الغاب, وفي تاريخ 31 , أيلول / 2018, أقدمت حركة أحرار الشام الإسلامية على تدميره أيضاً, ضمن الخطة التي رسمتها لتفجير الجسور في ذلك الوقت لمنع تقدم قوات النظام من خلالها.  

** جسر القرقور : وهو الجسر الوحيد حالياً الذي يعتبر تحت الخدمة ويمكن العبور من خلاله, ويقع تحت سيطرة الفصائل ويتمتع الجسر هذا بأهمية بالغة لدى الفصائل كونه يعتبر صلة وصل بين ريفي حماة وإدلب مع جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.

كما لا تزال قوات النظام تسيطر على عدة جسور أيضاً في منطقة سهل الغاب في ريف محافظة حماة الغربي, ومن بين هذه الجسور ” جسر العشارنة ” الذي يعتبر صلة وصل بين مدينتي السقيلبية ومصياف وسلحب, بالإضافة إلى سيطرة قوات النظام على جسر ” حورات العموري ” وهو يعتبر من بين أهم الجسور في منطقة سهل الغاب في ريف محافظة حماة, على اعتبار أنه يصل منطقة سهل الغاب بالساحل السوري, وعقدة وصل بين كل من مدينة السقيلبية وجبال محافظة اللاذقية, كما تسيطر قوات النظام أيضاً على جسر ” المهد ” الواقع في الناحية الغربية من مدينة السقيلبية, ويتواجد على هذا الجسر عدة حواجز لقوات النظام, من بينها حاجز ” النحل ” المعروف في ريف حماة كونه نقطة إنطلاق للقصف البري الذي يطال عدة قرى وبلدات في ريفي حماة الشمالي والغربي, وتسيطر قوات النظام السورية أيضاً , على عدة جسور أخرى مثل , جسر مرداش ” الفاصل للجهتين الشرقية والغربية من سهل الغاب , وجسر ” شطحة ” الواقع بين قريتي الرصيف وشطحة اللتان تخضعان لسيطرة قوات النظام، و جسر ” التوتة ” و جسر ” البحصة , وعدة جسور أخرى , وتحاول قوات النظام السورية منذ البداية الحفاظ على سيطرتها على جميع الجسور الواقعة في منطقة سهل الغاب، وذلك من أجل تحصين مراكزها والقرى التي تخضع لسيطرتها غرب نهر العاصي.

وفي ذات الوقت يوجد هناك عدة جسور أخرى تتقاسم كل من فصائل المعارضة وقوات النظام السيطرة عليها, مثل جسر ” الزيارة ” الذي يقع بالقرب من التنمية الريفية التي كانت تعتبر معسكر لقوات النظام قبل أن تسيطر عليه فصائل المعارضة في منتصف العام 2015, وتسيطر الآن على هذا الجسر قوات النظام من الجهة الغربية, أما من جهته الشرقية فتسيطر عليه الفصائل، بالإضافة “لجسر الحاكورة”  فهو الآخر كان خاضعاً لسيطرة الطرفين قبل أن يتم تدميره بشكل كامل وخروجه عن الخدمة في شهر نيسان من العام 2016 , حيث استهدفه تنظيم ” الحزب الإسلامي التركستاني” بعربة مفخخة يقودها انتحاري أدت إلى تفجيره وخروجه عن الخدمة منذ تلك الأثناء وحتى الآن، يضاف لهم جسر “خربة الناقوس” الذي تم تدميره في العام 2016, بعد سيطرة الفصائل على قرية ” خربة الناقوس” حيث كان الجسر يصل القرية بقرى جبال محافظة اللاذقية, وفي ذات الوقت يفصل مناطق سيطرة المعارضة المسلحة عن مناطق سيطرة قوات النظام السورية، فيما يبقى الخاسر الأكبر في معركة فرض النفوذ على الجسور هو المواطن السوري الواقع بين مطرقة قوات النظام وسنديان الفصائل.