مجازر متتالية توقع 42 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والمواطنات وترفع إلى نحو 170 عدد من استشهدوا خلال نحو 8 أيام بمدينة الرقة

18

تتواصل الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي، على مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، حيث يتجمع عشرات آلاف المدنيين المحاصرين، والواقعين بين سندان تنظيم “الدولة الإسلامية” ومطرقة التحالف الدولي، لتخلف في كل مرة خسائر بشرية، تصاعدت وتيرتها منذ أيام، مع تزايد وتيرة القصف اليومي على المدينة، التي تشهد بشكل متواصل اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بالقوات الخاصة الأمريكية من جانب، وعناصر التنظيم من جانب آخر، تترافق مع قصف متبادل وتفجير عربات مفخخة من قبل التنظيم على محاور التماس.

وعلم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هذه الضربات لطائرات التحالف الدولي، تسببت خلال الـ 24 ساعة الفائتة، بوقوع عشرات الشهداء والجرحى، ودمار في البنية التحتية للمدينة، وفي ممتلكات مواطنين، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 42 مواطن مدني من نحو 5 عوائل ومن ضمنهم نازحين، بينهم 19 طفلاً دون سن الثامنة عشر و12 مواطنة  فوق سن الثامنة عشر، جراء ضربات للتحالف خلفت مجازر في حارتي السخاني والبدو ومنطقة الحديقة البيضا، ليرتفع إلى 167 بينهم 59 طفلاً و37 مواطنة عدد الشهداء الذين توثق استشهادهم منذ عصر يوم الاثنين الـ 14 من آب / أغسطس الجاري من العام 2017 حتى فجر اليوم الـ 22 من آب / أغسطس، فيما لا تزال أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، ووجود مفقودين لا يعلم ما إذا كانوا استشهدوا أم أنهم لا يزالون على قيد الحياة.

كذلك شهدت مدينة الرقة استمرار حركة نزوح وفرار المواطنين من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، إذ تمكن عشرات المدنيين من الفرار نحو مناطق بعيدة عن القصف والقتل والاشتباكات، فيما تترافق هذه المجازر مع ازدياد سوء الحالة الإنسانية للمدنيين داخل مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” بمدينة الرقة، حيث بات الموت يباغت من يحاولون النجاة بأنفسهم وعوائلهم نحو مناطق أبعد بقليل عن الموت المحتم عليهم، فيما صاحب هذا الخوف من الموت في مدينة الرقة، انعدام الكثير من المواد الغذائية وتناقص البعض الآخر إلى حد كبير، وأكدت مصادر موثوقة أنه منذ أسابيع تغيب الخضار والفواكه عن سوق المدينة، كما تناقصت الأدوية بشكل حاد، مع قلة مياه الشرب وارتفاع أسعارها عند المبيع، بينما بات الغذاء الرئيسي المعتمد عليه من قبل المدنيين في مدينة الرقة، هو الحبوب والأرز والبقوليات، مما جرى تخزينها في وقت سابق من قبل الأهالي أو المتاجر، كما نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس الفائت، أن مئات المدنيين تمكنوا من الفرار خلال الـ 48 من مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة الرقة، والوصول إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في المدينة وأطرافها ومحيطها